&
&
أعلم ’مسبقا بأن ما سأكتبه اليوم سيثير حفيظة الكثيرين، ولكني أعتقد أن ما يواجهنا من خطر إرهاب داعش يفرض علينا إثارة كل الإحتمالات لكي نستطيع مواجهة هذا الخطر الذي عبر كل الحدود وشوّه كل الأخلاقيات.&
أنا لا أعتقد بأن هدف التفجيرات الأخيرة في بروكسل وباريس ومدريد وحتى في تركيا الإنتقام من هذه الدول لقصفها ومحاربتها. بل أؤمن بأنها لغزو هذه الدول وهدم حضارتها والإنتقام من نظامها الديمقراطي الذي تأثر به الإنسان العربي ويحاول جاهدا أن يصل إليه.. لعجزه عن&
1- تغيير الأنظمة الديكتاتورية فيه !!
2- التخلص من النظام البربري الذي تنتهجة داعش تحت مسوغة بأنه النظام الأمثل إقليميا وعالميا !!!
تفجيرات بروكسل بالأمس تؤكد بان هدف داعش ليس تغيير الأنظمة الفاسدة في المنطقة العربية كما إدّعت سابقا. أكبر دليل على ما ’سقته هو تدفق اللاجئين من كل الدول العربية وزحفهم طلبا للأمان والحرية المفتقدة وطلبا للرزق إلى أوروبا .
نجاح تفجيرات بروكسل بعد مكالمة الإرهابي لأحد أصدقاؤة يؤكد بأن هناك خلايا عنقودية تنتشر في عدد من العواصم الأوروبية. والدليل أن هذه التفجيرات جاءت بعد أشهر قليلة من تفجيرات باريس. المصيبة الأكبر أن هذه العملية تؤكد أمرين: الإلتباس الذي تقع فيه هذه الجاليات في أمر التعاطف مع الإرهابيين الإسلاميين. و التواطؤ في عملية إيواءهم . وهو ما أثبته إخفاء وجود الإرهابي المطلوب صلاح عبد السلام لمدة أربعة أشهر ؟؟؟&
قتل الأبرياء في أي مكان في العالم إرهاب مدان. ولا يجب ان يختلف فيه أو يبرره أحد تحت أي مسوغات .. المصيبة التي يقع فيها الإنسان العربي والمسلم، عدم إدانة داعش علنا من قبل كل المسؤولين. بما فيهم الهيئات الدينية الموجودة في الدول الأوروبية، التي ومن المفروض فيها القدوة للإنسان العربي، في إحترام الدول المضيفة ووقف خطاب العداء والكراهية والدعوة لأسلمة أوروربا ؟؟
الخطاب القادم من الدول العربية والإسلامية التي ترفض إدانة وتكفير إرهاب داعش ؟؟&
عملية بروكسل نجحت في إعادة تقييم العالم الغربي لسياساته كلها بدءا من :
- الجاليات المسلمة المواطنة، والتي يصل تعدادها إلى ما يزيد عن عشرة ملايين. فبرغم رفضهم لهذه العمليات، إلا أنهم ’يصرون على الإنعزال والتجمع في أماكن معينه. مما خلق العديد من بؤر الجيتو لدرجة أن الغربي أصبح يخاف من الدخول إليها . بما يؤكد بأن تكوينهم الإجتماعي الذي حملوه من دول الموطن لا زال يحمل ولائهم لثقافتهم الأصلية ورفضهم للقيم الغربية ؟؟ بما يجعلهم موضع شك وحذر ن السلطات ومن الشعوب.&
أن الخطر الأكبر ياتي من أبناء الجيل الثاني او الثالث من هؤلاء المهاجرين، الذين وبرغم حملهم للجنسية وتعليمهم الأوروربي، إلا ان قيامهم بالعمل الإرهابي أكد للسلطات بأن هناك خلل ما في ثقافتهم. هذه الثقافة التي فضّلت الموت على الحياة. ومن الإستحالة إيجاد رادع لمثل هذا الإرهاب الذي يحمل الإستعداد للإنتحار وقتل كل ما حولة ؟؟&
- عملية بروكسل وما قبلها، أدت لصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. وربما يؤدي ذلك إلى نجاحها في الإنتخابات المقبلة .. وربما نجاح ترامب في الإنتخابات الأميركية القادمة، يكون أول صعود لهذه الأحزاب، التي حاربها الإنسان الأوروربي كليا بعد الحرب العالمية الثانية ولكنه قد يدعمها في سعيه للحصول على الأمن والأمان !!
