قدّمت بطولة كأس العالم 2018 العديد من المفاجآت السارة للبعض، بينما حملت أنباء سيئة لآخرين، بفعل خروجهم من المبكر وعدم تحقيقهم أحلامهم.

جهاد عمر_إيلاف: وتباينت المشاعر في هذه البطولة، خاصة مع خروج ألمانيا "حامل اللقب" من الدور الأول، بينما كان الفوز الدراماتيكي لبلجيكا على اليابان في دور الـ16 أحد أكثر الأحداث إثارة في هذا المونديال.

وفي التقرير التالي نستعرض أسوأ 5 لحظات في تاريخ المونديال منذ انطلاقه عام 1930 وحتى الآن.

مقتل أندريس إسكوبار 1994

لقد مر تاريخ كولومبيا بالكثير من تهريب المخدرات والعنف في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، بقيادة الرائد الشهير بابلو إسكوبار إمبراطور العالم في المخدرات وقتها.

وكانت كولمبيا تحضر نفسها للمشاركة في المونديال عام 1994، وضمّ المنتخب وقتها مدافعا يدعى أندريس إسكوبار، لكنه لم يكن متصلا بأي شكل من الأشكال بالمخدرات، ولم يجمعه ببارون المخدرات بابلو إسكوبار سوى الاسم الثاني فقط.

ظهرت كولومبيا في المونديال، لكنها ودّعت المسابقة من الدور الأول، الأمر الذي تسبب في فقدان أحد أعضاء المنتخب لحياته وهو إسكوبار نفسه.

وفارق المدافع الحياة بطلقات نارية من أحد المشجعين الكولومبيين، أمام ملهى ليلي في مدينة ميديلين مسقط رأسه، بعد 5 أيام من تسببه بالهدف الذي سجله بالخطأ في مرماه أمام المنتخب الأمريكي، في خسارة منتخب بلاده (1-2)، وخروجه من البطولة.

وتم إطلاق النار على إسكوبار 6 مرات، وقيل أن القاتل صاح "Gol" بعد كل طلقة.

وجاءت وفاة أندريس إسكوبار، بعد عام واحد فقط من وفاة رجل المخدرات بابلو إسكوبار، بعد سنوات من المطاردة، وبطريقة هزّت العالم بأسره وجلبت العار لكولومبيا، التي حاولت الابتعاد عن ماضيها الذي مزقته أعمال العنف.

فضيحة خيخون عام 1982

أدّت التصرفات الغريبة المثيرة للجدل في الجولة الأخيرة من المجموعة الثانية في 1982 بين منتخب ألمانيا الغربية والنمسا، إلى خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول أنداك.

الغريب في الأمر أن الجزائر وقتها لعبت مباراة الجولة الأخيرة قبل يوم واحد من لقائها مع تشيلي، ما يعني أن ألمانيا الغربية والنمسا كانتا تعلمان النتيجة التي يحتاجانها للوصول إلى الدور الثاني.

بداية لقاءات المجموعة، شهدت فوز الجزائر على ألمانيا الغربية (2-1)، ثم خسرت أمام النمسا (0-2)، قبل أن تهزم تشيلي (3-2).

وكان يجب على النمسا أن تهزم ألمانيا أو تتعادل معها في اللقاء الحاسم بينهما، حتى تضمن الجزائر التأهل، إلا أن اتفاق الطرفين على انتصار ألمانيا (1-0)، أطاح بـ"محاربي الصحراء" خارج البطولة، بسبب فارق الأهداف وهو ما عرف وقتها بـ"فضيحة خيخون".

وتعرض لاعبو المنتخبين إلى العديد من الانتقادات، حتى من جانب صحف ألمانيا والنمسا نفسها، وكانت المباراة سببا في تدخل الاتحاد الدولي "الفيفا"، لإقامة مباريات الجولة الأخيرة من كل مجموعة في توقيت واحد، لا سيما أن اللاعبين كانوا يتناقلون الكرات فيما بينهم، بعد تقدم الألمان في أول 10 دقائق.

صعود كوريا الجنوبية لنصف نهائي 2002

في ذلك المونديال انتصرت كوريا الجنوبية على إيطاليا وإسبانيا في طريقها للوصول إلى نصف النهائي، إلا أن ذلك الإنجاز صاحبه انتقادات لاذعة للتحكيم السيء الذي رافق صاحب الأرض.

في دور الـ16، كان الإيطاليون الطرف الذي تعرض للظلم ضد كوريا الجنوبية من طرف الحكم الإكوادوري بايرون مورينو، الذي تردد أنه قضى بعض الوقت في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات.

