بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الاستعانة بركلات الترجيح لتحديد هوية المنتخب الفائز في الأدوار الإقصائية من بطولة كأس العالم منذ إقامة مونديال 1978 بالأرجنتين، حيث اصبح الفريقان المتعادلان في الأشواط الأصلية والإضافية يتم احتكامهما إلى ركلات الترجيح لتحديد الفائز منهما بالمباراة في ادوار خروج المغلوب.

وكان قرار الاتحاد الدولي في تطبيق ركلات الترجيح ، قد اتاح لحراس المرمى فرصة كبيرة لخطف الأضواء من بقية اللاعبين ، لينجح العديد منهم في خطف النجومية من المهاجمين بفضل نجاحهم في التصدي للركلات الترجيحية، مانحين منتخبات بلادهم تأشيرتي التأهل أو التتويج بلقب كأس العالم .
 
واصبح حراس المرمى في كل مباراة تنتهي بالتعادل محط انظار وسائل الإعلام و الجماهير واللاعبين، حيث يركزون على تحركات الحارس وحده دون غيره مهما كانت هوية اللاعب المتقدم لتنفيذ الركلة الترجيحية.
 
وكشفت ركلات الترجيح المهارات الفنية العالية التي يتمتع بها العديد من الحراس وجاهزيتهم و استعدادهم ذهنياً ونفسياً لمواجهة الركلات الحاسمة ، بعدما عرفوا جيداً كيف يتصدون لبعض هذه الركلات واختيار الجهة التي ستتجه لها الكرة في ظل تطور تدريبات الحراس التي تهدف أيضاً لرفع القدرات في التصدي لركلات الترجيح .
 
كما برز حراس يحفظون مسبقا طريقة تسديد منافسهم لركلات الترجيح عبر تعودهم على التسديد في نفس الجهة من العرين او التسديد بقوة بدلا من محاولة مخادعة الحارس.
 
مونديال 1982
 
رغم تطبيق قانون اللجوء لركلات الترجيح منذ مونديال 1978 بالأرجنتين، إلا ان الدورة لم تشهد أي حالة تعادل تطلب معها الاحتكام إلى الركلات الترجيحية ليتأجل ذلك لغاية المونديال الموالي الذي اقيم في إسبانيا في عام 1982.
 
وشهد هذا المونديال أول حالة تعادل انتهت بركلات الترجيح، وذلك في المواجهة القوية التي جمعت الغريميتين ألمانيا الغربية وفرنسا في الدور قبل النهائي والتي انتهت بالتعادل بثلاثة اهداف لكل منهما، ورغم ان حارس ألمانيا هارالد شوماخر لم تكن تنقصه الشهرة والنجومية إلا ان ركلات الترجيح في هذه المباراة زادته شهرة بتصديه لركلتين ترجيحيتين سددهما ديديي سيكس وماكسيم بوسيس.
 
مونديال 1986
 
شهدت البطولة ثلاث مباريات تم الاحتكام خلالها إلى ركلات الترجيح في دور الثمانية، الأولى بين منتخبي ألمانيا والمكسيك ، والتي عرفت مجدداً تألق الحارس الألماني شوماخر بتصديه لركلتي كيرانتي جيتيريز وسيفين مونيتي ، ليصعد بمنتخب بلاده إلى المربع الذهبي.
 
اما المباراة الثانية فكانت في القمة الكروية التي جمعت فرنسا بالبرازيل والتي انتهت بالتعادل الإيجابي، وفي وقت لم يكن لأبناء "السامبا" حارس لامع، فإن الأمر اختلف بالنسبة لـ"الديوك" بتواجد جويل باتس في العرين الفرنسي، حيث تألق في هذه المباراة بسبب ركلات الجزاء بعد تصديه لركلتي جزاء أمام زيكو وسقراط اللذين يعتبران ألمع واكبر نجوم "السيليساو" - في ذلك الوقت - .
 
وكان باتس قد نجح خلال مجريات المباراة في التصدي لضربة جزاء سددها النجم البرازيلي زيكو في شوط المباراة الثاني، وهو ما منح الفرصة للفرنسيين في البقاء بأجواء المباراة حتى انتهت بالتعادل في الأشواط الأصلية والإضافية، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح، وينجح الحارس الفرنسي في التصدي لركلتي لاعب الوسط سقراط والمدافع خوليو سيزار ، ليتأهل الفرنسيون مجدداً للمربع الذهبي بفضل حارسها المتألق جويل باتس.
 
وانتهت مباراة بلجيكا مع إسبانيا إيضاً بركلات الترجيح ، حيث تأهل البلجيكيون لدور الأربعة بفضل الحارس جون ماري بفاف، الذي خطف النجومية من نظيره الإسباني أندوني زوبيزاريتا، بعدما تصدى لركلة إلوي خوسيه أولايا برينديس.
 
مونديال 1990
 
شهدت البطولة نهاية اربع مباريات بركلات الترجيح، منها مباراتا المربع الذهبي، حيث جرت الأولى بين ألمانيا الغربية و إنكلترا، بينما جمعت الثانية بين إيطاليا والأرجنتين، فيما كان أول نزال فض اشتباكه بركلات الترجيح قد جرى بين رومانيا و إيرلندا الجنوبية ثم مباراة دور الثمانية بين الأرجنتين ويوغسلافيا.
 
