إقرأ أيضاً

السنة العاشرة لـ quot;إيلافquot; والصحافة الإلكترونيَّة العربيَّة

رؤساء ومدراء تحرير فلسطينيون: إيلاف مغامرة ناجحة

إيلاف في فضاء الصحافة الإلكترونية العربيَّة: بصمة وصناعة للخبر

رئيسا تحرير الخبر والوطن الجزائريتين: ثورة الالكترون قادمة

الصحافة الورقية تعلن بداية نهايتها أمام الالكترونية

المستقبل للإعلام الجديد... والورقية ستصبح كالديناصورات

إتفق صحافيون ورؤساء تحرير في مصر على أن الصحافة الورقيّة تواجه تهديداً حقيقياً في ظل الطفرة الكبيرة في مجال التكنولوجيا والإتصالات والتي أدت بدورها إلى رواج الاعلام الإلكتروني، إلا أنهم تباينوا حول مستقبل الصحافة المطبوعة واستمرارها في السنوات القادمة.

توقع بعض الصحافيين ورؤساء التحرير أن ينعدم تأثير الصحف الورقية ورواجها في السوق في غضون 10 سنوات من الآن لأسباب تتعلق بالواقع الجديد الذي فرض نفسه على العالم وطبيعة إهتمامات الأجيال الشابة وسرعة إيقاع الإعلام الإلكتروني، قال آخرون إن الصحافة الورقيّة على الرغم من كل هذه التحديات ستستمر ولا يبدو مرشحاً على الاقل في المدى المنتظر لأن تضع جانبا الجريدة الورقية على الاقل لعقود قادمة في مصر.

ويرى إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة quot;دار الشروقquot;، التي تصدر صحيفة quot;الشروق الجديدquot; المستقلة أن العاملين في مجال الصحافة في العالم العربي وعدد قراء الصحف في ازدياد لكن هذه الزيادة في الأساس من نصيب النسخ الالكترونية، مضيفاً أن المعطيات تشير إلى quot;محدودية إستهلاك العالم العربي إجمالا للمادة المكتوبة سواء ورقياً او رقمياً ما جعل متوسط استهلاك الجريدة للمواطن في العالم العربي أقل بكثير من نظيره في الدول المتقدمةquot;.

ويقول المعلم إن النشر الإلكتروني يبدو مرشحاً في ضوء الاحصاءات لنيل قطعة لا يستهان بها من كعكة صناعة القراءة ولكنه لا يبدو مرشحاً على الاقل في المدى المنظور لأن يضع جانباً الجريدة الورقية على الاقل لعقود قادمة.

ويضيف quot;التقنيات الحالية غير كافية بشكل يمهد لإلغاء الصحافة الورقية خاصة أنه في ظل الارتباط القائم بينها وبين الإعلاناتquot;، مشيراً إلى أنه quot;في عام 2000 بدأ التبشير بانهيار صناعة الورق واليوم بعد مضي عقد كامل تبدو الصناعة مرشحة للإستمرار و يبدو عدد مستهلكي القراءة المطبوعة في مصر في تزايدquot;.

من جانبه قال محمود بكري رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة quot;الأسبوع quot; المستقلة، انه بالتأكيد هناك تأثير للإعلام الإلكتروني على الإعلام الورقي، الذي يتقدم بشكل كبير على حساب الصحافة المطبوعة.

ويقول بكري يعود ذلك بطبيعة الحال إلى طبيعة إهتمامات الأجيال الشابة ومتابعتها لكل ما هو جديد وسرعة إيقاع الإعلام الإلكتروني في التواصل مع القراء والمتابعين في كافة انحاء العالم، فهو ينقل الخبر في ثوان بينما يحتاج الخبر في الصحافة الورقية الى 24 ساعة على الأقل ناهيك عن استخدام الصورة والتسجيل الصوتي الذي يشكل في حد ذاته مادة إضافية تدفع القارئ للإهتمام بالاعلام الإلكتروني أكثر من الورقي.

وأضاف بكري أن الحقائق والمؤشرات الموجودة على أرض الواقع تؤكد ان المستقبل للصحافة الالكترونية في ظل توفر وسائل الاتصال التقنية الحديثة بشبكة الانترنت، وانتشار الثقافة الإلكترونية في مجال التعليم الإلكتروني E-learning، والحقيبة الإلكترونية للطالب إضافة إلى انخفاض تكلفة الدخول على الانترنت وارتفاع أعداد المستخدمين وإتاحة الصحف الإلكترونية الفرصة لتفاعل القراء مع المادة الصحفية وكل ذلك عوامل تقضي على الصحافة الورقية.

