زياد عطية - تونس : مني الشارع الرياضي التونسي بخيبة أمل كبيرة إثر الأداء الباهت الذي ظهر عليه لاعبو "نسور قرطاج" في لقائهم الأول أمام المنتخب الإنكليزي ضمن منافسات المجموعة السابعة من مونديال روسيا 2018 والخروج بخسارة في اللحظات الأخيرة بنتيجة هدفين لهدف برأسية هداف توتنهام هاري كاين الذي أطلق رصاصة قاتلة لتونس.

ومثلت النتيجة النهائية للقاء حدثا منطقياً وعابراً للجماهير العربية بالنظر إلى قيمة المنافس المدجج بأسلحة هجومية قوية تتشكل من ألمع لاعبي الدوري الأفضل عبر العالم، فالأداء والمستوى كان عكس توقعات التونسيين الذين منوا النفس برؤية منتخبا ممتعاً ومقنعاً كما ظهر في اللقاءات الودية التي سبقت الحدث المونديالي خصوصا أمام منتخبات إسبانيا، البرتغال وكوستاريكا.
 
هذا ولم يؤكد المنتخب التونسي في ظهوره الأول أمام المنتخب الإنكليزي أدائه الجماعي الذي سبق البطولة، حيث ظهر مرتبكا خصوصا في الخط الأمامي الذي توقع الكثيرين أن يكون القوة الضاربة للنسور. 
 
ولم يتخلص المنتخب التونسي من عقدة اللعب الدفاعي والتراجع المذهل إلى الخلف أثناء الشوط الثاني في البطولة منذ نسخة فرنسا 1978 ، ما يفسر عدم القطيعة مع الماضي وتفادي أخطاء التسع مواجهات الأخيرة خلال مشاركاته الثلاث الماضية.
 
الشارع التونسي عبر عن استيائه الشديد من الأداء المتواضع للاعبي النسور واللعب الدفاعي المفرط خصوصا في الشوط الثاني حتى علق المحلل التونسي والناقد الرياضي سامي العكريمي قائلاً : " أفضل مدافع في المنتخب التونسي خلال مواجهة إنكلترا المهاجم فخر الدين بن يوسف".
 
المحب أحد جربي استغرب من خيارات المدرب نبيل معلول في وضع التشكيلة الأساسية التي طغى عليها منطق توزيع اللاعبين على غير خططهم الأصلية متسائلاً : " لا أعرب ما سبب عدم إشراك محمد أمين بن عمر في وسط الملعب ، والتعويل على أنيس البدري من الجهة اليسرى وهو الذي مثل نقطة قوتنا في اللقاءات الماضية ".
 
محمد دلالة ألقى لومه الشديد على المدرب نبيل معلول معلقا " أخطاء كارثية من نبيل معلول. الدخول باللاعب أنيس البدري في غير مكانه الأصلي، تغييرات خاطئة ، فدخول صابر خليفة لم يكن مناسبا".
 
أمير لموشي قال : "من الشوط الأول لم تظهر اللياقة البدنية اللازمة على اللاعبين ما أثر سلبا على أداء المنتخب الذي جاء ضعيفا، فلولا تألق الحارس معز حسن في الدقائق الأولى حينما أنقذ شباكنا من أهداف كثيرة مبكراً ، وإلا ستكون النتيجة عريضة".
 
مضيفا : "ما يؤلمنا كجماهير للمنتخب التونسي هو الأداء الباهت والغير متوقع في اللقاء، كنا نمني النفس بأداء أفضل وعطاء غزير من اللاعبين ، أعتقد اللقاء المقبل أمام بلجيكا لابد من بعض التغييرات في التشكيلة خصوصا بدخول سيف الدين الخاوي في عملية التنشيط الهجومي ودخول أسامة الحدادي من الجهة اليسرى عوضا عن علي معلول ".
 
أكد أحمد الدرعي من جانبه بأن مدرب المنتخب الإنكليزي قرأ جيدا المنتخب التونسي وجهز فريقه من أفضل ما يكون ، وهم واعين بأن هذا الجيل لابد أن يترك بصمة ما في تاريخ بلاده.
 
وتابع بالقول : " مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول لم يحسن التصرف في المجموعة والتشكيلة التي بدأ بها تبدو غير متوازنة فاللعب بـ 4 لاعبين في الخط الأمامي مجازفة واضحة أمام منافس قوي ".
 
بدوره أشار محسن دلالة إلى أن تكوين اللاعب التونسي النفسي والرياضي هما سبب الخسارة أمام إنكلترا.
 
ورغم ذلك لاحظنا تفاؤلا لدى البعض بأن التدارك يبقى قائم خصوصا في اللقاء الحاسم السبت المقبل أمام منتخب بلجيكا، حيث قال المحب رمزي سليماني : " لدينا الإمكانيات اللازمة لتدارك عثرة إنكلترا وعلى المدرب نبيل معلول تدارك الأخطاء التي وقع فيها المنتخب ".
 
الصحفي بموقع الشاهد الإلكتروني محمد علي هيشري علق بالقول : " في إعتقادي لعبنا ضد منتخب يمتلك مواهب كبيرة. المنتخب الإنكليزي بطلا في جل الفئات السنية. لايجب ان نخجل من خسارتنا ".