توصل مالكو أندية دوري كرة القدم الأميركية الى اتفاق الأربعاء يفرض على اللاعبين الوقوف خلال عزف النشيد الوطني أو البقاء في غرف الملابس حتى نهايته، وذلك بهدف تجنب ما حصل الموسم الماضي من وقفات اعتراضية أثارت جدلا واسعا لاسيما مع الرئيس دونالد ترامب.

وفرضت مسألة كيفية التعامل مع اللاعبين الذين يرفضون الوقوف للنشيد الوطني، نفسها على اجتماع مالكي الأندية الأربعاء في اتلانتا وذلك بعدما وجدت الرياضة الأكثر شعبية في الولايات المتحدة نفسها في قلب عاصفة سياسية في 2017، على خلفية وصف ترامب اللاعبين الذين يركعون خلال النشيد الوطني (بدلا من الوقوف) بـ"أبناء العاهرات".

وأثارت هذه التصريحات موجة من الاحتجاجات في أنحاء الدوري في أيلول/سبتمبر، وأثارت حفيظة بعض المشجعين ووضعت العديد من المالكين المحافظين المساندين لترامب في موقف حرج.

وتعود جذور الخلاف الى 2016، عندما رفض لاعب فريق سان فرانسيسكو فورتي ناينرز، كولين كابرنيك، الوقوف للنشيد الوطني الأميركي، في خطوة للفت الأنظار لمعاناة الأقليات العرقية والدينية في الولايات المتحدة، على يد الأجهزة المكلفة فرض القانون.

واصل عدد من اللاعبين القيام بهذه الحركة قبيل انطلاق المباريات، الا انها لم تحظ بقدر كبير من الاهتمام الجماهيري أو الاعلامي.

الا ان كل ذلك تبدل في 22 أيلول/سبتمبر: خلال لقاء شعبي في ألاباما، أثار ترامب الذي طبعت المواقف المثيرة للجدل أشهره الأولى في سدة الرئاسة، مسألة الحركة التي يقوم بها بعض اللاعبين، ورفضهم الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي. وفي خضم صيحات المؤيدين له، قال ترامب ان مالكي أندية الدوري يجب ان يردوا على ما يقوم به اللاعبون بالقول "+إطردوا إبن العاهرة هذا من الملعب حالا. مطرود، مطرود!+".

ومع تردد مسؤولي اتحاد اللعبة في إصدار قرار يأمر اللاعبين بالوقوف للنشيد، جاء الاتفاق الذي تم التوصل اليه الأربعاء بمثابة حل وسط. وبموجب القوانين الحالية للاتحاد، يطلب من جميع اللاعبين أن يكونوا في الملعب خلال عزف النشيد، إلا أن السياسة الجديدة أزالت هذا الشرط، ما يسمح للاعبين غير الراغبين بالوقوف للنشيد، بالبقاء في غرف الملابس.

لكن على اللاعبين الذين يدخلون الى أرضية الملعب الوقوف للنشيد وإلا سيتم تغريمهم ومعاقبتهم من قبل أنديتهم.

وفي بيان، قال مفوض الدوري رودجر غوديل "هذا الموسم، يتعين على كل فرق الدوري والطواقم الوقوف وإظهار لاحترام للعلم والنشيد الوطني"، مضيفا "يحق للأشخاص الذين يختارون عدم الوقوف للنشيد البقاء في غرف الملابس حتى انتهاء النشيد".

وأشار الى أن الاتحاد سيفرض غرامات ضد الفرق إذا دخل اللاعبون الى الملعب ولم يقفوا للنشيد الوطني.

وتطرق غوديل الى الانتقادات الموجهة الى اللاعبين المحتجين الذين وصفوا بـ"الخونة"، قائلا "من المؤسف أن الاحتجاجات الميدانية خلقت إدراكا خاطئا بين العديد من الناس بأن الآلاف من لاعبي اتحاد كرة القدم الأميركية كانوا غير وطنيين. لم يكن الحال هكذا على الإطلاق".1