بررت الصحافة الأرجنتينية الأداء الفني المتواضع الذي قدمه ليونيل ميسي في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس العالم والتي جمعت المنتخب الأرجنتيني بنظيره الآيسلندي نتيجة الحصار الذي فرض على "البرغوث" في اللقاء .

وكان المنتخب الآيسلندي قد فرض رقابة صارمة على ميسي ، مما اثر سلباً على تركيزه الذهني ولياقته البدنية ، وتسبب في اهداره لركلة الجزاء التي تصدى لها الحارس هانيس هالدورسون ، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ، وهي نتيجة تعتبر تعثراً لأبناء "التانغو" الذين كانوا مرشحين لإكتساح منافسهم المغمور الذي يشارك في المونديال للمرة الأولى في تاريخه في وقت ان الارجنتين مرشحة للفوز باللقب العالمي.
&
وأكدت صحيفة "أوليه" الأرجنتينية ان حالة الحصار التي تعرض لها ميسي في مباراة آيسلندا لم تكن الأولى بل عرفتها مباريات سابقة ، خاصة في المواجهات الهامة ، حيث يلجأ المنافس إلى محاصرة "البرغوث" بأكبر عدد ممكن من اللاعبين لا يقل عددهم عن 4 ، وذلك لأن المنافس يدرك جيداً بان ميسي مفتاح الفوز لمنتخب بلاده& ، بينما شل تحركاته سيجعل المنتخب الأرجنتيني بكامله مشلولاً نتيجة مبالغة المدرب الأرجنتيني في الاعتماد عليه رغم تواجد ترسانة من اللاعبين المميزين في صفوف "التانغو".
&
وقبل مباراة آيسلندا ، كان ميسي قد تعرض لحصار فشل في اختراقه ، ومعه عجزت الأرجنتين عن تقديم أداء جيد وسجلت هزائم في المواعيد الكبرى،& وحدث ذلك في& ربع نهائي مونديال 2010 بجنوب افريقيا ضد المنتخب الألماني ، والتي انتهت بفوز كاسح للألمان برباعية نظيفة ، وتقديم أداء باهت لأبناء المدرب دييغو مارادونا، وفي مونديال 2014 بالبرازيل تكرر ذات الأمر ، وحدث نفس الحصار في نهائي البطولة ضد المنتخب الألماني ، لتخسر الأرجنتين اللقب العالمي بهدف قاتل ، كما تكرر سيناريو الحصار على ميسي في نهائي كوبا أمريكا ضد منتخب تشيلي ، لتكتفي الأرجنتين بالوصافة& في عهد جيراردو مارتينو.
&
وتقوم خطة الخصوم على محاصرة ميسي بفرض دائرة عليه كلما جاءته الكرة& في اي منطقة من الملعب دون تحديد اسماء اللاعبين المطالبين بمحاصرته ، فهي مهمة يكلف بها كافة أفراد الفريق في مختلف المراكز ،& من خلال الإحاطة به و منعه من تمرير الكرة إلى زملائه وإجباره على محاولة المراوغة و الاحتفاظ بالكرة حتى تنتزع منه.
&
ويتحمل مسؤولية نجاح خطة الحصار مدرب المنتخب الأرجنتيني ، مما جعل الصحيفة تطالبه بتحرير ميسي و الاعتماد اكثر على لاعبين اخرين ، ومنحه هامش المناورة اكثر من خلال اللعب بدون كرة لفتح مساحات واسعة امام زملائه وإرهاق المنافس وإرباكه ، خاصة ان اللاعبين المكلفين بمحاصرته سيجدون انفسهم بدون مهمة وسيتحولون إلى عبء على زملائهم .
&
الجدير ذكره بان مارادونا تعرض لنفس السيناريو عندما كان لاعباً ، وتحديداً في مونديال 1990 بإيطاليا ، خلال المباراة التي جمعت الأرجنتين بالبرازيل في الدور الثمن النهائي ، غير ان مارادونا نجح في اختراق الحصار و تقديم تمريرة على طبق لزميله كلاوديو كانيجيا الذي استغلها في تسجيل هدف الانتصار والإطاحة بـ "السيليساو".