أقرت الصحافة المدريدية وعلى وجه الخصوص صحيفة "ماركا" بأن نادي برشلونة بات مرشحاً لتحقيق "الثلاثية الثالثة " في تاريخه بعد الأداء الفني الراقي الذي قدمه الفريق منذ بداية الموسم الجاري .

وتؤكد مباريات برشلونة في كافة المسابقات على تألقه هذا الموسم ، وهو ما تترجمه النتائج الجيدة التي حققها في المسابقات الرسمية الثلاث ، بدليل انه لم يخسر سوى مباراة واحدة لم تؤثر على مشواره أمام إسبانيول في ذهاب ربع نهائي كأس الملك قبل ان يفوز عليه إياباً و يتأهل إلى المربع الذهبي من المسابقة .

وأكدت الصحيفة في تقريرها ، بأن برشلونة أصبح مرشحا قوياً لتحقيق انجاز الثلاثية الثالثة في تاريخه بعدما حقق الأولى في عام 2009 و الثانية في عام 2015 من خلال حصد لقبي الدوري و الكأس المحليتين ودوري أبطال أوروبا.

و وفقا للتقرير فان هناك 10 عوامل تعزز فرص "البارسا" في تحقيق الإنجاز التاريخي غير المسبوق سواء على المستوى المحلي أو القاري أو الدولي .

عزف منفرد في الليغا

وبالنسبة للقب الدوري الإسباني ، فأن برشلونة يتجه إلى حسمه مبكراً بالنظر إلى الفارق المريح الذي يفصله عن ملاحقه المباشر نادي اتلتيكو مدريد و الذي يقدر بـ 11 نقطة ، حيث لم يسبق في تاريخ البطولة ، ان نجح احد الملاحقين في اللحاق بالمتصدر بوجود مثل هذا الفارق النقطي بعد مرور 20 جولة من عمر المنافسة. 

و تزداد مهمة "الروخي بلانكوس" عسراً في ظل الإيقاع السريع لـ "الكتالونيين" الذين لم يخسروا أي مباراة في وقت أن "المدريديين" تعرضوا لسبعة تعادلات وهزيمة.

أريحية في دوري أبطال أوروبا

وبالنسبة للقب دوري أبطال أوروبا ، فأن حصيلة برشلونة في دور المجموعات تؤكد علو كعبه ، رغم انه تواجد مع وصيفه القاري نادي يوفنتوس الإيطالي الذي اخرجه من البطولة العام الماضي، حيث نجح في إنهاء منافسات المجموعة في الصدارة قبل الجولة الختامية ، وبرصيد تهديفي إيجابي خاصة على مستوى الدفاع بتلقي شباكه هدفاً واحداً ، وهو ما يعزز هذه الحصيلة من فرصته في تجاوز عقبة تشيلسي الإنكليزي في الدور الثمن النهائي ، خاصة أن "البلوز" يشهد تراجعاً في مستواه الفترة الأخيرة.

المرشح الأقوى لكأس الملك

في مسابقة كأس الملك التي حقق برشلونة لقبها أعوام 2015 و 2016 و 2017 ، ، فأنه يمتلك أوفر الحظوظ للحفاظ على اللقب للعام الرابع توالياً ، نظرا لتباين المستوى بينه و بين بقية الفرق الثلاثة التي بلغت المربع الذهبي من المسابقة ، سواء فريق فالنسيا الذي سيلاقيه في النصف النهائي ، أو فريقي ليغانيس و إشبيلية .

الدفاع القوي

العامل الرابع الذي يعزز فرص برشلونة في حصد الثلاثية ، هو قوة خطه دفاعه ، التي يعكسها تلقيه 12 هدفاً فقط في الاستحقاقات الثلاثة التي خاضها لغاية الآن على الصعيد المحلي والقاري ، و التي بلغت 30 مباراة ، بعدما نجح المدرب ارنيستو فالفيردي في ترميم خطه الخلفي مستغلا تواجد حارسه الألماني مارك-أندريه تير شتيغن الذي يعيش هذا الموسم أوج عطائه الفني.

