&إن طريقة إعدام الطيار الأردني بهذه الطريقة البشعة التي لم ينص عليها قانون ولا أديان لهو خير دليل على عظم المصيبة التي حلت بنا، ولهو خير دليل على جبروت الاستخبارات الأمريكية التي جلبتهم هي والعرب الذين مولوهم من نفط وغاز العرب. وقد بحت أصواتنا من قبل ونحن نحذر من هذه العصابات التي تسترت خلف الدين ولم يسمع لنا أحد، بل جلدونا بألسنتهم القذرة بطعن من يحذر بدينه إذا كان رجلا وبشرفها إذا كانت امرأة. وفي الأردن بشكل خاص نشأت وترعرت هذه الحركات حتى قلبت حياة عامة الناس إلى ظلام وبؤس ومنها انطلق الدكتور عبد الله عزام ليجاهد في أفغانستان وحين سأله الطلاب ذات يوم "أنتم تنصرون الولايات المتحدة وهي أكبر داعم لإسرائيل" فأجاب "التقت مصالحنا وإن اختلفت مبادؤنا". نعم لديهم لكل حجة جواب وليمت صاحب العقل بغيظه.&

إن معاذ الكساسبة عسكري، وقد جرى العرف العسكري أن يقتل العسكري رميا بالرصاص احتراما لمكانة العسكري بصرف النظر عمن يكون، وهذا ما طالب به الشهيد صدام حسين حين طلب من قاتليه أن يعدموه بالرصاص لأنه عسكري، وقد ظن أنهم يعرفون العرف والقانون والتقاليد وأن لديهم شرفا أو بصيص من مروءة. ورغم الحزن الشديد، فإن معاذ يستحق لقب الشهيد بجدارة، وربما قدم روحه لتخليص العرب من هذه الجماعات التي لا دين لها ولا أخلاق، وقلب التعاطف الذي كان البعض يبدونه معهم إلى كراهية واشمئزاز من هذا المستوى الذي وصلوا له، بحيث يصبح الأردن نظيفا منهم ومن عنترياتهم الجوفاء التي لو أرادت أمريكا التي جلبتهم أن تقضي عليهم وهي جادة في ذلك لأجهزت عليهم في يوم واحد. ولكنها لا ترغب في ذلك بل أن خطتها تنص على تحويل العرب إلى قطيع من الماشية والأبقار ليقوم الكاوبوي الأمريكي بالاسترزاق منه والإثراء من هؤلاء الذي هم بنظرها لا يستحقون الحياة.&

إذا كان لدى داعش هذه القوة وشدة البأس، فإسرائيل قريبة على بعد مرمى رصاصة، ألا يستطيعون التوجه غربا بدلا من التنكيل بالعرب؟ لقد بات العربي ينام وهو يتوقع أن تصيبه رصاصة من الشرق أو من الغرب، فقد اكتمل الطوق حوله من أمريكا وإسرائيل وإيران، فما الذي يجب أن يفعله العرب لتوعية الناس بهذه المخاطر وحملهم على عدم التحول إلى بندقية في يدهم يصوبونها نحونا؟ ربما يجب على الحكومات أن توقف جميع برامجها وتكرس قنوات الإعلام للتوعية بهم والتحذير من شرورهم قبل أن يحز حد السكين رقابنا جميعنا.&

&