&

العراق بمكوناته المختلفة من القوميات و الديانات و المذاهب هو فسيفساء جميلة لكل ناظر لها من بعيد والحقيقة من الداخل و من القريب صورة &عجيبة و غريبة وحتى مظلمة، هذه الاختلافات سببت لشعبه الكثير من الحروب و القتل و التشريد و الشعب العراقى لم يرا اياما خالية من الحروب و القتال رغم كونه صاحب اغنى الثروات المعدنية والطبيعية تحت ترابها من النفط و الغاز الطبيعى و المياه العذبة و التربة الصالحة لكافة انواع المحاصيل وكل مقومات الغنى و الرفاهية ولكن الشعب العراقى الحالي بكل المقاييس شعب فقير ومتخلف بسبب تدهور الحالة اللاقتصادية و السياسية و تدنى مستوى المعيشة و توقف الصناعة و الزراعة و تدهور حال المؤسسات الصحية و التعليمية منذ قديم الزمان و لحد الان تحت ظل الانظمة الدكتاتورية و الشمولية و المتخلفة منذ عهد الملكى و الجمهوريات السابقة.
وعراق اليوم &و بعد 13 عاما من التحرير اصبح &اسوء حالا مقارنة بكل المراحل السابقة، واذا قارنا &عراق اليوم بزمن صدام حسين و نظامه البعثى مع الاسف الشديد فى كثير من النواحى حالة عراق اليوم اكثر بؤسا بالامس القريب. من الناحية السياسية عراق متفكك و منقسم على الولائات الحزبية و القومية و الدينية و المذهبية المقيتة و على مصالح دول المنطقة ( ايران و تركيا و السعودية و قطر و... الخ).ومن الناحية الاقتصادية عراق اليوم بلد فقير و منهك من الناحية الاقتصادية لان اسس الاقتصاد القوى ليس له وجود حقيقى و لهذا السبب حالات الفقر و البطالة و سوء الحالة المعيشية للمجتمع والعائلة العراقية فى ادنى مستوياتها، ومن الناحية الاجتماعية ،مع الاسف الشديد كل القيم و الروابط العائلية و الاجتماعية اصبحت مشلولة و متفككة نتيجة زيادة الفقر كل هذا سبب فى زيادة عدد الايتام و الارامل، ومن الناحية العسكرية عراق اليوم ليس صاحب جيش قوى و متقدم من الناحية العسكرية و التسليح و العتاد و التدريب، ولكن يأتمر بقيادات ايرانية ويسيطر على &العصابات الشيعية المتسلطة فى بغداد من مراكز القرارو الحكومة بدل تقوية الجيش يقومون بتسليح و تقوية العصابات و المليشيات مثل الحشد الشعبى كنموذج ايرانى ( سوباه باسداران الثورة الاسلامية).ومن الناحية الامنية اصبح العراق بلد الخوف و الاشباح و الانفلات الامنى اصبح واضحا للعيان.
وهكذا اصبح العراق اليوم بلد الميليشيات و يتوجه الى نظام دكتاتورى شمولى شيعي المذهب بدل النظام الديمقراطى &البرلمانى &التوافقى الحقيقى و الصادق بين جميع مكونات الشعب العراقى بعربه و كرده و اقلياته الاخرى.
