يبدو أن القيادة الكردية في أربيل وضواحيها باتت تستعجل للغاية كتابة شهادة وفاة دولة العراق الموحد المعروف بحدوده الجغرافية منذ عام 1921 ، وهي اليوم بصدد التعامل مع واقع تقسيمي جديد يراد له أن يتبلور ضمن مفاهيم و خرائط ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد وحيث تزدهر الدويلات الطائفية و العرقية المتخلفة و تنتعش أسواق العدمية و الخرافة و تستنزف الثروات لصالح طبقة من قطط الطائفية و العشائرية السمان التي تهيمن على كل تفاصيل الصورة الجديدة.&

الأحزاب الكردية العراقية وهي تستفيد إستفادة جمة و مباشرة من حماقات السياسة الغبية لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي و تتمدد طوليا و عرضيا و تحقق أحلامها التوسعية وتفرض منطقها الأعوج في ميادين الواقع المأساوي السائد في العراق ، لم تنس أن تعرب علنا عن دعوتها لإقرار حقيقة تقسيم العراق و إضفاء الشرعية على ذلك الوضع بحسب تصريحات وزير البيشمركة الكاكا جعفر وهو يزهو فرحا و إختيالا بمصائب العراق التي سببها جملة من السياسيين الأغبياء و غير المؤهلين الذين دفعتهم الصدفة التاريخية لتصدر المشهد السياسي العراقي بسبب التجاذبات الطائفية المريضة، فالوزير البيشمركي المناضل يعرب علنا عن إعتقاده التام و المطلق بأن نهاية العراق الموحد قد حانت وبأن المشهد النهائي و إسدال الستار على الدولة العراقية لايحتاج سوى لجملة بسيطة من الإجراءات القانونية و الميدانية يسدل بعدها الستار على مأساوية المشهد العراقي وحيث تحولت العصابات الكردية لتكون هي العنصر البارز في الوضع العراقي بعد إنتكاسة الجيش الحكومي و فشله في الحفاظ على مواقعه و قيام العصابات الكردية بملأ الفراغ و السيطرة على ( قدس الأكراد ) و أعني مدينة كركوك بثرواتها و موقعها مما أدى لإستكمال الخارطة النهائية لدولة كردستان الجنوبية على أنقاض الدولة العراقية المنهارة.

الاحزاب الكردية ليست بعيدة عما حصل و يحصل، بل أن خبراتها الطويلة و التاريخية في التآمر و العمل السري منذ عام 1961 بعد إندلاع العصيان الكبير قد وفر لها قاعدة معلوماتية و إستخبارية ضخمة تتحرك تحت مظلتها و تمارس عن طريقها كل أساليب و أدوات الإحتيال السياسي و التآمر السري، و أمنيات الوزير كاكا جعفر ستتحول لكوابيس طويلة و معقدة بعد تمكن العراقيين من إسترداد أنفاسهم و التخلص من السياسات الطائفية و أتباع إيران من العملاء و الضعفاء الذين وفروا للقيادات الكردية قوة لايمتلكونها و أعطوهم بعدا ليسوا أهلا له بعد أن مارسوا سياسة إستفزاز وحلب ثروات.

لن يفرح الشعوبيون والتكفيريون بإنتصاراتهم المؤقتة، فالمارد الشعبي العراقي الحر الموحد قادم بقوة و سيعيد ضبط موازين الأمور و تعريف الأقزام بحقيقة حجومهم المتضاءلة أصلا، نعم للجماعات الكردية اليوم اليد الطولى في بعض الملفات ولكنها حالة مؤقتة لن تستمر طويلا فمن إستطاع مقارعة الأمريكان و الإيرانيين و تطويعهم و تجريعهم كؤوس السم و المرارة لن يعجز عن معالجة العناصر التي تدمن التآمر و لا تعيش إلا في الظلام و لا تنتعش إلا من أموال التهريب و النهب.

حلم الأحزاب الكردية بتكسيح العراق و تدميره و تقسيمه و تحويله لإمارات طائفية متخلفة تكون كردستان فيها نقطة الأشعاع الحضارية سينتكس بالكامل.

و أحلام الوزير البيشمركي مجرد أحلام للعصافير ستتطاير و تذوب بالكامل تحت شمس الحقيقة الساطعة القادمة في العراق.

لقد إحتضنت الأحزاب الكردية ملفات عديدة و ساهمت من خلال رجالها في مؤسسات الدولة العراقية التي أعقبت الإحتلال الأمريكي في إضعاف و تكسيح و نهب الدولة و المصانع وعملت على التحالف العلني مع أعداء العراق. وهي اليوم تنتهز الظروف الشاذة لتكريس حلم وحدود دولتها الكبرى فيما يستعمر وزرائها العاصمة العراقية بغداد و يحتل سفراؤها غير الكفوئين السفارات العراقية في العالم.

لقد أظهرت الأزمة العراقية الصعبة حقيقة الدخلاء و المتآمرين من ذوي الوجوه الصفراء و الأرواح السوداء. فتحرير العراق من الطائفية و الدجل و الخرافة قد آن أوانه و سيرحل كل دجال أثيم، كما سيتحد العراقيون تحت راية العراق الموحد لمحاسبة كل من سولت له نفسه و أطماعه المتاجرة بدماء و أرزاق الشعب العراقي... المارد العراقي الحر قادم فلا تبتهجوا، بل أكتبوا شهادة رحيلكم عن المشهد.

[email protected]