وشهد المونديال الإيطالي الذي عرف بمونديال ركلات الترجيح، تألق حارس الأرجنتين سيرجيو غويكوتشيا، والذي كان نجماً في البطولة بعد تأثيره الكبير في بلوغ بلاده لنهائي البطولة بعدما تصدى لأربع ركلات ترجيحية، منها ركلتان ضد يوغسلافيا، تقدم لتنفيذها فاروق حادزيبيتش و دراغان ستويكوفتش، كما تصدى أيضاً لترجيحيتين ضد إيطاليا أمام ألدو سيرينا و روبيرتو دونادوني ، وفي المباراة النهائية أمام المانيا اضطر لوثر ماتويس المتخصص في تسديد ركلات الجزاء إلى التنازل عن المهمة لصالح زميله اندرياس بريمه الذي استخدم يمناه بدلاً من يسراه، موظفاً كل مهاراته في التسديد ومع ذلك كاد الحارس الأرجنتيني ان يتصدى لها لو لم تكن في آخر الزاوية الأرضية للمرمى.
 
كما شهد ذات المونديال أيضاً تألق بودو إليغنر حارس ألمانيا الغربية بتصديه لركلة جزاء احد المختصين، وهو الإنكليزي ستيوارت بيرس في النصف النهائي من البطولة.
 
مونديال 1994
 
عرف ثلاث مباريات انتهت بركلات الترجيح، خطف خلالها الحراس الأضواء، ففي مباراة بلغاريا مع المكسيك في دور الستة عشر النهائي برز اسم الحارس البلغاري بوريسلاف ميكايلوف بتصديه للركلات الترجيحية التي تقدم لتنفيذها ألبرتو غارسيا اسبي و مارسيلينو بيرنال و خورخي رودريغيز .
 
وفي مباراة السويد ورومانيا في دور الثمانية تألق الحارس السويدي المخضرم توماس رافيلي بتصديه لركلتي دان بيتريسكو و ميودراغ بيلوديديتشي ليصل بالسويديين إلى المربع الذهبي.
 
وبدوره، فرض الحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل نفسه نجماً لهذا المونديال بعد تألقه في المباراة النهائية ضد إيطاليا، ونجاحه في التصدي لركلة دانييلي مسارو، ليتم تصنيفه كأفضل حارس في تاريخ "السيليساو".
 
مونديال 1998
 
تم اللجوء لركلات الترجيح في هذه البطولة خلال ثلاث مباريات، الأولى في دور الستة عشر بين الأرجنتين وإنكلترا ولمع خلالها الحارس كارلوس روا بتصديه لركلتي الإنكليزيين بول آينس و دافيد باتي مانحاً تأشيرة العبور لمنتخب بلاده.
 
وفي الثانية، لمع اسم الحارس الفرنسي فابيان بارتيز ضد إيطاليا في دور الثمانية، بعدما تصدى لركلة جزاء سددها المتخصص ديميتريو ألبرتيني في وقت ارتطمت ركلة دي بياجيو بالعارضة الافقية.
 
وفي المباراة الثالثة عاد البرازيلي كلاوديو تافاريل ليتألق في ركلات الترجيح ضد هولندا بتصديه لركلتي فيليب كوكو ورونالد دي بور ليصعد بـ "السيليساو" للنهائي.
 
مونديال 2002
 
انتهت مباراتان بركلات الترجيح برز خلالهما الحارسان الإسباني ايكر كاسياس ضد إيرلندا بتصديه لثلاث ركلات، والحارس الكوري الجنوبي لي وون جاي الذي تصدى لركلة جزاء الإسباني خواكين سانشيز ليفسح المجال امام "الشمشون" لبلوغ النصف النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
 
مونديال 2006
 
انتهت اربع مباريات بركلات الترجيح منها المباراة النهائية بين إيطاليا و فرنسا ، غير ان نجومية ركلات الترجيح خطفها الحارس الألماني يانز ليمان في مباراة ألمانيا والارجنتين في دور الثمانية، حيث تصدى لركلتي روبيرتو ايالا و إستيبان كامبياسو ليتأهل "المانشافت" على حساب "التانغو" للدور الأربعة، حيث ظهر ليمان وهو يقرأ ورقة صغيرة حصل عليها من أجل التعرف على طريقة التسديد المفضلة للاعبي الأرجنتين المختارين .
 
مونديال 2010
 
انتهت مباراتان فقط بركلات الترجيح، وعرفت بروز اسم حارس الأوروغواي فيرناندو موسليرا في مباراة دور الثمانية ضد غانا، في حين لم تعرف المباراة الثانية بين البارغواي واليابان تألق أي من الحارسين.
 
مونديال 2014
 
قبل اربعة اعوام، شهد المونديال البرازيلي احتكام اربع مباريات إلى ركلات الترجيح للفصل في هوية المتأهل، حيث شهدت البطولة تألق الحارس البرازيلي خوليو سيزار ضد تشيلي في دور الستة عشر بتصديه لثلاث ركلات ترجيحية، كما برز أيضاً الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو في مباراة هولندا بالدور النصف النهائي، عندما تصدى لركلتين ترجيحيتين ليصعد بمنتخب بلاده للنهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1990 بإيطاليا.