منذ مباريات كرة القدم بين الجزائر ومصر و حتى مونديال 2014 و العرب يصرون على خلط فرص البهجة بإحياء قبور الضغائن و الخصومة.

ثمة إصرار عربي في عدم تسمية الاشياء بأسمائها و تفعيل طاقة التحيّز بدرجة غليان تصل حد انفجارات توسع نطاق العمى الجماعي و الكلي. لا يمكن تأويل تدخل عناصر أجنبية عسكرية في شأون بلد آخر و أعمال القتل و التخريب فيه و تسمية ذلك بعمل جهادي أو ثورة أو أي عنوان كاذب آخر، كيف و الدول العربية أدانة بالاجماع اجتياح صدام حسين و حزب البعث للكويت. و أن أي تأييد لمثل هذه التدخلات العسكرية للمليشيات المتخلفة، هو انتهاك لذلك الاجماع و بالتالي فتح باب تدخل عسكري لكل قطر عربي في بلد عربي آخر.

و بالتأكيد ان مثل هذا الجحيم لا تتحمله البلدان العربية عموماً و دول الخليج خصوصاً.

لا يمكن لنا الانجراف خلف خطاب التناقض الذي نصرخ فيه بالعدالة الاجتماعية و الحرية في العراق و سوريا و نسكت في نفسس الوقت عن ذات الانتهاكات في دول عربية أخرى.

إن جعل العراق مكبا لنفايات التعصب الديني و الاختناق من قوانين التميّز الطبقي في تركيا و جملة من الدول العربية بحيث نكون متدينين متزمتين لطائفتنا عند الحديث عن العراق و سوريا، لكننا نرفع بيارق حفظ النظام أو العلمينة و الحداثة عند الحديث عن اقطارنا الأخرى, لن يكون حلاً حقيقياً لأزمات دول الخليج العربي و ما تعانيه من تحديات الانفتاح العالمي لقنوات التواصل و التعليم و معرفة الفضاءات الواسعة للانظمة المتقدمة و ما يوّلد ذلك من تطلعات نفسية لدى الشباب الخليجي و غيره، و هي تطلعات لن يمكن الاستحواذ عليها من خلال تكثيف برامج موسيقية و غنائية و ترفيهية داخل هذه البلاد و ما تبقى من حنق ديني يتم تهريبه الى العراق و سوريا كي ينفجر هناك بعيدا, مثل هذا الحل له عوارضه المُرتدة الأكيدة وساعة الصفر التي ترتد فيها كرة النار صوب أهداف من الصعب حمايتها في تلكم اللجظة الحرة من تبخر أجنحة الدفاع و فرار فرقة التحكيم التي ستكون مصابة ببطأ الحركة لفرط تخمة التحيّز.

ولعل الفتوى الأخيرة من الأزهر الشريف في إدانة ميلشيا داعش و مؤتمر الوزراء العرب خطوة على الطريق في تصحيح رؤيتهم حول أمن الخليج الذي لن يتحقق بدون تسمية الأشياء بأسمائها مهما كانت مؤلمة و غير محببة من ناحية الأرث المذهبي لأكثريتنا العربية، و أن التخلص من ألأزمة لن يكون أبداً من خلال تأجيلها باصطناع أزمة أخرى و أنه قد آن لمونديالات الكره العربي أن تتوقف.

&