المتتبع لحصيلة المدرب الألماني يورغن كلوب منذ تعيينه على رأس الجهاز الفني لنادي ليفربول الإنكليزي في شهر أكتوبر من عام 2015 يكتشف انه يسير على خطى المدرب الأسبق للنادي الإسباني رافائيل بينيتيز الذي تولى مهام الإشراف عليه في الفترة من عام 2004 وحتى عام 2010.

وتوضح الحصيلتين بين المدربان ، عن تألق خارجي في المسابقات القارية يوازيه إخفاق محلي في الدوري الإنكليزي الممتاز ، حيث بدا وكأن كان مدرب منهما حريص على الحفاظ على عراقة ليفربول و مكانته على الصعيد القاري ، كأحد اكثر الاندية تتويجاً و حضوراً في الملاعب الأوروبية مقابل تواضع نتائجه في الملاعب المحلية، حيث خفت بريقه منذ إنطلاق نسخة الممتاز في موسم (1992-1993) رغم انه يمتلك اعلى رصيد من الألقاب والبالغ عددها 18 لقباً ، و هو الرصيد الذي تجمد من ذلك الوقت.
&
ثبات قاري مع بينيتيز&
&
وجاء اختيار ملاك وإدارة نادي ليفربول للإسباني رافائيل بينيتيز في قيادة جهازه الفني في صيف عام 2004 بعدما نجح مع نادي فالنسيا في لجم الغريمين برشلونة و ريال مدريد و إيقاف هيمنتهما على بطولة "الليغا" الإسبانية بخطفه لقبي 2002 و 2004 ، غير ان بينيتيز& و على مدار ستة مواسم عجز خلالها عن قيادة "الريدز" لإحراز لقب "البريميرليغ" مكتفيا بالوصافة في افضل حصيلة له ، لكنه نجح في تعويض اخفاقات الفريق على الصعيد المحلي بتألق خارجي مميز في بطولة دوري أبطال أوروبا ، إذ توج الفريق معه ببطولة "صاحبة الاذنين" في عام 2005 على حساب نادي ميلان الإيطالي ، كما نالٍ الوصافة بعدها بعامين فقط وتحديداً في عام 2007 بعد خسر نهائي البطولة أمام ميلان ، فيما بلغ المربع الذهبي لنسخة عام 2008 وخسر أمام مواطنه تشيلسي.
&
وعلى مدار ستة مواسم ، ظل ليفربول مع المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز منتظماً في مشاركاته ببطولة دوري أبطال أوروبا ومرشحا قويا للمنافسة على اللقب القاري ، غير انه على المستوى المحلي اكتفى بالحصول على وصافة الدوري الإنكليزي في عام 2009 ، ونيل كأس الاتحاد افنكليزية في عام 2006 بعدما اصطدم في المنافسات المحلية بالثورة المالية لتشيلسي ثم بـ "الريمونتادا" القوية لمانشستر يونايتد على الرغم من توفر الفريق في عهده على ترسانة من الأسماء اللامعة على غرار الإنكليزيان ستفين جيرارد وجيمي كاراغر و الإسباني تشابي ألونسو و الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو وآخرين.
&
آمال جديدة في كلوب
&
وبعد عجز الإيرلندي براندين روجرز عن إحراز لقب الدوري الإنكليزي اختير لخلافته الألماني يورغن كلوب بناء على تجربته الناجحة في ألمانيا مع نادي بروسيا دورتموند ، إذ تمكن معه من الإطاحة بالعملاق البافاري بايرن ميونيخ و خطف منه لقب "البندسليغا" مرتين في عامي 2011 و 2012 و الوصافة مرتين في 2013 و 2014.
&
وبعد مرور ثلاثة مواسم من إقامته بقلعة "الآنفيلد رود" تبقى حصيلة يورغن كلوب المحلية متواضعة ، بعدما أنهى موسمه الأول (2015-2016) خارج المراكز الأربعة الأولى والمؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا ، أما في الموسم الثاني (2016-2017) اكتفى ليفربول بالحلول في المركز الرابع بشق الأنفس ، إلا ان نتائج "الليفر" في الاستحقاق القاري كانت إيجابية تحت امرة المدرب الألماني ، حيث بلغ نهائي الدوري الأوروبي (اليوروبا ليغ) في موسمه الأول مع الفريق ، إلا انه خسره من المتخصص إشبيلية الإسباني بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف& .
&
و بعد عودة ليفربول للمسابقة الأغلى (دوري أبطال أوروبا) وفي أول مشاركة للفريق في هذا البطولة تحت اشراف يورغن كلوب ،& حقق الفريق نتائج مميزة قادته للوصول إلى الدور قبل النهائي ، حيث سيواجه روما الإيطالي ، وهو في افضل رواق لبلوغ النهائي بالعاصمة "كييف" خاصة بعد تألق هدافه ومهاجمه المصري محمد صلاح واكتساحه لمانشستر سيتي (بطل الدوري الممتاز) بخمسة أهداف مقابل هدف في مجموع المباراتين (ذهاباً و إياباً) .
&
ومن اللافت للنظر ان هناك نقطة مشتركة غريبة بين المدرب الإسباني والمدرب الألماني ، حيث نجح كلاهما مع الفريق في هزيمة بطل الدوري الإنكليزي قارياً ، فمع رافائيل بينيتيز بلغ ليفربول نهائي عام 2005 على حساب مواطنه تشيلسي (بطل البريميرليغ) ، أما مع كلوب فقد تمكن الفريق من بلوغ المربع الذهبي للنسخة الحالية على حساب مانشستر سيتي (بطل البريميرليغ) .