استعادت ملاعب كرة القدم ضيفا مزعجا أقلق راحة المتابعين في جنوب افريقيا قبل ثمانية أعوام، هو بوق "فوفوتزيلا" الذي سجل حضورا قويا الجمعة في سان بطرسبورغ خلال مباراة المغرب وإيران في المجموعة الأولى من مونديال 2018.

لكل مشجع طريقته في دعم فريقه: البرازيليون يرقصون على إيقاع السامبا، أجراس الأبقار تسمع في أرجاء مدرجات الملاعب السويسرية، بينما قدمت المكسيك الى العالم موجاتها الشهيرة "العابرة للمدرجات".

الا ان "فوفوتزيلا" مختلف تماما، اذ انه قد يؤدي - بحسب دراسات طبية - الى فقدان لاعبين حاسة السمع، ومنها دراسة لجامعة بريتوريا الجنوب افريقية دعمت احتجاجات بعض اللاعبين على استخدام البوق في المونديال الوحيد الذي استضافته القارة الافريقية عام 2010.

وبحسب الدراسات، تصل قوة الصوت الذي يطلقه "فوفوتزيلا" الى 127 ديسيبيل، في حين ان المنشار الكهربائي يصدر صوتا قوته 100 ديسيبيل.

لكن هذه المحاذير الطبية والعلمية لم تعن شيئا للجماهير الجنوب افريقية خلال مونديال 2010، ولا يبدو أنها ستعني الكثير لجماهير المونديال الروسي الذين أعادوا اقحام هذا البوق في عالم الكرة المستديرة.

وبحسب التقاليد، كان الناس يستعملون هذا البوق لكي يدعوا بعضهم البعض إلى اجتماع في مكان معين. الا "فوفوتزيلا" انتشر على نطاق واسع في الأعوام الماضية في ملاعب كرة القدم.

وقدم الـ "فوفوتزيلا" الى العالم على انه آلة ترمز الى جنوب افريقيا في 15 أيار/مايو 2004، عندما أعلن عن استضافة بلاد نلسون مانديلا لنهائيات كأس العالم 2010. وبعد صدور القرار رسميا، قام وزير الرياضة ماخينكيسي ستوفيلي ووزير المالية آنذاك تريفور مانويل بالترويج للبوق في حضور جمع غفير من المسؤولين الرياضيين والصحافيين.

وأبدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عدم رضاهم عن عودة الضيف الثقيل الى ملاعب الكرة، منهم النجم السابق والمعلق الانكليزي غاري لينيكر الذي غرد "هل أسمع الفوفوتزيلا اللعينة؟ أعيدوا الموجات المكسيكية" التي تميز بها مونديال 1986.