شاء حظي العاثر قبل أيام أن أشاهد برنامج بي بي سي بالإنجليزية Hard Talk

مع الوزير الإسرائيلي يائير لابيد، للبحث في أسباب العنف المندلع في القدس وفي الضفة الغربية بما ’ثنذر بإنتفاضة جديدة. أصر في أجوبته على أن الفلسطينيين حولوا الصراع السياسي إلى صراع ديني ووصف كفاح الفسطينيين بانه ’مسير دينيا من أئمة الجوامع لقتل اليهود لمجرد أنهم يهود؟؟؟

برغم أنني أتفادى الكتابة عن الصراع إلا أنني لم أستطع منع نفسي من مشاهدة الجزء الأكبر من البرنامج. هزني وأثارني كلامه، لأنني أعلم وعن قرب مدى المعاناة الفلسطينية من الإحتلال، الذي وصل إلى حد نفاذ الصبر، حتى ولو كان الفلسطينيون من القديسين والأنبياء. وأؤمن أيضا بأن نفاذ صبرهم يطال السلطة ويطال حماس!!! مشاعرإحباط الإنسان الفلسطيني من كل ما حوله ومن المستقبل المظلم تراها في العيون الفلسطينية. وهو ما يدفعه للكفاح لنيل حقوقه المشروعه على أرضه وفقا للشرعية الدولية وللحدود التي أقرّتها.&

تصريح لابيد للإسرائيليين المدنيين بحمل السلاح تحت قناع الدفاع عن النفس وإن كان يؤكد فشل الدولة الإسرائيلية في فرض إحتلالها كواقع وحماية مواطنيها، يحمل معنى أبعد من ذلك، هو إنحدار الدولة الإسرائيلية إلى فوضى وإلى عنف سيطالها من الداخل، عاجلا أم آجلآ. خاصة ومع صعود اليهودية السياسية من المستوطنين والمتشددين دينيا الذين يرفضون أي حل للصراع.. الأمر الذي أعاد الزخم والتأييد الدولي للحقوق الفلسطينية.&

ما يؤلمني كثيرا، لهجة بعض الكتاب المعروفين الذين وفي غمار دفاعهم المستميت عن الحقوق الفلسطينية. ينزلقون ليؤكدوا للقارىء بأن إنتصارات داعش وتوسعها على حساب الدولتين العراقية والسورية لعدم إحتكامها لمعايير معينه، يعطيها حرية الحركه والإنتصار. وأن قدرتها على بث خطابها باللغة العبرية، يؤكد إختراقها لمواطني إسرائيل من الأصول الفلسطينية. بما يبدوا وكأنه ترويجا ضمنيا لداعش يحمل في طياته الأمل للفلسطينيين بقدرة داعش، وتحريض ضمني للإصغاء وأخذ نداءاتها بجدية، وعلى محمل الجد. الأمر الخطر الذي قد يشجعهم على الإلتحاق بصفوفها؟

بينما الحقيقة تؤكد بأن داعش (الدولة المزعومة) وبعد سنوات لم يرد لها فيها ذكر فلسطين و لا تهديد للدولة الإسرائيلية، فجأة إستفاقت إلى أهمية هذه الورقة في تجييش المشاعر العربية والفلسطينية. وإستثمرتها لنقل الصراع بينها وبين العالم كله إلى مرحلة جديدة. هو بالتأكيد ما صبت إليه القاعدة حين صنّفت العالم إلى دار الحرب ودار السلام وهو أيضا ما تصبو إليه داعش وأخواتها بتفاوتات مختلفه مخفية بالتقية؟؟؟&

تحريضات ونداءات داعش ( الدولة المزعومة ) للفلسطينيين تصب في مصلحة الدولة الإسرائيلية ، وخوفها المزعوم الذي تتبجح به دوليا، ومن خلاله ترفض الإعتراف بأن الإحتلال هو أساس كفاح الفلسطيني الذي تعب من الصبر ومن الوعود العربية والدولية الخالية المضمون. ويضيف إلى الخوف الدولي من الإسلام بحيث تتوجه الجهود الدولية بمطالبات شعبية لحماية الدولة الإسرائيلية، وحماية نفسها من الخطر الإسلامي. وحلم المستقبل من إنسان ’حرم من الحياة وغير قادر على التمييز بأن داعش هي الوجه الآخر لحماس وغيرها يقوده للإيمان حتى بشيطان داعش في وقت نرى فية الكثير من التفهم والتعاطف السياسي الدولي مع محنة ومعاناة الإنسان الفلسطيني والتفهم الشعبي لحق الفلسطينيين في الإنعتاق من الإحتلال الإسرائيلي.

ما قرأته في الخبر التالي "أطلق عصام صالح، القيادي السلفي المقرب من تنظيم «جيش الإسلام» السلفي في غزة، مبادرة لحل الأزمة بين أنصار تنظيم «داعش» وحركة «حماس»، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة وساطة بين الطرفين «لتحكيم العقل والشريعة»". ويصب في تهديد داعش في شهر تموز بجعل القطاع جزءا من مناطق نفوذه ’ والتطبيق الفعلي للشريعه هناك؟ يؤرقني لأنه يؤكد بوجود فعلي لمؤيدي داعش. و يصب في مصلحة الدولة الإسرائيلية والتعنت الإسرائيلي في الإعتراف بالحقوق الفلسطينية. والخوف الدولي من الإسلام المتطرف.

حقيقة أنني أؤيد الفلسطيني في كل حقوقه وأقف معه في خياره للدفاع عنها وإن كنت أرفض العنف. ولكني وقطعا أرفض أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن جموح وطموح الدولة المزعومة في حرب دولية تتلاقى فيها كل المصالح الغربية في الحرب على الإرهاب وفي جعل إسرائيل الوكيل الفعلي لأمن المنطقة. حيث ثبت عجز كل الدول العربية في حماية أمنها الداخلي من خطر داعش وحماية العالم من الأفكار المتطرفة؟ وحلم المستقبل من إنسان ’حرم من الحياة وغير قادر على التمييز بأن داعش هي الوجه الآخر لحماس وغيرها يقوده للإيمان حتى بشيطان داعش!