وصلتني على شبكة التواصل الاجتماعية الألكترونية من عدد من الأصدقاء والأخوة الدبلوماسيين العرب، مقولات تجمع بين الحكمة والسياسة، وقد أحببت أن أشارك عزيزي القارئ، إن سمح لي، وخاصة بأننا على أبواب شهر العبادة، والرحمة، والتناغم، والحكمة. فقد كتب أحد الأخوة السفراء العرب على شبكة الواتس أب يقول: "اعجبني هذا الموضوع فانقله لكم، صباح التراحم والخير والزهد والحب. ألمانيا بلد صناعي، وهو ينتج أعلى العلامات التجارية مثل بنز، بي أم دبليو، وشركة سيمنز الخ. و يتم ضخ الطاقة بالمفاعل النووي في مدينة صغيرة في هذا البلد. في بلد كهذا، يتوقع الكثيرون رؤية مواطنيها يعيشون في رغد وحياة فاخرة. على الأقل هذا كان انطباعي قبل رحلتي الدراسية. عندما وصلت الى هامبورغ، رتب زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم. وعندما دخلنا المطعم، لاحظنا أن كثير من الطاولات كانت فارغة. وكان هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين، لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق، وعلبتين من المشروبات. كنت أتساءل، إذا كانت هذه الوجبة البسيطة، يمكن أن تكون رومانسية، وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الرجل. وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن. كنا جياعا، طلب زميلنا الطعام، كما طلب المزيد لأننا نشعر بالجوع.. وبما أن المطعم كان هادئا، وصل الطعام سريعاً. لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام. عندما غادرنا المكان، كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقٍ في الأطباق. لم نكد نصل باب المطعم الاّ وبصوت ينادينا!! لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم!! …. عندما تحدثوا إلينا، فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام.! فقال زميلي: "لقد دفعنا ثمن الغذاء الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنيكن؟" إحدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد. واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم. بعد فترة من الوقت، وصل رجل في زي رسمي، قدم نفسه على أنه ضابط، من مؤسسة التأمينات الاجتماعية. وحرر لنا مخالفه بقيمة 50 مارك!. التزمنا جميعا الصمت. وأخرج زميلي 50 مارك قدمها مع الاعتذار إلى الموظف. قال الضابط بلهجة حازمة: "اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها ..... المال لك، لكن الموارد للمجتمع. وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد.. ليس لديك سبب لهدر الموارد "!.احمرت وجوهنا خجلاً...ولكنا اتفقنا معه.. نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا. إن هذا الدرس يجب أن نأخذه على محمل الجد لتغيير عاداتنا السيئة. قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة، وأعطى نسخة لكل واحد منا، كهدية تذكارية.& فالمال لك، لكن الموارد ملك المجتمع، شهر رمضان قادم، فهل من الممكن أن نضع مثل هذه الدروس في الحسبان؟؟
كما أرسل أحد الأخوة الدبلوماسيين العرب رسالة بالواتس أب تقول: قصة جميلة من الأدب التركي أثارت مشاعري تجاه احبّتي في الله تعالى. سئل أحد الحكماء يوماً: ما الفرق بين من يتلفظ الحب وبين من يعيشه؟ قال الحكيم: سترون الآن، ودعاهم إلى وليِّمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبَّة شفاههم، ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم، وجلس إلى المائدة وهم جلسوا بعده. ثم أحضر الحساء، وسكبه لهم، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر! وأشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة، وحاولوا جاهدين لكن لم يفلحوا، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض!! وقاموا جائعين في ذلك اليوم.. قال الحكيم: حسناً، والآن أنظروا... ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة، فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوههم المضيئة، وقدم لهم نفس الملاعق الطويلة! فأخذ كل واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء، ثم مدها إلى الشخص الذي يقابله، وبذلك شبعوا جميعاً، ثم حمدوا الله. وقف الحكيم وقال: من يفكر على مائدة الحياة أن يشبع نفسه فقط؛ فسيبقى جائعاً، ومن يفكر أن يشبع أخاه، سيشبع الإثنان معاً. فمن يعطي هو الرابح دوماً لا من يأخذ. وفي الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه، الحب في الله، سفينة مبحرة في نهر الإخاء، مرساها عند أبواب الجنة، يقول ابن القيم: إذا تقاربت القلوب فلا يضر تباعد الأبدان، والطيبون أمثالكم كالجواهر المصونة، لا نراها دائما ولكن نعلم أنها محفوظة في صناديق القلوب ،،غفر الله لكم، ورفع درجاتكم في الدنيا والآخرة، وصرف عنكم كل سوء. &
كما كتب الأستاذ ياسر حرب، من دولة الامارات العربية المتحدة، على شبكة الفيس بوك يقول: "أحمل وطني وفي داخلي أكثر مما يحملني في داخله. لا أدعي بأنني أحمل هم الأمة، ولا أرنو إلى إصلاح المجتمعات، وكل ما أطمع إليه هو أن أعرف أكثر مما أتمنى، ولو قدر لي أن أعلم الناس شيئا فأريد أن أعلمهم كيف سفكرون." كما كتبت الأستاذه مروة السنهوري من الشارقة تعلق على كتاب جديد: "يركز ياسر حرب في كتابه، اخلع حذاءك، على البسطاء، أولئك الذين لا يغضبون أو يفرحون كثيرا كما وصفهم، ولا يحبون الضوء، مكتفين بالضوء الذي بداخلهم. ففي، اخلع حذاءك، يسبر حارب، اغوار النفس البشرية، ويتأمل تحدياتها، ومشاكلها العصية على الفهم، مرشدا القارئ إلى كيفية التصالح مع الوجع واحتضان الحياة من جديد."
