البؤرة الدرامية والمحور الوجودي المهيمن على تفكير وكتابات نيرو إيلاف هو عشقه المشبوب الكزنوفي للمرأة، وتفجرات الرغبة التي تنفلق حممها صوب أسماء معينة لنساء شهيرات يبعث لهن نيرو هتاف وإلتياعات الروح، وانكسارات القلب امام حائط مبكى الحرمان حينما يكون أمام وحشة وحدة الانسان في مواجهة عذابات عدم تحقق صبواته واحراز المعنى للحياة المرتبط بمقدار عودته بحصيلة من صيد الطرائد النسائية!

من هو نيرو الإيلافي؟

لدى نيرو تمثل المرأة جسد ضاج بالأستفزاز والتحدي تنهمر منه شلالات الشهوة والأغراء... يقف امامها العاشق المصروع وهو يسيل اللعاب، ويختض وترتجف شفتاه وتصطك أسنانه... جسد المرأة في المنظور النيروني هو الجسد القادر على أنتزاع صرخة وجع الأعجاب والتأوه... جسد يعرض مفاتنه بقساوة لاترحم كانه يريد الأنتقام من تاريخ قهر المرأة من قبل الذكر بتطبيق سياسية: العرض والحجب.. الحرمان من تفاحة حواء الجسدية ومنع الأقتراب من معانقة لهيب شهوتها واحتضان عريها واطفاء أشتعال الجسدين معا.

في صحراء الحرمان يطلق نيرو نداء أستغاثة للحبيبة... ويرجع الجواب على شكل صدى يحمل مرارة الخيبة... يجثو على ركبتيه يتطلع الى السماء... يلتفت يمينا ويسارا، ثم يطلق صرخته الأخيرة ويغادر الى دخول قوقعة حلم جديد.. الواقع مدمر لروح نيرو.. لابد من الهرب وتسلق جدران الخيال.. لابد من الدفاع عن أوهام الحياة وخلق عالم أفتراضي حتى لو كان مستوى زاوية تعليقات القراء، من اجل النجاة من الشعور بالعبث واللاجدوى.

أشواق، ونداءات عشق تفوح منها أوجاع الحرمان... كان العاشق الاسطوري كازنوفا لايقل عذابا عن نيرو.. فهو كان يلاحق أوهامه ايضا ووجد نفسه متورطاً في لعبة النزوات والجشع وشهوة الأستيلاء على جميع نساء العالم... كان يعاني من حرمان من نوع آخر.. من الضياع والتيه في دروب البحث عن المعنى ولم يجده حتى ذهابه الى القبر لأنه أخطأ الطريق.

لتكن فينوس ربة الحب والجمال في عون نيرو وتمنحه بركاتها الفينوسية، وتمطر عليه من طاقة الحب والغرام والليالي الملاح في دوحة الحسناوات... حيث العاشق نيرو يتمرغ في مروج فتنة الجمال ويغترف من بحر اللذة وهو يلتحم في حرارة الجسد الأنثوي... فينوس ياربة الحب أفيضي من حنانك على نيرو وحلقي به عاليا حتى لو في صحراء الخيال والحلم، فنيرو يعبر بأفصاحه عن أعتلاجات أشواقه عن المكبوت الجماعي للذكر الشرقي القابع خلف أقنعته المزيفة.