&شكل الخروج المبكر للمنتخب الألماني من بطولة كأس العالم المقامة بروسيا أبرز مفاجآت البطولة على اعتبار ان "المانشافت" جاء إلى روسيا للدفاع عن لقبه الذي ناله قبل اربعة اعوام في البرازيل و رشح على اقل تقدير لبلوغ المربع الذهبي .

وكان المنتخب الألماني قد تعرض للإقصاء من دور المجموعات للمرة الأولى من دورات طويلة اعتاد خلالها على المنافسة على اللقب حتى وهو في اصعب الظروف.
&
و تباينت تفسيرات الخبراء والمتابعين لسقوط المنتخب الألماني المبكر من مونديال روسيا ، وتحديد الأطراف المسؤولة عن الإخفاق.
&
صحيفة "إيلاف" وضمن تغطيتها عن كثب لكل مجريات و تفاصيل المونديال الروسي ، نظمت استطلاعاً للرأي طرحت من خلاله اربعة اسباب موضوعية أدت إلى خروج المنتخب الألماني مبكراً ليعود إلى بلاده وسط خيبة أمل كبيرة تجعل انتظار إقامة البطولة القادمة للتدارك طويلاً و عسيراً.
&
انخفاض مستوى اللاعبين
&
وبحسب المصوتين ، فإن السبب الرئيسي للمفاجأة التي احدثها حامل اللقب في المونديال الروسي هو انخفاض مستوى اللاعبين بنسبة بلغت 36% ، وهي النسبة التي يرى اصحابها ان أداء ابرز كوادر المنتخب الألماني كان مخيباً ، وظهر ذلك قبل انطلاق المنافسات الرسمية خاصة في المبارتين الوديتين ضد السعودية – التي كسبها بصعوبة - وضد النمسا- التي خسرها - في إطار استعداده لبطولة كأس العالم.
&
وتجلى التراجع الألماني في بعض الأسماء التي تمثل مفاتيح المدرب يواكيم لوف و خاصة الرباعي سامي خضيرة و مسعود اوزيل و توماس مولر وماتس هوميلز ومعهم جيروم بواتينغ الذي طرد ضد السويد وترك فريقه يقاتل بعشرة لاعبين ، حتى ان الحارس مانويل نوير فقد الكثير من قيمته الفنية .
&
وبدا واضحا ان المعطيات الفنية للمنتخب الألماني قد تغيرت كثيراً بين صيف عام 2017 و صيف عام 2018 ، وان "المانشافت" الذي سافر إلى روسيا لخوض غمار كأس العالم ، ليس هو "المانشافت" الذي سافر إلى روسيا لخوض بطولة كأس القارات .
&
الثقة الزائدة
&
برر ما نسبته 32% من المشاركين في الإستطلاع ، بإن السبب الذي أدى إلى خروج ألمانيا مبكراً من المونديال هو الثقة الزائدة للاعبين و للمدرب والتي تجاوزت حدود التفاءل لتصل إلى درجة الغرور خاصة بعد فوز ألمانيا بكأس القارات في روسيا صيف عام 2017 بمستوى متميز امام& منتخبات كبيرة على غرار المكسيك و تشيلي والبرتغال ، بالإضافة إلى مستواها المتميز في التصفيات ، عندما حققت العلامة الكاملة بعشرة انتصارات في عشر مباريات ، وهو إنجاز لم يحققه اي منتخب من المنتخبات المشاركة في كأس العالم.
&
وادت الثقة الزائدة بأبناء المدرب يواكيم لوف إلى الاستعجال في تجاوز الدور الأول ،& قبل ان يدركوا ان هذه الثقة لم تكن كافية ، وهم الذين كانوا يترقبون نتائج بقية المجموعات لمعرفة منافسيهم في الأدوار الإقصائية.
&
الخيارات التكتيكية للمدرب
&
لا يمكن اغفال مسؤولية المدرب الألماني يواكيم لوف في الانتكاسة التي لحقت بـ "المانشافت" في هذه البطولة بإعتباره المسؤول الأول والأخير عن الخيارات التكتيكية التي اعدها رفقة جهازه الفني المساعد، حيث بلغت نسبة المصوتين ضد الفني الألماني 16% معتبرين إياه المسؤول عن الفاجعة التي تعرضت لها الكرة الألمانية مثلما كان مسؤولا عن عن التتويج باللقب في مونديال 2014 بالبرازيل .