وذهبت المباراة إلى الوقت الإضافي، بعدما تم إلغاء هدف صحيح لكريستيان فييري، وفي الوقت الإضافي شهدت المواجهة سلسلة من القرارات الخاطئة، أولها إلغاء هدف لداميانو توماسي، ثم طرد فرانشيسكو توتي بشكل ظالم، قبل أن تتلقى إيطاليا ضربة قاضية بتسجيل آهن جونغ هوان هدفا ذهبيا لكوريا الجنوبية، جعلها تصل دور الثمانية.

في هذا الدور، واجهت كوريا الجنوبية إسبانيا، وصاحب تلك المباراة كذلك جدل كبير بعدما ألغى الحكم المصري جمال الغندور هدفين شرعيين للأخيرة، وزعمت وسائل الإعلام أن القرارات التي ساندت كوريا الجنوبية تم تنظيمها بعلم مسبق من "الفيفا" من أجل الحفاظ على الدولة المضيفة في البطولة.

ديكتاتورية موسوليني 1934

نجحت بطولة كأس العالم الأولى، وعاشت أوروغواي مهرجانا حقيقيا، وكان أسعد الناس جول ريميه الذي بكى من شدة الفرح والنجاح، عندما تسلم قائد أوروغواى كأس البطولة، وسط مشاعر ملتهبة من الجماهير.

وبعدما شهدت إحدى دول أمريكا اللاتينية هذا النجاح، أجمع أعضاء الاتحاد الدولي على اقامة البطولة الثانية لكأس العالم في أوروبا، ورغم ذلك نشأ خلاف حول البلد الذي سينال هذا الشرف، وتطلب الأمر عقد ثماني جلسات طويلة، حتى فازت إيطاليا بتنظيم بطولة 1934.

وكانت طموحات حاكم إيطاليا بينيتو موسولينى كبيرة، فقد وجدها فرصة للترويج لنفسه، واستغلال هذه المناسبة الرياضية الكبيرة لدعم مكانة نظامه السياسي، وكان ذلك أول تسييس للرياضة بوضوح.

ومن غرائب مونديال 1934 أن الدولة المنظمة وهي إيطاليا لعبت في التصفيات التمهيدية مع اليونان وفازت في المباراة الأولى (4-0)، وانسحب اليونانيون في المباراة الثانية، ولحسن الحظ أن إيطاليا فازت، لأنها لو خسرت لما اشتركت في الدورة التي تنظمها!.

وفي البطولة نفسها، عقد موسوليني اجتماعا مع المسؤولين في الاتحاد الإيطالي، برفقة حكام المسابقة، قبل أن يتولوا مسؤولية إدارة اللقاء.

ولعبت إيطاليا في ربع النهائي ضد إسبانيا، واتضح أن المباراة تسير لمصلحة "الآتزوري" تحكيميا، إذ سمح طاقم التحكيم لصاحب الأرض بارتكاب العديد من الأخطاء دون أي عقوبات على لاعبيه، كذلك أثيرت شبهات حول انحيازهم في مباريات المنتخب ضد النمسا ويوغوسلافيا.

ولعل ما ساعد موسوليني في تحقيق مراده بحصول إيطاليا على المونديال، وتسييس نظامه الفاشي، هو غياب أجهزة التلفزيون في تلك الأيام، ما جعل الناس يصدقون ما يريد.

سقوط مارادونا في المنشطات 1994

كان مونديال 1994 الأخير لمارادونا مع الأرجنتين، إذ كان يبلغ من العمر "33 عاما" وقتها، ورغم عدم خوضه مباريات في موسم 1993-1994، بقي قائدا لـ"التانغو" في البطولة.

وبعد هدف واحد ومساعدة "التانغو" بتحقيق نتائج مميزة في أول مباراتين بالمونديال، تم إيقاف "الأسطورة" عن اللعب، بعدما فشل في اختبار المنشطات، نظرا لتناوله مادة "الإيفيدرين" وهي مادة يحظرها "الفيفا".

وعثر الاتحاد الدولي وقتها على 5 مواد محظورة في دم مارادونا، ويعتقد أن تناوله لـ"الإيفيدرين" بتركيز كبير يمكن أن يكون بمثابة منشط شبيه بالأدرينالين لزيادة الطاقة أو لانقاص الوزن.

وتعود لحظة اكتشاف هذه المادة في دم مارادونا، عقب تسجيله هدفا أمام اليونان، إذ احتفل بالتصدي للكاميرا والصراخ بشدة, ووقتها نظر الجميع إلى احتفاله على أنه "دليل بأنه كان يتعاطى المخدرات".