إيلاف من القاهرة: يفرض اللاعب صاحب البشرة السمراء نفسه بقوة في عالم كرة القدم، ويكفي أن الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو الدوري الأقوى عالمياً به 41% من اللاعبين السود، فيما لا يتجاوز عدد المدربين 4%، فأين أصحاب البشرة السمراء في عالم المدربين؟

ريكي هيل وهو من أوائل اللاعبين السود الذين مثلوا منتخب انكلترا، ولعب لفريق لوتون تاون في الدوري الممتاز، وهو يصر على فكرة المساواة في مهنة التدريب بين الجميع دون النظر إلى لون البشرة، وسبق أن أطلق تصريحاً يعبر عن حجم الشعور بالظلم، والمعاناة مع مهنة التدريب التي يتمسك بها، حيث قال :"في داخلي أنا مدرب كرة قدم، ولكن الجميع يصنفونني.. مدرب كرة قدم أسود".

تقرير صحيفة "إندبندنت" اللندنية قال :"حزم ريكي هيل حقائبه من جديد، بحثاً عن فرصة جديدة ليكون مدرباً لكرة القدم، اعتاد لاعب كرة القدم الدولي الإنكليزي السابق على تقديم التضحيات والسفر بعيدا لبناء مسيرته التدريبية، وهو جهد يقول إنه تم إحباطه لأنه أسود"

لقد تغلغلت العنصرية منذ فترة طويلة في الرياضة الأكثر شعبية في العالم، حيث تعرض اللاعبون لهتافات وسخرية عنصرية في الملاعب و عبر الإنترنت، وفي حين اتخذت الهيئات الحاكمة لكرة القدم مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم خطوات لمكافحة إساءة معاملة اللاعبين، فإن الافتقار إلى إلى مدرب أسود في الأندية الكبرى يظل مشكلة دون حل.
وقال هيل لوكالة أسوشيتد برس: “إنهما معركتان من أجل المساواة”.

يقول هيل الذي كان عندما كان مراهقًا في السبعينيات من القرن الماضي من بين الجيل الأول من اللاعبين السود في إنجلترا إنه واجه بشكل روتيني إساءة عنصرية من المشجعين عندما لعب مع فريق لوتون تاون، ويقول إن هذه العنصرية استمرت في إعاقته في سعيه لتحقيق حلمه التدريبي في دوري الدرجة الأولى.
وقال: "الصعوبة التي واجهناها كأفراد متنوعين عرقياً وأفراد سود، على وجه التحديد، هي أنه لا توجد طريقة لإظهار قيمتك كمدرب أو مدير فني دون أن تتاح لك الفرصة فعلياً للقيام بذلك".

أرقام "مفزعة"
في عام 2022 كان هناك حوالي 43٪ من اللاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز من السود، و 4٪ فقط من وظائف التدريب في كرة القدم الإنكليزية الاحترافية، ولا يوجد حاليا سوى اثنين من المدربين السود في البريميرليغ.
إن نقص التمثيل ليس مجرد مشكلة إنكليزية، حيث لا يوجد سوى اثنين من المدربين السود في الدوري الفرنسي الممتاز "ليج 1"، ومدرب واحد فقط في الدوري الإيطالي، ولا يوجد أي مدرب في دوري الدرجة الأولى في إسبانيا وألمانيا، مما يعني أن 96 نادياً يمثل الدوريات الخمسة الكبرى في انكلترا، واسبانيا، وايطاليا، وفرنسا، وألمانيا لا يوجد بها سوى 5 مدربين فقط من أصحاب البشرة السمراء.

هيل يقف في وجه العنصرية في هذه الرياضة. في عام 2022، رفع دعوى قضائية ضد الدوري الأمريكي لكرة القدم وبطولة USL بدعوى التمييز بعد أن تم التغاضي عنه مرارًا وتكرارًا في الوظائف على الرغم من مسيرته التدريبية المزدهرة مع تامبا باي روديس وفي ترينيداد وتوباغو.

لماذا يحدث هذا؟
اعترف مارك بولينغهام، الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنكليزي، بأنه "لا يزال هناك قدر كبير من العمل الذي يتعين القيام به".

وقال فينسينت كومباني نجم مان سيتي السابق، ومدرب بيرنلي، وهو من أصحاب البشرة السمراء، إنه يجب معالجة هذا الأمر لإحداث تغيير حقيقي.

وقال كومباني: "إذا كانت لديك غرفة اجتماعات تتسم بالتنوع، فلا يمكنك إخفاء الأمور تحت السجادة".

يهدف برنامج شمول وتنوع المدربين في الدوري الإنكليزي الممتاز إلى زيادة تمثيل الأقليات في التدريب، من خلال توفير منحة دراسية للمدربين، وكذلك فرص عمل.

ومع ذلك، وجد تقرير أن اللاعبين السابقين غير السود هم أكثر عرضة بنسبة 50٪ من نظرائهم السود للتقدم إلى الإدارة في إنكلترا، وأن المديرين أو المساعدين السود أكثر عرضة بنسبة 41٪ للطرد.

أفضل الوظائف
في نهاية الموسم الحالي سيكون ليفربول، وكذلك بايرن ميونيخ بدون مدربين، وعلى الرغم من أنه لم يتضح بعد من سيشغل هذين المنصبين في ليفربول والبايرن، فمن غير المرجح أن يكون هناك مدرب أسود في أي من الناديين.

المرشح الأبرز هو تشابي ألونسو، الذي قضى أقل من عامين في وظيفته الأولى كمدرب رئيسي مع باير ليفركوزن. ويتمتع ألونسو، وهو أبيض البشرة، بمسيرة مميزة كلاعب مع ليفربول وريال مدريد وبايرن، كما أن باير في طريقه للفوز بلقب الدوري الألماني هذا الموسم.