وأوضح بكري أن ذلك إضافة إلى الازمة المالية العالمية أثرفي مبيعات الصحف الورقية ودفع بعضها إلى التوقف والإكتفاء بنسخ الكترونية، حيث تراجعت الموارد الاعلانية بالنسبة إلى الصحف الورقية مع إرتفاع اسعار التكلفة، ما وضع عائقاً أمام إستمرارها.

ومن ضمن العوامل الأخرى التى أثرت أيضاًفي الصحف الورقية - حسبما قال رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الاسبوع - وجود نسخة الكترونية للصحيفة، متسائلا quot;ما الذي يدفع القارئ الى شراء الصحيفة طالما يستطيع ان يطلع عليها في الموقع الإلكترونيquot;. ان الدفع المتواصل بالأخبار والصور والافلام المسجلة كل ذلك أدى إلى التقرب من الصحيفة الالكترونية والابتعاد في الجانب الاخر عن الصحيفة المطبوعة.

واعتبر بكري أن تفوق الالكترون لا يعود في الأساس إلى أن الصحيفة الورقية تراجع مستواها أو أصبحت لا تقدم رسالتها على الوجه الأمثل أو أنها لا تحدث أو تطور نفسها، وانما يعود ذلك إلى طبيعة الواقع الجديد الذي فرض نفسه على العالم. وتوقع بكري أن تتراجع الصحافة المطبوعة كثيراً إبتداء من عام 2018quot;، واعتقد أنه في خلال 10 سنوات لن يكون لها تأثير مباشر أو رواج في السوق حيث سينعدم المبرر لقراءتهاquot;.

وأشاد بكري بتجربة جريدة quot;إيلافquot; الالكترونية في هذا الصدد، قائلا ان quot;إيلاف من الناحية الخبرية والصحفية لديها أداء معقول في التعامل مع الأحداثquot;، لكنه أخذ عليها quot;تبنيها لأصوات غربية واتخاذها مواقف لا تتفق مع الرأي العام في مصر والعالم العربيquot;، على حد رؤيته، مضيفا ان إيلاف كانت في إحدى المراحل شبه ناطقة بصوت العراق الجديد. وقال quot;اختلف معها في جملة من القضايا السياسية لكن من حقها ان اعترف وأقر انها قدمت تجربة اعلامية وصحافية متميزة quot;.

أما السيد مصطفي نائب مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم فقال إنه quot;لاشك أن الصحافة الالكترونية قد أثرت تأثيراً بالغاً وجارحاًفي الصحافة الورقية، فالإعلام الإلكتروني يشكل حالة متقدمة في نقل المعلومة صوتاً وصورة وكلمة ونجح على صعيد السبق الصحافي أيضاً بشكل أجبر صحفا كبيرة في العالم على إعادة النظر في نسختها الورقية. الا ان ذلك لم يحدث حتى الان في مصر، بل على النقيض نسبة قراء الصحف حققت ارتفاعا في الفترة الأخيرة، على الرغم من تأثير الأزمة المالية العالمية على الصحف العالمية، وبعض الإحصاءات اشارت إلى أنه من 200 إلى 300 ألف شخص يقبلون على شراء أكثر من صحيفة يوميا، وهو معدل لا بأس به.

وأضاف أنه إدراكاً لحجم التحدي ولأهمية وتعاظم تأثير الاعلام الإلكتروني وتفوقه صار لكل صحيفة في مصر تقريباً نسخة الكترونية خاصة بها، بعضها حقق نجاحاً كبيراً ما انعكس سلباً على تفاعل القارئ مع النسخة الورقية، وبعضها الآخر لم يصل بعد الى طموح الجمهور بالخبر الصريح والمعلومة المباشرة السريعة.

وعلى الرغم من أنه يؤكد أفول نجم الصحافة الورقية بعض الشيء وتراجع عشاقها، إلا أن سعيد نصر مدير تحرير جريدة النبأ الأسبوعية المستقلة يتوقع لها أن تستمر خاصة أنها لا تزال قادرة على جذب الإعلانات على النقيض من الالكترونية التي لم تنجح بعد في إقناع المعلنين بالاعلان على صفحاتها إلى حد كبير، إضافة إلى أن اتجاه الصحافة الالكترونية نحو إلغاء مجانية تصفحها ربما يساعد أيضا على مد عمر الصحافة الورقية.

وقال نصر إن المشكلة أيضا في معظم المواقع الإلكترونية للصحف العربية أنها تكتفي بنشر الطبعة الورقية فقط دون التحديث المستمر واستخدام وسائط quot;المالتيميدياquot;، كما أن هناك بعض المواقع الإلكترونية تحرص على السبق على حساب معايير مهنة مهمة مثل المصداقية والأمانة في نقل الخبر.