&
والحقيقة ان خيارات وحسابات لوف التكتيكية تعرضت لانتقادات شديدة قبل انطلاق بطولة كأس العالم ، غداة كشفه عن قائمة الـ 23 لاعباً الذين راهن عليهم للدفاع عن اللقب الألماني، حيث ان إبعاده للاعب ليروي ساني الذي قدم مستويات لافتة مع مانشستر سيتي لم يكن مبرراً - بحسب المراقبين-& بالنظر إلى العروض الفنية الكبيرة التي بصمها مع فريقه هذا الموسم ، فيما كان إشراك الحارس مانويل نوير في التشكيلة الأساسية قد اثار جدلاً واسعاً بعدما غاب عن الملاعب بداعي الإصابة منذ شهر سبتمبر الماضي ولم يعد للوقوف في المرمى إلا من اسابيع قليلة ، وتحديداً قبل بداية المونديال الروسي ، مما طرح علامات استفهام كثيرة في ظل تواجد مارك تير شتيغن في كامل الجاهزية& بعد موسم جيد قدمه مع ناديه برشلونة الإسباني.
&
هذا وافتقد المنتخب الألماني في البطولة إلى صانع ألعاب رغم تواجد مسعود أوزيل و توني كروس ، إضافة إلى افتقاده للمهاجم الهداف رغم مشاركة توماس مولر و تيمو فيرنر ، كما افتقد للاعب إرتكاز يخفف الضغط على خط الدفاع رغم تواجد سامي خضيرة.
&
و الحقيقة ان المدرب الألماني عجز عن إيجاد البدلاء المناسبين لفيليب لام و لماريو غوتزه وباستيان شفاينشتايغر آندريه شورله و ميروسلاف كلوزه& صانعي إنجاز مونديال 2014 ، و رهانه على أهل الخبرة اوزيل و خضيرة و مولر ونوير و ماريو غوميز خذله بعدما تراجعت مستوياتهم في ظل تقدم اعمارهم و اقترابهم من سن الاعتزال ، إذ بدا واضحا ان يواكيم لوف كرر نفس الخطأ الذي وقع فيه المدرب بيرتي فوغتس في مونديال 1994 بأمريكا عندما اصطحب معه نفس الأسماء تقريباً التي نالت مع سلفه فرانز بيكنباور لقب مونديال 1990 بإيطاليا وفي مقدمتهم لوثر ماتيوس و رودي فولر و جيدو بوخفالد و بودو إليغنر ليجد نفسه يقصى من دور الثمانية .
&
فشل الحلول الهجومية
&
حمل ما نسبته 15% من المصوتين مسؤولية الإخفاق الألماني إلى الحلول الهجومية الفاشلة التي لجأ إليها المدرب يواكيم لوف في المونديال الروسي، و الحقيقة ان لهذا التفسير في الاقصاء ما يبرره& إذ ان "المانشافت" لم يسجل في مبارياته الثلاث سوى هدفين فقط ، جاءاً بشق الانفس أمام السويد في وقت عجز عن هز شباك المكسيك و كوريا الجنوبية، مع الإشارة ان الهدفين اللذين سجلهما الألماني قد كانا باقدام لاعبي الوسط توني كروس من ركلة حرة& ، وماركو ريوس ، بينما ظهر الهجوم الألماني عقيماً في هذه النهائيات ، رغم انه نفس الهجوم تقريباً الذي نجح في إحراز 43 هدفاً في التصفيات خلال 10 مباريات وبمتوسط تجاوز الأربعة اهداف في المباراة الوحدة .
&
وكشف مونديال روسيا الفراغ الذي تركه اعتزال ميرسلاف كلوه الهداف التاريخي لكأس العالم بواقع (16 هدفاً)، حيث تعتبر هذا البطولة هي الأولى للألمان بدونه ، بعدما خاض معه دورات 2002 و 2006 و 2010 و 2014 ، وكان له بصمة هامة في بلوغ النهائي ثم النصف النهائي قبل ان ينهي مسيرته معه متوجاً باللقب.
&
وخيب توماس مولر الآمال المعلقة عليه ، حيث لم يسجل اي هدف في روسيا ، وهو الذي سجل خمسة اهداف مونديال جنوب افريقيا ومثلها في مونديال البرازيل ، إذ لم يكن يستحق السفر إلى روسيا في ظل مستواه المتواضع ، خاصة انه اظهر تراجعاً في أدائه مع نادي بايرن ميونيخ ومنتخب بلاده منذ بطولة كأس أمم أوروبا 2016 .
&
وهكذا دفع لمدرب لوف ثمن استبعاده ليروي ساني و ساندرو فاغنر،& خاصة ان المونديال الروسي كشف ان عدد من العناصر التي اعتمدها لوف خاصة الهجومية ، كانت تفتقد للحماس وبالأخص مولر و غوميز و فيرنر في وقت ان "المانشافات" كان بحاجة ماسة للحماس و الروح القتالية.