"هذا هو موسى الذي نعرفه!"... هكذا كان لسان حال المعلقين الروس ومشجعي نادي سسكا موسكو بعد تسجيل المهاجم النيجيري أحمد موسى هدفي منتخب بلاده في مرمى ايسلندا ليخرج فائزا 2-صفر في مونديال 2018 ليصبح بالتالي افضل هداف لمنتخب بلاده في تاريخ مشاركاتها في نهائيات كأس العالم برصيد 4 اهداف.

يعرف الجمهور الروسي موسى جيدا لأنه لعب في صفوف سسكا موسكو من 2012 الى 2016 وتألق بشكل لافت في صفوفه قبل ان ينتقل الى ليستر سيتي الذي أعاره في الموسم المنصرم لنادي العاصمة الروسية.

وسيكون الجمهور على موعد مع موسى مجددا الثلاثاء، عندما تلتقي الارجنتين ونيجيريا في الجولة الثالثة الحاسمة للمجموعة الرابعة، والتي تحتاج فيها الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي الى الفوز للعبور الى الدور ثمن النهائي، بعد تعادلها مع ايسلندا 1-1 وخسارتها أمام كرواتيا صفر-3.

في المقابل، يكفي نيجيريا التعادل للتأهل، بعدما حققت فوزا غاليا على ايسلندا 2-صفر في الجولة الثانية بفضل هدفين لموسى الذي يتوقع ان يلقى اليوم أيضا تشجيع الجمهور الروسي، وان على حساب ميسي.

المفارقة ان النتيجة التي حققتها نيجيريا في الجولة الثانية بالتغلب على ايسلندا، أبقت على آمال الأرجنتين في المجموعة، ما دفع بعض مشجعي المنتخب الأميركي الجنوبي الى إطلاق تسمية "أحمد ميسي" أو "ليونيل موسى" على النجم النيجيري، علما ان اللاعبين التقيا ايضا في مونديال 2014 وسجل كلاهما هدفين (فازت الأرجنتين 3-2).

وقال موسى بعد الفوز على ايسلندا "في كل مرة لعبت فيها في مواجهة الارجنتين او ضد ميسي، نجحت في تسجيل هدفين كما حصل في البرازيل قبل اربعة اعوام. وعندما انتقلت الى ليستر سيتي واجهنا برشلونة وكان ميسي على ارضية الملعب وسجلت هدفين ايضا!".

أضاف "بالتالي، كل شيء يمكن ان يحصل في المباراة المقبلة، أستطيع تسجيل هدفين مرة جديدة"، مؤكدا بثقة عالية "اعتقد بأن التسجيل في مرمى الارجنتين ليس صعبا بالنسبة إلي". 

- "عدت الى منزلي" -

لكن اذا كان التاريخ الشخصي لموسى (25 عاما) يقف الى جانبه في مواجهة ميسي، فإن تاريخ منتخب بلاده يعاكسها ضد الأرجنتين: فقد تمكنت الأخيرة من الفوز على نيجيريا في المباريات الأربع التي جمعت بينهما في كأس العالم: 1994، 2002، 2006، و2014.

وعلى رغم إقامة المباراة في سان بطرسبورغ وعداوة أنصار فريق المدينة زينيت تجاه سسكا موسكو، فان الجمهور الروسي سيقوم بتشجيع أحد أبطال الدوري المحلي كما فعل مع مهاجم البيرو جيفرسون فارفان الذي يلعب في صفوف لوكوموتيف موسكو.

كان يمكن للتاريخ ان يكتب بطريقة مختلفة بالنسبة الى موسى. وصل الى سسكا موسكو قادما من الدوري الهولندي عام 2012، لكنه وجد صعوبة في التأقلم مع الاجواء الجديدة حيث لعب في البداية في وسط الملعب.

لكن بعد اكثر من 160 مباراة سجل خلالها 53 هدفا، بات المهاجم النيجيري رمزا لفريق العاصمة الروسية (فريق الجيش السوفياتي سابقا)، حتى انه لم يتردد في اطلاق اسم "ميكا-7" على احدى محطات المحروقات التي يملكها في نيجيريا تيمنا بهذا الاسم المطبوع على قميص النادي الروسي الخاص به الى جانب رقمه المفضل.

لكن كيف نجح موسى في قلب الامور رأسا على عقب والتأقلم؟ ثقة مدرب منتخب روسيا السابق ليونيد سلوتسكي الذي قال عنه موسى العام الماضي "كان بمثابة الأب بالنسبة إلي (...) جعلني اللاعب الذي أنا عليه الآن".

مدربه الحالي في المنتخب الالماني غرنوت روهر قال عنه قبل انطلاق البطولة "أمر جيد ان يكون نجح في ذلك! من الجيد ان تملك لاعبين يحققون النجاح في انديتهم ويحظون بالتقدير من قبل الجمهور الروسي. لقد لمست ذلك عندما اشركته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في كراسنودار ضد الارجنتين (فازت نيجيريا 4-2) عندما صفق له الجمهور بأكمله".

انتقل موسى الى ليستر الانكليزي عام 2016 لكنه لم يتمكن من فرض نفسه في التشكيلة الاساسية هناك، وعندما اصبحت مشاركته في مونديال روسيا في خطر لعدم خوضه العديد من المباريات، قرر العودة الى سسكا على سبيل الاعارة لكي يقنع مدرب المنتخب الوطني بقدراته.

الجمعة الماضي، قال موسى "الحمد لله. لقد عدت الى منزلي. لولا سسكا موكسو لما تمكنت من العودة الى صفوف المنتخب والمشاركة في كأس العالم".