مسار غريب أوصل قائد منتخب المغرب المهدي بنعطية للمشاركة في كأس العالم في كرة القدم، روسيا 2018، بعد سلسلة متتالية من الصعود والهبوط الكبيرين بين ناديه يوفنتوس الايطالي ومنتخب "أسود الاطلس".

نقطة البداية في مساره المونديالي المتقلب ظهرت في بيان نشره على فيسبوك في آذار/مارس 2017. لم يكن بنعطية أساسيا مع يوفنتوس، فاعتبر انه ليس بمقدوره تمثيل دفاع المغرب في هذه الظروف.

كتب لاعب روما الايطالي وبايرن ميونيخ الالماني السابق "تعرفون تعلقي تجاه بلدي، لذا قررت، وبتأثر كبير، التخلي عن التجمع المقبل للمنتخب حتى يتطور وضعي في النادي (...) يجب ان نواجه الحقائق، فأنا لست أساسيا في فريقي. من المعقد أن أكون منافسا مع المنتخب كما اشتهي".

بعد ثمانية أشهر في أبيدجان، وعلى ساعده شارة القائد، سجل بنعطية الهدف الثاني للمغرب أمام ساحل العاج (2-صفر) وقاد بلاده الى المونديال للمرة الأولى منذ 1998.

شرح في مقابلة أخيرة مع قناة "فرانس 24": "في مسيرتي، هي اللحظة التي لا تنسى، الفخر الأكبر".

آنذاك، كان بنعطية قد عاد الى قيادة المغرب لكن ايضا للعب اساسيا في يوفنتوس، حيث فرض نفسه في تشكيلة المدرب ماسيميليانو أليغري وكان اللاعب الاكثر مشاركة في الدفاع مع النجم المخضرم جورجيو كييليني.

- الهبوط -

خاض موسما صلبا وعوض غياب رحيل مدافع يوفنتوس ليوناردو بونوتشي الى ميلان، برغم اختلاف أسلوب لعبهما.

أن تكون أساسيا في يوفنتوس فهذا يعني الوصول الى القمة في ايطاليا، بعد مسيرة شهدت تنقله من أودينيزي الى روما، قبل خوضه موسمين عاديين مع بايرن بطل ألمانيا.

وخلال تواجده على القمة مع بلاده ويوفنتوس معا، سقط اللاعب المولود في ضاحية كونكورون الباريسية سقطة كبيرة على فترتين.

الفصل الأول كان على ساحة دوري أبطال أوروبا. تدخل خاطىء للمدافع كبد فريقه ركلة جزاء في الوقت القاتل في إياب الدور ربع النهائي ضد ريال مدريد، وحرم فريق "السيدة العجوز" من عودة تاريخية.

تسبب بركلة الجزاء أمام لوكاس فاسكيز وسجلها البرتغالي كريستيانو رونالدو (3-صفر و1-3) في الوقت القاتل، فاحتج بنعطية واصفا قرار الحكم بـ"الاغتصاب"، قبل نقاش ساخن مع الممثل الكوميدي الايطالي ماوريتسيو كروتسا ووصفه اياه على انستاغرام بـ"الاحمق" و"الأخرق".

- "كنت سيئا" -

الفصل الثاني حصل في الدوري المحلي، خلال مواجهة يوفنتوس مع وصيفه نابولي. كان التعادل السلبي مناسبا للسيدة العجوز، قبل ان يهرب المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي من رقابة المغربي في الدقيقة 89، مسجلا هدف الفوز الذي كان قادرا على قلب هوية الفائز في البطولة لولا تراجع نابولي في المراحل الاخيرة.

نهض يوفنتوس على غرار بنعطية الغائب لمباراتين عن التشكيلة الاساسية، فكان رده قويا في نهائي الكأس ضد ميلان (4-صفر) حيث سجل هدفين لفريقه في مرمى الحارس جانلويجي دوناروما.

شرح المدافع-الهداف في كواليس الملعب الاولمبي حيث عرف موسما جميلا مع روما "بعد الخطأ ضد نابولي، اعتقدت ايطاليا بأكملها انني سيء. لم أصبح جيدا اليوم، لكنني أردت أن أوجه ردا للمجموعة. كنت سيئا في الايام العشرة التي تلت هدف كوليبالي، لكن لحسن الحظ قام زملائي بما يتوجب".

مواصلة مشواره في ايطاليا ليست مضمونة، وسيكون مستقبله محط أنظار في تورينو. لكن في الانتظار، يتعين عليه قيادة المغرب في المونديال في مجموعة صعبة تضم اسبانيا، البرتغال وايران. 

ويرى بن عطية ان المواجهات في هذه المجموعة الأصعب في المونديال لكن "من نوع المباريات التي ترغب بخوضها، مباريات يريد الجميع مشاهدتها".