انصاع (الائتلاف الوطني السوري) لأوامر الإدارة الأميركية بمباركة الحرب ضد تنظيم (الدولة الإسلامية في العراق والشام/داعش) مؤيدا التنظيم الجديد (الجبهة الإسلامية) الذي تموله استخبارات إحدى الدول الخليجية، وجاء ليكون بديلا عن quot;الجيش الحرquot; المنهار. وتبدو من التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأن القرار الأميركي التركي قد أتخذ فعلا بتصفية quot;داعشquot; في مناطق الداخل والشمال السوري، باستثناء المناطق الكردية طبعا، وترجيح كفة (الجبهة الإسلامية) بعد تزكيتها مؤخرا في الاجتماع السري مع أجهزة الاستخبارات الإقليمية بمدينة الإسكندرون، حيث حٌددت مهامها وعملها. وكالعادة أذعن (الائتلاف الوطني السوري) للأمر الأميركي التركي، وبدأ بالترويج لquot;الجبهة الإسلاميةquot; ووسم quot;داعشquot; بالإرهاب وquot;التعاون مع نظام الأسدquot;، بعد أن كان يسبح بحمده شهورا طويلة، ويبارك بندقيته الموجهة لصدور السوريين، وخصوصا أبناء الأقليات، ويصفها بأنها quot;صديقةquot; وquot;جاءت لنصرة الشعب السوريquot;!. وبعد الاتفاق على quot;إخراجquot; هذا التنظيم الإرهابي من سوريا، عمل quot;الائتلافquot; الطائفي العنصري العميل في الترويج، بشكل تدريجي، لquot;جبهة النصرةquot; القاعدية، حيث ظهرت في الأيام القليلة الماضية في الإعلام (في المقدمة طبعا: فضائية quot;أورينتquot; الغوبلزية!) مقالات وتصريحات لأعضاء في quot;الائتلافquot; المرتزق تعتبر quot;جبهة النصرةquot; معتدلة وأغلب أعضائها سوريون، بالإضافة طبعا إلى لقاء أجرته محطة quot;الجزيرةquot; مع محمد الجولاني، زعيم quot;النصرةquot; أطلق فيه تصريحات quot;منفتحةquot; وquot;مرنةquot;، وعد فيها بأنه لن يقطع رؤوس السوريين من غير المؤمنين بعقيدة quot;القاعدةquot; التي يتبناها، مثلما تفعل quot;داعشquot; هداها الله!. وللعلم فقد كان أيمن الظواهري زعيم تنظيم quot;القاعدةquot; قد أمر quot;داعشquot; بالخروج من الساحة السورية والعودة إلى العراق، وتركها لتنظيم quot;جبهة النصرةquot; الذي اعتبره الوريث الشرعي لفكر quot;القاعدةquot; في quot;بلاد الشامquot;!.

الظواهري وquot;الائتلافquot; الاسطنبولي العميل وتركيا والاستخبارات الخليجية والأميركية تتفق جميعها على تزكية quot;جبهة النصرةquot; وإدماجها في quot;قوات الثورة السوريةquot; والتنسيق معها لطرد تنظيم quot;داعشquot; من كافة مساحة سوريا، وبشكل خاص في المناطق الحدودية مع تركيا!.

وفي الوقت الذي يستمر فيه quot;الائتلافquot; في إعلان الحرب ضد quot;داعشquot; في الداخل السوري وحلب وأدلب، يستمر في التعاون معها في محافظة الحسكة لمحاربة الشعب الكردي والمسيحيين هناك. ومن ذلك فقد أصدرت quot;داعشquot; و4 فصائل مقاتلة هي ( الجبهة الإسلامية وأنصار الخلافة ولواء العقاب واللواء 114) بيانا مشتركا أعلنت فيه الحرب ضد وحدات حماية الشعب(YPG) وتشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق فيما بينها. وقد أيد quot;الائتلافquot; الاسطنبولي البيان فورا، مباركا التحالف بين quot;داعشquot; وquot;الجبهة الإسلاميةquot; لمقاتلة الشعب الكردي واحتلال مدينة القامشلي بغية تخريبها وارتكاب المجازر بحق أهلها من الكرد والسريان والآشوريين والأرمن والعشائر العربية من quot;شبيحة النظام السوريquot; !. وكان quot;الائتلافquot; العميل قد أصدر بيانا في وقت سابق يؤيد فيه quot;داعشquot; في مواجهاتها ضد وحدات حماية الشعب(YPG) في منطقة quot;تل حميسquot;، ويصف تلك الوحدات بأنها quot;شبيحة النظام الأسديquot;، وهي الحجة التي اعتاد quot;الائتلافquot; المجرم على سوقها لتبرير مجازر حلفاءه في منظمات quot;القاعدةquot; ضد الكرد والعلويين والإسماعيليين والدروز والمسيحيين في كل مساحة الوطن السوري.

أهل القامشلي يستعدون لمحاربة quot;داعشquot; وبقية المجموعات الإرهابية المجرمة المتحالفة مع quot;الإئتلافquot; العميل، عدو الكرد والأقليات السورية، وقد أعلن (المجلس العسكري السرياني) وهو تنظيم يضم مئاتالشباب السريان المسيحيين من أهل القامشلي وديريك وتربه سبي/القحطانية، انضمامه إلى وحدات حماية الشعب(YPG) للدفاع عن القامشلي وبقية المدن في المحافظة في وجه المجموعات الإجرامية المتحالفة مع quot;الائتلافquot; والتي تتلقى الدعم السياسي الواضح منه.

الحرب الشاملة التي أعلنها (الائتلاف الوطني السوري) ضد الشعب الكردي وجميع الأقليات في سوريا مستمرة وعلى كافة الصعد العسكرية والسياسية، ففي الأخبار الأخيرة بأن quot;الائتلافquot; قد رفض مشاركة كل من حزب الاتحاد الديمقراطي و(هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي) في ملتقى قرطبة الذي رعته الحكومة الإسبانية بحجة أن هؤلاء quot; موالون للنظامquot;!. يا سلام... quot;الائتلافquot; الذي غطى على تدفق الآلاف من عناصر quot;القاعدةquot; إلى سوريا لتصبح أكبر خزان للإرهاب في العالم، والذي يده ملطخة بدماء عشرات الآلاف من المدنيين السوريين، والذي يضم quot;معارضينquot; هم في الحقيقة عملاء أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية، وممول من ألف جهة وجهة، يتهم جهات وطنية رفضت العمالة وبيع دماء الثوار للمحاور الاقليمية بquot;التشبيح للنظامquot;!. وطبعا، مثل كرة مرة، جمع quot;الائتلافquot; في قرطبة جماعته المعروفة اللون والطعم: شخصيات طائفية عنصرية متعصبة، وبعض صائدي الفرص من رواد الفنادق ورحلات الطيران، من أبناء الأقليات من الذين لا يمثلون سوى أنفسهم، ليصدر ورقة ختامية توصي بquot;الديمقراطيةquot; وquot;دولة القانون والحرياتquot;!.

أميركا وتركيا ودول الخليج والوهابية العالمية يتعاونون معا لإفراغ سوريا من الأقليات، وفرض لون مذهبي وقومي أحادي مؤمن بفكر متعصب وظلامي، ورأس الحربة في هذا المخطط الجهنمي هو quot;الائتلافquot; الذي تحول إلى واجهة سياسية لquot;القاعدةquot; في سوريا، وبات خطرا وجوديا على الشعب السوري كله، وعلى المنطقة بأسرها...