&تحول مونديال روسيا إلى بطولة أوروبية مصغرة بعد إقصاء البرازيل من دور الثمانية ، ليقتصر الحضور في المربع الذهبي على منتخبات أوروبية بعدما تأهلت كل من بلجيكا و إنكلترا و فرنسا و كرواتيا .

و تعتبر هذه الدورة الخامسة التي يقتصر فيها الحضور على منتخبات "القارة العجوز" في الدور النصف النهائي منذ إنطلاق بطولة كأس العالم في عام 1930 ، بينما كانت بقية الدورات تشهد حضور أحد المنتخبات غير الأوروبية في المربع الذهبي ، خاصة منتخبات قارة امريكا الجنوبية ومرة واحدة منتخباً آسيوياً هو كوريا الجنوبية في عام 2002.
&
و شهد الدور النصف النهائي من& بطولة كأس العالم في عام 1934 بإيطاليا ، حضوراً أوروبياً خالصاً بفضل منتخبات إيطاليا (بطلة المسابقة) وتشيكوسلوفاكيا (الوصيفة) ومعهما ألمانيا (الثالثة) و المجر (الرابعة)، و في مونديال 1966 بإنكلترا تكرر ذات السيناريو بتأهل منتخبات إنكلترا و ألمانيا الغربية و البرتغال و الاتحاد السوفيتي ، وفي مونديال 1982 بإسبانيا ، كان المربع الذهبي أوروبياً خالصاً بحضور منتخبات إيطاليا و ألمانيا الغربية و فرنسا وبولندا ، والذي شهد تأهل الطليان والألمان للنهائي ، حيث فاز "الآزوري" باللقب العالمي ، بينما حصلت بولندا على المركز الثالث.
&
و تكرر السيناريو في مونديال 2006 بألمانيا ، بتأهل منتخبات إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال للنصف النهائي ، لينجح الإيطاليين والفرنسيين في بلوغ النهائي ، لينال "الآزوري"& اللقب العالمي ، بينما احرزت ألمانيا المركز الثالث.
&
واستفادت اوروبا من ارتفاع عدد مقاعدها في نهائيات كأس العالم لتعزز تواجدها في الأدوار المتقدمة& للبطولة ، بينما اصطدمت أمريكا الجنوبية بإقتصار تواجدها في النهائيات على أربعة مقاعد و نصف المقعد ، بعدما كانت ثلاثة مقاعد فقط في مونديال 1982 بإسبانيا عندما كانت البطولة تشهد مشاركة 24 منتخباً، و منذ المونديال الإسباني لم ينجح ممثلان من القارة اللاتينية في التواجد معاً في المربع الذهبي ، إذ ظل الحضور يقتصر على منتخب واحد على الأكثر.
&
ويعتبر إقامة نهائي أمريكي جنوبي خالص يجمع& بين الأرجنتين والبرازيل على سبيل المثال ، أمراً شبه مستحيل في ظل الرزنامة التي يضعها ويتحكم فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم تحت تأثير نفوذ الاتحاد الأوروبي ، و التي تفرض عليهما الصدام قبل النهائي لإتاحة الفرصة امام تواجد منتخب أوروبي على الاقل في النهائي.
&
وبتأهل اربعة منتخبات أوروبية للمربع الذهبي من المونديال الروسي ، فقد تأكد ان البطل سيكون أوروبياً للمرة الرابعة على التوالي بعد دورات 2006 و 2010 و2014، مما يتيح لـ "القارة العجوز" تعزيز رصيدها من لقب كأس العالم ليرتفع إلى 12 لقباً ، بعدما نالته 11 مرة حتى الآن ، بتحقيقها اربعة ألقاب بفضل ألمانيا و إيطاليا ، ولقب وحيد لكل من منتخبات إسبانيا وفرنسا وإنكلترا ، لتوسع بذلك الفارق عن أمريكا الجنوبية إلى ثلاثة ألقاب بعدما سبق لمنتخبات الأخيرة ان توجت باللقب العالمي 9 مرات بفضل البرازيل (خمس مرات) و الأرجنتين والأوروغواي (مرتين لكل منتخب).