&
من المفارقات التي نعيشها في هذا الكون العولمي الغريب الأطوار ان يعمد بعض اصدقائنا الى استغلال فضاء الفيسبوك الفسيح للدخول في قنوات حوار ساخن ونقاشات تشوبها الغريزة الجنسية والدوافع والميل الى الجنس الناعم عبر الماسنجر والتحرش بحسابات النساء كسبا للودّ
يحدثني احدهم وقد فتح باب أسراره اليّ على مصراعيها وهو صديق عتيد في واقع الحياة وفي عالمنا الإفتراضي معا ولا انكر عمق ثقافته وسعة افقه العقلي غير ان شغله الشاغل اصطياد صديقات سهلات القياد ويقول عن نفسه انه وجهٌ له نصيب وافر من الحظ والحذلقة الكلامية وقد اطلقت عليه اسم " Face luck &" علانية ولم اتردد في توصيفي له وكان من فرط نرجسيته ان فرح بهذا النحت اللغوي حتى كدت ان انسى اسمه واناديه بهذا اللقب ، صديقي هذا يترجم نعتي له بهذا الاسم بانه " وجه السعد " ويرقص فرحا كلما رمى حجارة في ماء راكد وحظي بقرقعة امرأة واحدة لتثير مشاعره وتهدئ روعه وشوقه الى خليلة بلا جسد&
صديق اخر مولع باظهار صوره بأبهى حلّة وترى صفحته مليئة بلقطات كامرته وكأنه " كازانوفا " مواقع التواصل الاجتماعي ، هذا الصديق الافتراضي أوسع نرجسية من الأول بأشواط وكأنه يرى وجهه على صفحة الفيس بوك اكثر بكثير من النرجسي الحقيقي الذي يعجب بشكله وطلعته التي يراها على صفحة الماء وكلما وضع بوسترا له ومااكثرها ينبهني متوسلا ان ابدي اعجابا به واضع تعليقا مادحا مع ان هذا الصديق ذو مركز مرموق ثقافيا وأحيانا يتمادى بكل صلف ويطلب مني مشاركته منشوره وكأني توأمه وألاحق منشوراته&
ولأني ضيق الصدر حيال هذا المبهور بشكله ووجهه فلم اتردد في نعته بأنه " كامراتي النزعة " ومغرم الى حدّ الهوس بلقطات السيلفي الخاصة به فقد سميته ايضا " Face look " وأفهمته بانه لم يعد يكسب صداقتي اذا تمادى بالانبهار بمرآته الفيسبوكية وسيقع في خانة المحظورين ويبدو ان تحذيري فعل فعله فغيّر طباعه لكنه ظلّ مولعا بلقبي الذي اطلقته عليه حتى انه أخذ يشكرني على توصيفي له&
كل ماقلته آنفا يهون امام نموذجين وصلت بهما البذاءة مسلكا ايّ مسلك وليعذرني القرّاء الذين لم يبلغوا بعد سنّ الحلم فهذه الفقرات التي سأقولها لاتصلح لهم وحبذا لو كانت بعيدة عن متناول أولادنا الفتية والذين لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر ، احد هذين الشخصيتين والتي لاأتورّع من تسميتهما بالعاهتين قد أسميته &" Face sock " وقد بلغت به الحطّة و الإسفاف الاخلاقي &ان يمد لسانه عبر الاثير ويلحس ماتراءى امام عينيه من صور معشوقته بدءا من وجهها وعنقها وصدرها العارم ذي النهدين البارزين وسرّتها حتى يصل مبهورا الى مكمن انوثتها ويشبعها تلامساً ولعقا ولحسا موهما نفسه انه يدلك بشفاهه ولسانه الشبيه بلسان السحالي كلّ مفاتن &عشيقته الافتراضية ويرشف ثغرها ويمتص رحيق انوثتها ، هذا المعتوه بالجنس الوهمي قد بلغت به الوقاحة ان يعلن امامي مفاخرا انه يخيل اليه انه يمدّ فمه لجهاز عشيقته ليشبعه امتصاصا ودعكا وهو يمرر لسانه الدبق المبلل ولا يتوانى ان يقرب شفتيه من شاشة الحاسوب لاعقا مايظهر امامه من صور عاهرة لشريكة فراشه المفترضة وكأنه يبدو قبالتها فعليا وهي تبرز أعضاءها وتقربها امام وجهه ويمارس خدعة الملامسة او هكذا يخيل اليه&