عراق اليوم بلد الصراعات و التناحرات السياسية بين اخوان الامس و فرقاء اليوم حتى داخل القومية الواحدة و الديانة الواحدة و حتى المذهب الواحد ، داخل البيت الشيعى كلنا نرى هذه الايام القوى الشيعية فى بغداد يتصارعون على كرسى الحكم و الحكومة ويستعملون كافة الوسائل لتخريب العراق و اسقاط الحكومة العبادية (من المظاهرات &الشعبية و شراء الذمم لاعضاء البرلمان) الذي هو من نفس الحزب &وبتشجيع من المالكى الذى يريد ان يعود الى كرسى رئاسة الحكومة مرة اخرى ولكن لا يدعم حتى من قبل المرجعية الدينية لانهم يعرفون ان مالكى و سياساته الخاطئة سبب رئيسى لتدهور الاوضاع السياسية و الاقتصادية و اللامنية و الاجتماعية للعراق و شعبه و حتى البيت الشيعى الموحد من بداية تحرير العراق اصبح الان بيت مشتت و كل واحد يجري وراء مصالحه الشخصية و الحزبية دون تفكير بمصالح و مستقبل الدولة العراقية و سيادتها و مؤسساتها الشرعية من البرلمان و الحكومة والقضاء. وايضا الصراعات العميقة فى داخل المذهب و البيت السنى ليس باقل من الصراعات الداخلية للبيت الشيعى، عرب السنة ايضا متفككين و متشتتين فى الداخل و الخارج و الكل يمشى وراء مصالحه الشخصية و الحزبية و الاقليمية. و ايضا الاكراد مدمنين &بنفس المرض &الفرقة و الصراعات الداخلية و ايضا المكونات الاخرى من التركمان و المسيحيين هم ايضا مصابون بنفس المرض، كانما نزلت لعنة الرب على العراقيين جميعا دون تفرقة &على حد سواء.&
من المعلوم ان كل هذه الصراعات السياسية المتقدة من قبل القادة و الاحزاب السياسية من اجل استحصال على اصوات الناخبين و مصالح و امتيازات وحماية مصالحهم السياسية والاقتصادية و من اجل ادامة سيطرتهم على مقدرات العراق و شعبه و نهب ثرواته الغنية، و هذه الصراعات بتشجيع و مباركة قوى الاقليمية و الخارجية و اصبح العراق ساحة مفتوحة للانهاء الصراعات الاقليمية و الدولية &و وصلت لحد ان حكومات و اشخاص فى المنطقة يرشحون اناس لرئاسة الحكومة العراقية نيابة عن الشعب العراقى مثل ايران و تركيا و حسن نصرالله من لبنان،ومن المعلوم ان &المتضرر الاول و الاخير هو الشعب و ارض العراق و ليس القادة و الاحزاب السياسية لانهم لا حول لهم و لا قوة امام الحكومات القوية فى المنطقة و اصبحوا دمية قبيحة بيد هؤلاء الحكومات و الاشخاص نتيجة ضعف شخصياتهم وبيع ذممهم مقابل ثمن بخس من الدولارات الامريكية.
واخير ان هذه الصراعات تقود العراق الى مصير مجهول و نفق مظلم ولعب فى الماء العكر لنهب ثراوتها و تفكيك الدولة العراقية بكامل مؤسساتها و شللها و فى المطاف الاخير تقود الى انقسام و توزيع الارض و شعب العراقى الى اقاليم و دويلات صغيرة ضعيفة، والمسوؤل الاول و الاخير اصحاب السلطة و الحكم فى العراق اليوم، الا وهم الاحزاب و القادة العرب من الشيعة بدرجة الاولى و العرب السنة بدرجة الثانية لانهم يريدون من العراق و شعبها ان يكونوا كلهم على مذهب واحد الا وهو المذهب الشيعى الجعفرى التابع لدولة ايران و هكذا العراق يصبح بوابة ايران المستقبلية المفتوحة على دول الخليج و تصدير ثورتها الاسلامية الشيعية لكافة الدول و شعوب المنطقة و تكوين امبراطورية جديدة فارسية فى المنطقة و انبعاث الحلم الكبير و القديم للفرس الذى انحلت &امبراطوريته على يد الجيش الاسلامى قبل اربعة عشر قرنا الماضية.
واخيرا نتسال : هل &يبقى العراق دولة موحدة و &مرفها لكافة مكونات الشعب العراقى بشكل متساوى بعيدا عن الصراعات السياسية و الدينية و المذهبية و القومية ؟ ام يصبحوا دويلات و اقاليم صغيرة بلا منفعة ولا قوة ؟ باالتاكيد الزمن يكفل بجواب على كل الاسئلة و التقديرات و التخمينات.
&