من الثابت و الواضح تماما، ان الاسلام قد إهتم بالرياضة و استحبها و أکد عليها من خلال العديد من الآيات الکريمة و الاحاديث الشريفة، وهو بعکس ماقد يشيعه و يقول به البعض جهلا بأن الاسلام يعتبر الرياضة مجرد لهو و مضيعة للوقت لاطائل من ورائها.
&
جاء في الآية 247 من سورة البقرة: "إن الله اصفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم"، وهو مدح و إطراء واضح للقوة مع بيان المنهج و الطريقة و الاسلوب لإستخدامها بالصورة المثلى، کما أن سيدنا و نبينا محمد"ص"، يقول:" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير."، وهو مايدل على إيلاء الاسلام إهتماما خاصا و ملحوظا للقوة، لکنه مع ذلك يضع ضوابطا لها کي يتم إستخدامها وفق منهج و اسلوب قويم کما جاء في الحديث النبوي الشريف:" ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.".
&
الاسلام يدعو لتقوية الاجسام و تهذيب النفوس و يضع ضوابط و قواعد من أجل ذلك و يحث عليها بکل وضوح، ومما دل و بکل وضوح على إهتمام الاسلام بالرياضة ماجاء في الحديث النبوي الشريف:" كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب إلا أن يكون واحدا من أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الفرضين، وتعلم السباحة."، حيث أن تأديب الفرس او"تسييسه" و کذلك السباحة يمثلان رياضتين للاجسام، کما انه قد جاء أيضا عن الرسول الاکرم"ص":"حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية ولا يرزقه إلا حلالا طيبا."، وکما هو معلوم فإن الرماية بالاضافة للسباحة أيضا تدخل في صلب الرياضة، ولهذا فإن إستحباب الرياضة کما أکد عليه الدين الاسلامي هو من المسلمات ونؤکد أيضا على الاخلاق الرياضية التي توجد قواعدها و ضوابطها في ديننا الحنيف، ونؤکد أيضا على أن الاسلام يسمح بالمنافسة الشريفة و کذلك ان التشجيع ضمن الضوابط الشرعية و بعيدا عن المحرمات و الاحقاد، يحل للمسلم.
&
اننا نجد کل العجب من أمة بإختلاف طوائفها و مذاهبها و أحزابها و سياسييها کيف أن المونديال يجمعها، إذ ان أية مباراة في نهائيات کأس العالم تستقطب الجميع فيجلسون بهدوء و محبة و يقومون بالمنافسة و التشجيع بروحية و أ‌خلاقية راقية بعيدا عن السياسة و حتى عن إستغلال الدين! لکننا قطعا لسنا ضد هذا ولانعارضه او نجنح لرفضه، وانما نقول يا أمتنا و أهلنا و أخواننا بل وحتى يا أنفسنا، ان الذي يجمعنا أهم بکثير من المونديال، ذلك ان الانسانية اولا و اساسا تجمعنا، وان القرابة أيضا تشدنا و تجمعنا الى بعضنا ثانيا فالاب واحد وهو آدم و الام هي حواء، مثلما يجمعنا مکان واحد هو کوکب الارض ونحن کلنا نلبث على ظهرها مع الدين الواحد، فکلنا عبيد الله واخوة في الانسانية و الخلق و القربة و الجيرة وان الذي يجمعنا على هذا الکوکب هو أکثر بکثير من المونديال، ولهذا فإنه من الواجب علينا أن نتذکر هذه الحقائق و لاننساها لما فيها خيرنا و فائدتنا والله من وراء القصد.
&
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.