بلغ المنتخب الفرنسي لكرة القدم المباراة النهائية لكأس العالم 2018 لملاقاة كروتيا، بعد عشرين عاما من تتويجه بلقب مونديال 1998 على أرضه، ودائما مع ديدييه ديشان القائد السابق والمدرب الحالي.

تبدلت كرة القدم واختلفت الأجيال بين الحقبتين، لكن مع العديد من أوجه الشبه. في مونديال 1998، اعتاد المدافع لوران بلان تقبيل "صلعة" الحارس فابيان بارتيز قبل كل مباراة لجلب الحظ. في مونديال 2018 يعمد العديد من اللاعبين الى لمس شاربي المدافع البديل عادل رامي.

في ما يلي خمسة أوجه (أخرى) للشبه بين الجيلين:

- من ديشان الى ديشان -

وجه لم يتبدل: ديدييه ديشان، القائد السابق في الميدان لجيل زين الدين زيدان، والمدرب الحالي لجيل كيليان مبابي. بين الحقبتين تبدل عالم كرة القدم مع صفقات الانتقال الخيالية وتزايد أهمية مواقع التواصل. الا ان ديشان (49 عاما) يبقى، أقله حتى النهائي، "أب الفوز" للكرة الفرنسية التي قادها أيضا الى نهائي كأس أوروبا 2016.

مساعده غي ستيفان يقول انه "يملك الفوز بداخله". ولكن ماذا تعني كلمة الفوز؟ "أن تكون متطلبا مع نفسك، متطلبا مع الناس الذين يحيطون بك. وتوقع كل شيء، حتى الأمور غير القابلة للتوقع".

- من هنري الى مبابي - 

ضمت التشكيلة الفرنسية في 1998 لاعبين واعدين لم يتجاوزا العشرين من العمر: تييري هنري ودافيد تريزيغيه. أما فرنسا 2018 فلديها الموهبة الصاعدة كيليان مبابي إبن الـ 19 عاما. لا مفر من المقارنة بين هنري ومبابي، لاسيما وان كلاهما دافع عن ألوان نادي موناكو، ويتميزان بالسرعة الكبيرة في اختراق دفاعات الخصم.

سجل هنري ثلاثة أهداف في مونديال 1998 على رغم انه لم يشارك كأساسي. مبابي ركن أساسي في خط الهجوم الفرنسي، وسجل أيضا ثلاثة أهداف حتى الآن في روسيا 2018. كان لأهدافه وزن أكبر، وخصوصا الثنائية في مرمى الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي (4-3) في ثمن النهائي.

أنهى هنري مسيرته مع المنتخب الفرنسي في 2010 بعدما أصبح هدافه التاريخي مع 51 هدفا، بينما لا يزال مبابي في أول الطريق.

- غيفارش وجيرو - 

المعضلة ذاتها بين تشكيلتين وجيلين: قلب هجوم لا يسجل الأهداف.

في 1998 كان ستيفان غيفارش، وفي 2018 هو أوليفييه جيرو. قال الأخير خلال المونديال "ستيفان غيفارش لم يسجل في مونديال 1998، أما (كريستوف) دوغاري فسجل هدفا واحدا".

لا ينظر جيرو كثيرا الى أرقامه الشخصية في المونديال الحالي، وان لم يسجل. في حال فوز فرنسا "سأتوج بطلا للعالم وسأكون فخورا".

في امكان المهاجم الحالي لتشلسي الانكليزي الذي يتقن الكرات الهوائية واللعب وظهره الى المرمى، أن يستند على أرقامه مع الديوك: 80 مباراة دولية، 31 هدفا، رابع أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي.

- الدفاع الصلب -

نقل ديشان معه الفلسفية الكروية المعتمدة على الدفاع الصلب، والتي طبقها المدرب ايميه جاكيه في التشكيلة الفرنسية عام 1998. حينها، اعتمدت التشكيلة على ثلاثي خط الوسط الدفاعي كريستيان كارومبو وديدييه ديشان وإيمانويل بوتي، أمام قلبي الدفاع مارسيل دوسايي ولوران بلان وخلفهما الحارس فابيان بارتيز. 

في 2018 يعتمد المنتخب على نغولو كانتي، لاعب الوسط الدفاعي الذي لا يتعب، والى جانبه بول بوغبا. محور الدفاع يتألف من الثنائي رافايل فاران وصامويل أومتيتي مسجل هدف الفوز أمام بلجيكا (1-صفر) في نصف النهائي، وخلفهما القائد والحارس المتألق هوغو لوريس.

ويتولى بليز ماتويدي الربط بين الخطوط والعودة الى الدفاع. 

- من تورام إلى بافار - 

سمح مونديال 2018 للظهيرين بالبروز: بنجامان بافار ولوكاس هرنانديز. قبل مونديال 1998، وخلال كأس أوروبا 1996، فرض ليليان تورام وبيكسنتي ليزارازو نفسيهما في التشكيلة حينذاك. وجه الشبه بين بافار وتورام؟ قلبا دفاع أساسا، تحولا للعب في مركز الظهير الأيمن.

سجل بافار هدفا رائعا في مرمى الارجنتين. تورام سجل هدفين في مرمى كرواتيا (2-1) في الدور نصف النهائي لمونديال 1998. علق تورام على هدف مواطنه قائلا "لم أكن لأحلم يوما بتسجيل هدف مماثل لهدف بافار!".

كما في مونديال 1998 مع تورام، ليزارازو وبلان، سجل ثلاثة مدافعين فرنسيين في مونديال 2018: بافار، فاران، وأومتيتي.