ففي ألمانيا بدأ الحزب البديل يحصد أصوات الناخبين من خلال تصريحه بسعيه لإحكام سيطرته على ممارسة الشعائر الإسلامية وتعديل المناهج الدراسية لترسيخ ثقافة ألمانيا في مجتمعها. الأمر الذي ومن المؤكد أن تعمل به بقية الدول الأوروبية. إضافة إلى صعود حركة بغيدا الألمانية الأكثر تطرفا ؟؟&
إضافة إلى أحزاب يمينية أخرى في سويسرا والنمسا ولا ننسى حزب الجبه القومية الفرنسية بزعامة ماريان لوبان كأكبر حزب متطرف.&
- حزم الخيار الحكومي الأوروبي، مستندآ إلى الأولوية لمواطنية برفض قدوم اللاجئين بغض النظر عن مدى معاناتهم. خاصة وهم يزاحمون المواطنون الأصليون في مدى توفر السكن . فبناء على تصريح وزير الهجرة السويدي موغان يوهانسون "نحن في وضع خطير جدا ومأساوي، خصوصنا أننا شهدنا في اليام الأخيرة زيادة حادة في عدد المهاجرين ""&
- اولوية الأمن التي وربما تصل إلى الإبتعاد عن دولآ عربية بغض النظر عن المصالح الإستراتيجية. كما جاء في تصريح أحد المرشحين للرئاسة الفرنسية برونو لوميير عن الحزب اليميني الديغولي الذي قال ""بأن هناك مشكلة في الإسلام في فرنسا، وأنه سيبعد فرنسا عن إرتباطها ببعض الدول العربية المسلمة في حال فوزه في الإنتخابات الفرنسية المقبلة ""؟؟&
- تخلي المجتمع الدولي وعلى رأسة اوروبا عن مساعدة أي من الدول الإسلامية في التنمية خاصة. وحين ترى ان ضرائب شعوبها تتجه إلى جيوب الأنظمه مؤكدة الفساد التام في مؤسسات الدولة التي ’تسهّل تسرب هذه الأموال. المثل الصارخ المنشور حاليا عن بذخ ملك المغرب خلال زيارته الخاصة لبراغ وإرسال طائرة شحن محملة بالأثاث وإستعمال 14 سيارة للحماية ؟؟؟ الثاني وهو الأهم أن هذه الأنظمة ’توظّف الجماعات الإرهابية في حربها مع التنظيمات المعارضة لها .. الأمر الذي ثبت في كل من السودان – سوريا حين أطلق ديكتاتورها 3000 سجين متطرف بينما كانت المعارضة سلمية. العراق الذي يرسل داعشيه إلى سوريا، إنتقاما لسماحها بدخول ما أسمتهم بالمقاتلين سابقا ..&
- التخلي التام عن المساعدة والمساهمه في أي حل للقضية الفلسطينية. بعد ملل المجتمع الدولي من الإنقسام الحاصل بين فتح وحماس مؤكدا ما تدّعيه إسرائيل بأن ليس هناك الشريك الشرعي للتفاوض ؟؟؟ تسابق المرشحين الأميركيين لخطب ود المواطنين اليهود والتأكيد على حقوق الإسرائيليين في الأمن يؤكد ذلك ..&
حل مشاكل المنطقة يجب ان يكون بخيارات شعبية واضحة فيما تريد. خاصة وبعد ثبوت فشل الثورات العربية، وتأرجحها ما بين إسلاميتها والديمقراطية، وعجزها وفشلها في إحداث التغيير الإيجابي المطلوب سواء للمواطن العربي أم لحماية المصالح الغربية في المنطقة ؟؟&
تفجيرات بروكسل قد تؤدي لعزل وإنعزال المنطقة العربية.تصريحات الرئيس أوباما في حديثه لمجلة اتلانتيك، كان واضحا وصريحا. وهو البحث عن مصالحه في دول أقل وجع رأس وأكثر تحضرا وامانا، مما يجري في المنطقة العربية . وتفجيرات بروكسل سيعمل على تتبع خطاه. ولكن بعد تبني سياسة أوروبية إستراتيجية صارمة جديدة. لمحاربة كل من يؤمن ويعمل على الإرهاب .. تحت أي مسمى حتى ولو أدى إلى ترحيل كل مواطنيها الإسلاميون ؟؟&
نعم الحلول الأمنية ليست كافية للقضاء على الإرهاب المتمدد .. طالما لم ’تكمّل بسياسات تعليمية جديدة في كل الدول العربية والإسلامية تنشر المحبة والتعايش المشترك كقيم عليا تفوق خطاب الكراهية الذي تبناه خطبائها وغضت النظر عنه الأنظمة الديكتاتورية !!&

&