أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أنه يثق تماما بقدرة روسيا على ضمان أمن نهائيات مونديال 2018، رغم أعمال الشغب التي حصلت الخميس قبل مباراة سبارتاك موسكو ومضيفه اتلتيك بلباو الإسباني في "يوروبا ليغ"، وأسفرت عن وفاة شرطي.

وأصيب الشرطي بسكتة قلبية مساء الخميس خلال الاشتباك مع جماهير سبارتاك موسكو قبيل المباراة التي فاز بها الأخير على بلباو 2-1 في اياب الدور الثاني من "يوروبا ليغ"، دون أن يكون ذلك كافيا للحؤول دون تأهل صاحب الأرض الى ثمن النهائي لفوزه ذهابا في العاصمة الروسية 3-1.

وأشارت سلطات الأمن المحلية أن حالة الوفاة لم تكن على ارتباط "مباشر" بجراح أصيب بها الشرطي في الاشتباك الذي حصل في الشوارع المحيطة بملعب "سان ماميس" مع عشرات الروس الذين كانوا يرتدون سترات سوداء مع قبعات للرأس.

وكشفت أن الشرطي "شعر فجأة بالعياء خلال الحوادث الخطيرة ... ورغم نقله سريعا الى المستشفى، أصيب بسكتة قلبية"، مشيرة الى أنها ألقبت القبض على تسعة اشخاص، من بينهم ثلاثة روس وبولندي، في حين تحدثت صحيفة "سبورت اكسبرس" الروسية عن أن الموقوفين هم من المشجعين المتشددين "هوليغانز" لسبارتاك ومن اليساريين الباسكيين.

ودافعت وسائل الاعلام الروسية عن مواطنيها ومن بينها التلفزيون الرسمي "فيستي" الذي اعتبر في نشرة الأخبار أن "المتشددين المحليين استفزوا الروس"، مضيفا "كان مشجعونا في طريقهم الى الملعب عندما تعرضوا لهجوم بالمفرقعات، ما أدى الى الإشتباك".

أما الموقع الرسمي للتلفزيون الرياضي "ماتش تي في"، فاتهم الشرطة المحلية بـ"افتقارها الى الخبرة الكافية" في التعامل مع مجموعات مشجعين قريبة من بعضها.

ومن جهتها، كانت صحيفة العاصمة موسكو "سبورت اكسبرس" أكثر موضوعية بالقول بأن "مشجعي سبارتاك ليسوا بالقديسين".

وأعرب فيفا عن أسفه العميق حيال ما حصل الخميس في بلباو، لكنه لم يوجه اللوم الى أي طرف.

وقال متحدث باسم الاتحاد الدولي لوكالة فرانس برس أن "في ما يتعلق بالأمن في كأس العالم 2018، فإن فيفا يثق بالكامل في الترتيبات الأمنية ومفهوم الأمن الشامل الذي وضعته السلطات الروسية واللجنة المنظمة المحلية".

وأضاف "كما تبين خلال كأس القارات العام الماضي، تم تكييف المعايير الأمنية العالية في روسيا لتلبية الاحتياجات المحددة لهذه الأحداث الرياضية الكبرى".

وتستضيف روسيا أول كأس العالم لها بين 14 حزيران/يونيو و15 تموز/يوليو بعد تفوقها في سباق الترشح على انكلترا عام 2010 في معركة "قبيحة" تضمنت ادعاءات غير مؤكدة بدفع الرشى.

وخيمت على الاستعدادات لاستضافة البطولة العالمية المخاوف من تكرار ما حصل في مدينة مرسيليا الفرنسية خلال كأس أوروبا في حزيران/يونيو 2016 على هامش مباراة روسيا وإنكلترا.

وأسفرت الاشتباكات التي صدمت العالم عن إصابة 35 شخصا في أحداث رأى فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لشيء من التهكم والسخرية بقوله في حينها "كيف تمكن 200 من مشجعينا من ضرب عدة آلاف من الإنكليز".

وما زالت ذيول ما حصل في مرسيليا خلال تلك الأمسية متواصلة حتى الآن، وقد أعلنت الشرطة الألمانية الخميس عن ايقاف احد الروس المشتبه بهم في "محاولة قتل" أحد مشجعي إنكلترا.