وقد أخترت للقارئ العزيز صفحة من كتاب الاستاذ ياسر حرب "أخلع حذائك"، ارسله لي دبلوماسي صديق، على شبكة الواتس أب، تقول: "وأظن أنه يلخص ما اريد أن أقوله في الكتاب. لكن قبل أن أترككم مع النصوص، أحب أن أروي لكم قصة حكاها لي صديق منذ زمن طويل:& يحكى أن ولدا كان يعيش حياة مرفهة في عائلة غنية. وفي يوم من الايام قرر أبوه أن يأخده إلى أحدى القرى النائية، ليرى كيف يعيش الفقراء، فيقدر مستوى الحياة التي يعيشها مع أسرته. وصلا إلى القرية، فتركه عند إحدى العائلات الفقيرة وانصرف. عاد بعد أسبوع ليأخذه، وفي الطريق سأله: هل عرفت الان كيف يعيش الفقراء؟ رد الابن: نعم، هم لديهم أربعة كلاب، ونحن لدينا واحد. في حديقتنا حمام سباحة، وهم عندهم نهر. لدينا فوانيس كهربائية تنير باحة بيتنا، وهم لديهم نجوم تنير السماء. لدينا فناء، وهم عندهم الأفق كله. لدينا قطعة أرض محدودة، وهم لديهم حقول شاسعة. نحن نشتري طعامنا وهم يزرعونه. عندنا سور كبير، وكاميرات مراقبة، لتحمينا من اللصوص، وهم عندهم جيران يحمونهم.. عرفت الان يا أبي كم نحن فقراء."
كما وصلني فيديو من اليوتيوب، من قناة تكيا أورن، وتحت عنوان، اقوال خالدة في الادب السياسي. ويبدأ الفيديو بصورة فتوغرافية لمكتبة، معلق على بابها مقولة تقول: "هذا المكان الذي يبدأ الناس من خلاله، بخفض مستوى أصواتهم، ورفع مستوى عقولهم." ثم تبدأ المقولات الخالدة مع موسيقى جميلة، ولتشمل:&& "قلت لوطني: من أجلك أكتب ... قال لي : من أجلي إقرأ." ثم مقولة لميخائيل نعيمة: "إذا فتحنا المدارس اليوم لا نحتاج إلى مساعدة الأجانب غدا." وليكمل رونيان بقوله: "فرق شاسع بين أمة تتغنى بمجد أجدادها، وأخرى منشغلة بصناعة المجد لأحفادها." ومقولة للرياضي زين الدين زيدان: "في صغري بكيت مرة، لأنني لم أملك حذاءا رياضيا، للعب كرة القدم مع رفقاني، ثم في اليوم التالي، شاهدت رجلا بدون أقدام، فادركت حينها مدى الثراء الذي أتمتع به.". كما قال مهاتما غاندي: "تكلم وأنت غاضب.. فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك." وتبعتها مقولة اتوماس كارليل: "لا تبدأ النجمة الخالدة بالتألق، إلا مع اشتداد الظلمة." كما اعجبتني مقولة& لعلى عزت بيجوفيتش: "لا تقتل العوض وإنما جفف المستنقعات." ومقولة أخرى لفكتور هوجو: "حينما تعيق مجرى الدم في الشريان تكون السكتة، وحين تعيق مجرى الماء في النهر يكون الفيضان، وحين تعيق مستقبل شعب تكون الثورة." ومثل حكمة ألمانية، بعد ماسي الحربين العالميتين الأولى والثانية، تقول: "الحرب تخلف دولة منقسمة إلى ثلاثة جيوش، جيش من المشلولين، وجيش من المشيعين، وجيش من اللصوص." كما يقول أيسوب التي توفى في عام 564 ق.م. :"نحن نقوم بشنق صغار اللصوص، ونعين كبارهم في المناصب الرسمية." ومقولة لونستون تشرشل: "في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة!! " . ويذكر سقراط رجال الدين عن خلط الدين بالسياسى، فيقول: "لقد كنت رجلا نزيها لذلك لم أصبح سياسيا." كما كتب أحمد مطر يقول: "إن كان البترول رخيصا فلماذا نقعد في الظلمة، وإذا كان ثمينا جدا، فلماذا لا نجد اللقمة؟!" ويذكرنا الاستاذ بشير الشمري بسياسة "الإمبراطورية الايرانية" في منطقة الشرق الوسط فيقول: "إذا اردت تحطيم وحدة أبناء الوطن، فقط أزرع الطائفية بينهم!". ولنا لقاء.

د. خليل حسن، سفير مملكة البحرين في اليابان.