ولا اخفي اني ظللت مستمعا اليه لأخرج ما في جوف هذا المسمّى " Face sock &" واستنفد كل ما في قرارة نفسه واضعها امامكم عيانا دون اية رتوش وهو ايضا كان صديقي المفترض وله من الوعي والثقافة مايسرّ الاخرين ويحسن الوصف ويجيد الحوار وترتيب صيغ الكلام وصياغته مع أنثاه عبر الماسنجر لولا تصرفه الغريب المشين مما حدا بي الى حظره من قائمة الأصدقاء بسبب هذا الطيش العاهر الذي أراه قريبا جدا من الأمراض المازوخية لكنه مغلّف بإطار العولمة ... ومن يدري فربما يقرّب مخترعو الماسنجر حاستا الشمّ واللمس والتذوق يوما ما مثلما قرّبوا حاستي البصر والسمع وجعلوهما وسيلتين من وسائل الاتصال العاطفي والجنسي&
اما الصديق العجيب الاخير فقد اطلقت عليه " Face fuck " وهذا الصنف الذي دهشت حقا من حماقة تصرفه وغرابة افعاله وقد بلغت به الصلافة والجسارة ان يمرّن نفسه ويقنع أنثاه على ممارسة الجنس عبر النظر والسمع من خلال الرؤية المثيرة وإظهار الجسد والأعضاء التناسلية لكليهما في أفعال جنسية تصاحبها التأوهات التي تتسرب الى الأذن لتنتشي وتتسرب الرغبة في أوصالهما ليستمرا في ملاعبة مكامن الشهوة والإثارة ، وكلٌ يقوم بتعرية نفسه وتحريك مشاعره وتأجيج رغبته للآخر حتى يبلغا حالة الشبق والقذف دون أيّ تماس سوى الاستعانة بالعيون الجاحظة &الشرهة ونقل الصورة للدماغ وإيصال الصوت المتقطع بالأوف والاه والتنهيدات المتسارعة للوصول الى حالة الهلع الجنسي
مثل هذه النماذج المثيرة للسخرية والاستهجان افسدوا علينا هذا الفضاء الرحيب في زمن تشتت فيه الأصدقاء وصاروا في عداد الأباعد الفرقاء ولا صلة معهم سوى هذه المواقع الاجتماعية التي رضينا بها رغم سوءات الداخلين بها ورميهم نفاياتهم في رحابه الفسيحة ونلجأ الى الدخول فيه ونعمل على كنس وساختهم بيدنا ونلوّح مرحبين بأحبابنا وأصدقائنا باليد الاخرى ولولا وجود من نتلهف لهم ونشتاق الى أحاديثهم ونترقب أخبارهم ممن هو قريب من القلب أخذه المنفى منا رهينةً وحجراً طويلا لطمرنا أنفسنا في عزلتنا فلا فيسبوكيات ولا فيسلوقيات سقيمة تؤذي وجودنا&
ليتني كنت جرّاحا حاذقا لعملت على استئصال العقل اللصيق بالأجهزة التناسلية بعملية جراحية سيامية وفصل هذا التوأم الذي يأبى ان ينفصم بين العقل والجنس في مجتمعاتنا الغارقة بالبذاءات ومركّبات النقص لكن هذه " الليت " أبت ان تكون جازمة وفضّلت النوم على وسادة التمنّي المخدّرة&
&