ميسي في أفضل حال

يدين برشلونة في نتائجه المميزة التي حققها هذا الموسم ، إلى أطراف عديدة لكن المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الهداف يبقى الطرف الأقوى ، بعدما استعاد عافيته و ظهر بوجهه الحقيقي من خلال أهدافه الحاسمة التي بلغت 27 هدفاً حتى الآن ، وأيضاً إلى تمريراته القاتلة والتي كان آخرها في إياب كأس الملك ضد إسبانيول.

صفقة كوتينيو

لا شك ان تواجد متوسط الميدان البرازيلي فيليب كوتينيو الذي تعاقد مع النادي في شهر يناير الماضي ، يُعد احد العوامل العشرة التي تزيد من قدرة برشلونة في الفوز بالثلاثية ، رغم انه لن يكون قادراً على المشاركة إلا في بطولتي الدوري و الكأس المحليتين فقط ، طالما انه غير مؤهل لخوض المباريات الأوروبية ، غير ان ذلك سيعزز من خيارات المدرب فالفيردي كونه سيتيح له الفرصة لإراحة اندريس انييستا في المباريات المحلية للتركيز عليه في الامتحانات الخارجية .

وقد أكد المايسترو البرازيلي في مباراته الأولى مع برشلونة الخميس الماضي أمام إسبانيول جدارته بقيمة 145 مليون يورو التي دفعت لأجله لصالح ليفربول من أجل موافقته على التنازل عن خدماته.

ثراء التعداد البشري

على عكس المواسم المنصرم بما فيها موسم الثلاثية الثانية ( 2014-201) ، يمتلك برشلونة تعداداً بشرياً يمنحه تشكيلة أساسية قوية دون دكة احتياط جاهزة ، فان الموسم الجاري يختلف عن سابقيه ، إذ يضم الفريق قوام قوي ودكة احتياط ثرية ، المتواجدين فيها جاهزين ومترقبين الفرصة ليصبحوا أساسيين ، وذلك بعد الصفقات الهامة التي قام بها النادي مؤخراً ، من خلال التعاقد مع لاعبا الوسط البرازيليان باولينهو وفيليب كوتينيو و المدافع الكولومبي ياري مينا و الفرنسي عثمان ديمبيلي المصاب.

وفضلاً على ان هذه الدكة تعطي المدرب الإسباني خيارات كافية في أسلوب اللعب ، فانها ترفع من وتيرة المنافسة بين اللاعبين من اجل حجز مكاناً في تشكيلة الفريق الأساسية ..

لاعبون يعرفون طريق الثلاثية

العامل الآخر الذي سيساعد برشلونة على تحقيق ثالث ثلاثية في تاريخ النادي ، هو الجانب النفسي في ظل وجود عدداً من نجومه سبق لهم ان حققوا الثلاثية الأولى أو الثانية او كلاهما ، مما يجعلهم يعرفون طريق الثلاثية الثالثة بكافة تفاصيلها وأسرارها ومعوقاتها لتجاوزها ، فنجوم الفريق على غرار ميسي و بيكي و ألبا و بوسكيتيس وإنييستا كانوا حاضرين إنجاز الثلاثية الأولى و الثانية ، بينما حضر لويس سواريز و إيفان راكيتيتش وتير شتيغن و سيرجيو روبيرتو الثلاثة الثانية.

دهاء المدرب فالفيردي

العامل الآخر الذي استفاد منه برشلونة هو تواجد الإسباني إرنيستو فالفيردي على رأس جهازه الفني ، و هو المدرب الذي برهن على دهاءه ليس فقط من خلال الانتصارات المتتالية التي حققها الفريق ، بل أيضاً من خلال قدرته على تعديل الأسلوب التكتيكي الذي ظل يلعب به الفريق من خلال الانتقال من خطة (4-3-3) إلى (4-4-2) دون إثارة اي ضجة ، كما نجح في سياسة التدوير بين جميع اللاعبين ، بما فيهم الثنائي ميسي و سواريز دون اعتراض ، بعكس سلفه لويس انريكي الذي عجز عن تطبيق هذه السياسة رغم نجاحه الفني.