الرباط: يتفق الشارع المغربي، بمختلف أطيافه، على نجاح الناخب هيرفي رونار في منح المنتخب المغربي لكرة القدم تلك الروح التي افتقدت، داخل عرين أسود الأطلس، على مدى العقدين الماضيين، على الرغم من توفره باستمرار على مواهب لا تكاد تحصى.

لا يمكن للمقارنات بين أوضاع النخبة المغربية، بين الأمس واليوم، إلا أن تؤكد أن الطريقة التي تعامل بها المدرب الفرنسي مع المنتخب المغربي، منذ تعيينه في 16 فبراير 2016،ىغيرت من جلد الأسود، بشكل لم يكن أشد المتفائلين المغاربة يتوقعه، إلى درجة أن أغلب المتتبعين، عبر العالم، يكادون يتفقون على أن المنتخب المغربي يبقى، اليوم، أفضل منتخب أفريقي وعربي.

ومنحت الروح التي بعثها المدرب الفرنسي في المنتخب المغربي، منذ مشاركته في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة، بالغابون، والتي غادرها من دور الربع، الذي لم يبلغه منذ دورة تونس في 2004، روحا جديدة لعدد من اللاعبين الذين ظل عطاؤهم داخل أنديتهم أحسن منه حين يلعبون للمنتخب، من قبيل كريم الأحمدي (33 سنة) لاعب فينوورد الهولندي، وامبارك بوصوفة (33 سنة) لاعب الجزيرة الإماراتي، والمهدي بنعطية (31 سنة) لاعب يوفنونيس الإيطالي، ونبيل درار (32 سنة) لاعب فينربتشه التركي، ونور الدين أمرابط (31 سنة) لاعب ليغانيس الإسباني، وخالد بوطيب (31 سنة) لاعب مالاطاياسبور التركي، ومانويل داكوسطا (32 سنة) لاعب إسطنبول باشاكشهير، وفيصل فجر (29 سنة) لاعب خيتافي الإسباني، ويونس بلهندة (28 سنة) لاعب غالاطاسراي التركي، وعزيز بوحدوز (31 سنة) لاعب سانت بولي الألماني.

ويبين مسار عدد من لاعبي المنتخب، الذين يعتبرون، اليوم، من ركائزه الأساسية، أن منهم من بدأ مساره الدولي مع الأسود، قبل كثر من 12 سنة، من دون أن يحقق أي لقب دولي، من قبيل امبارك بوصوفة الذي لعب أول مباراة مع المنتخب المغربي في 23 مايو 2006، أو المهدي بنعطية (19 نونبر 2008) أو نبيل درار (11 أكتوبر 2008) أو كريم الأحمدي (19 نوفمبر 2008).

ولا تحسب لرونار، فقط، قدرته على دفع المخضرمين إلى بذل جهود مضاعفة داخل المنتخب، وإخراج أفضل ما لديهم، بل إعطاؤه الفرصة لعدد من اللاعبين صغار السن، ممن أكدوا مواهبهم الكروية على أعلى مستوى، من قبيل أشرف حكيمي (19 سنة)، أول لاعب مغربي وثاني عربي يتوج بدوري أبطال أوروبا رفقة ريال مدريد، وأمين حارث (20 سنة) لاعب شالك 04 الألماني، والذي توج، خلال الموسم الكروي المنقضي، أفضل لاعب صاعد في البوندسليغا، وسفيان أمرابط (21 سنة) لاعب فينوورد روتردام الذي سعت هولندا جاهدة لاستقطابه دون جدوى، وحكيم زياش (25 سنة) لاعب أجاكس أمستردام الذي لم يستسغ الهولنديون إلى اليوم تفضيله "أسود الأطلس" على منتخب "الطواحين الهولندية"، وأحمد التكناوتي (22 سنة) حارس الوداد الرياضي المغربي، وحمزة منديل (20 سنة) لاعب ليل الفرنسي، ويوسف آيت بناصر (21 سنة) لاعب إي سي موناكو الفرنسي، وأيوب الكعبي (24 سنة) لاعب نهضة بركان المغربي، الذي توج هدافاً لأخر بطولة لأمم أفريقيا للاعبين المحليين بتسعة أهداف.

ويجمع المتبعون لمسار المنتخب المغربي، تحت قيادة هيرفي رونار وسهر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن أسود الأطلس سيواصلون حضورهم على الساحة الأفريقية، ومن خلالها العالمية، في السنوات المقبلة، في ظل تركيبة المنتخب الحالية، التي تعطي إمكانية مواصلة العمل عبر الدفع بالخلف من دون أن تحدث قطيعة بين مكوناته، من جهة أن اعتزال بوصوفة والأحمدي، وغيرهما من اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين، سيفتح الباب أمام جيل موهوب قادم بقوة، في مختلف مراكز اللعب لحمل المشعل، منهم من يشارك في المونديال الروسي، ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و25 سنة، ومنهم من ينتظر فرصته ضمن قائمة موسعة، تشمل لاعبين موهوبين قادمين بقوة، يمارسون في البطولة المحلية، من قبيل بدر بانون لاعب الرجاء الرياضي ومحمد أوناجم لاعب الوداد الرياضي وأحمد حمودان لاعب اتحاد طنجة، أو في أكبر الدوريات الأوروبية، من قبيل نصير مزراوي وزكريا لبيض لاعبا أجاكس أمستردام الهولندي، وجواد اليميق لاعب جنوى الإيطالي، وسفيان بوفال لاعب ساوتامبتون الإنجليزي، وأشرف بنشرقي لاعب الهلال السعودي ووليد أزارو لاعب الأهلي المصري.