&
&العراق الدولة صاحبة أعرق حضارات (( السومرية و البابلية و الكلدانية و الاشورية و الاكدية))فى التاريخ , هي التي شرعت لقوانين مهمة مثل &قانون حامورابى الشهير قبل الميلاد، اصبحت الان بدولة منزوعة القوانين والمؤسسات، بل بالعكس اصبحت دولة مليشيات و محصاصات &قومية و دينية ومذهبية و حتى حزبية ضيقة مقيتة ومشؤومة.
العراق منذ قدم التاريخ كان ساحة مفتوحة امام الغزاة و الامبراطوريات و الدول المتصارعة &فيما بينهم و اكثر الدول تضررا &فى التاريخ لان معظم الحروب و الصراعات السياسية &تبدأ على ارض العراق و تنتهى بنهر من الدماء و الدموع للشعوب العراقية و خراب &مدنها و حضاراتها..
كل هذة الحروب و الصراعات كانت اما قومية او دينية و او مذهبية، ولكن بعد &انتشار الاسلام و تثبيت اركانه و مرورا بزمن الخلافة الراشدية و بدايتها و ظهور المذهب الشيعى و السنى فى الاسلام، مرة اخرى اصبح العراق الارض الخصبة لهذه الصراعات الجديدة والخطرة و المستمرة بطول تاريخ الاسلام منذ اكثر من الف و اربعمئة سنة،هذه الصراعات جعلت تاريخ العراق كدولة على كل الازمان و المراحل ،تارة خفيفة و تارة اخرى دموية وماساوية. فى زمن العراق الجديد منذ عام 1921 كدولة ذات سيادة و حكومة منتدبة و بعد ذلك حكومة مستقلة ،العراق لم يعيش بسلام و امان بسبب الحروب الداخلية بين القومية الكردية صاحبة الحقوق المشروعة و مطالب شرعية و الحكومات المتعاقبة فى بغداد و الصراعات السياسية بين الاحزاب و القادة بين الشيوعين و البعثيين و القوميين، و فى الجانب الاخر بين الاقوام و الاديان و المذاهب المختلفة، مع الاسف دائما شرارة الحروب و الانتقام موجودان على قدم و ساق فى كل المراحل. و لكن بحكم مركزية و قوة الدولة فى المراحل المختلفة هذه الصراعات مرات تكون مخفية و سرية و مرات تكون فى العلن.
اخطر الصراعات فى العراق دائما و ابدا هو الصراع المذهبى بين السنة و الشيعة العرب،من المعلوم ان الصراعات القومية و الطبقية صراعات سياسية وطرق معالجاتها اسهل بكثير من حل الصراعات الطائفية لان مسالة القومية فى العراق مسالة سياسية و يمكن فى كل الاحوال &و المراحل قد تكون الحلول موجودة و فى متناول اليد اذا كان الثقة موجودة و النيات صافية فى ايجاد الحلول الممكنة. ولكن حل الصراعات الطائفية من اصعب الصراعات حلولا، لان المسالة مرتبطة بديانة و الايمان و العقيدة التى اصبح شيئا عظيم الشان عند المسلمين السنة و الشيعة و شيئا مقدسا لا يتهاونون و لا يتفاوظون عليه و كلا الجانبين غير مستعد للتنازل &قيد انملة عن مقدساتها و عقيدتها ولهذا اصبح الحلول صعبة للغاية.
الان فى العراق الصراع الطائفى فى اوج اتقادها بين السنة و الشيعة و حتى تشعبت و اصبحت بين مذهب واحد بين الشيعة و الشيعة و بين السنة نفسها نتيجة اختلاف الاراء و التحاليل و التفاسير المختلفة لنصوص الايات &القرانية و احاديث الشريفة.
ونتيجة &ضعف الدولة و القانون و الجيش و النظام اصبح العراق دولة ميلشيات شيعية و سنية وولحسن الحظ &ليست كردية لان الكرد عندهم قوات بيشمركة المنظمة و المقرة من قبل الدستور الدائمى العراقى منذ عام 2005 كجزء من قوات المسلحة العراقية كحرس حدود ، علما ان قوات البيشمركة منذ عام 2003 و لحد الان و خاصة من عام 2014 هى القوة الرئيسية المقاومة ضد هجمات عصابات الداعش المجرمة على كردستان و العراق عموما و القوات البيشمركة ابدى تضحيات غالية و جسيمة للدفاع عن سيادة العراق عموماو كردستان خصوصا و البيشمركة لم تتدخل فى الصراعات السياسية و الطائفية مثلما فعلت المليشيات السنية و الشيعية معا فى مناطق الوسط و الجنوب و خاصة بغداد العاصمة،و هذا موقف مشرف يحتسب للكرد و القيادة الكردية و قوات البيشمركة الباسلة و حتى الان لواء من البيشمركة الكردية يحافظ على سلامة وامن مبنى البرلمان و البرلمانيين العراقيين نتيجة الاخلاص و الحيادية و المهنية العالية لهذه القوات و عدم ثقة السنة و الشيعة بقواتهم الطائفية. و قوات البيشمركة لا تحتسب كميليشيات السنية و الشيعية.ومع الاسف الشديد اصبحت عراق اليوم دولة محاصصات القومية و الدينة و المذهبية. وفى العراق اليوم وفقاً لتقرير استخباري صادر عن ديوان استخبارات وزارة الدفاع العراقية،موجود 53 مليشيا مسلحة في عموم مناطق جنوب ووسط العراق، فضلاً عن العاصمة بغداد، وفاق عدد المسلحين عتبة الـ120 ألف مقاتل، غالبيتهم من الطبقة الفقيرة غير المتعلمة ومن أعمار تراوح بين 16 و40 عاماً. ومن أبرز تلك المليشيات: جيش المهدي، منظمة بدر، العصائب، حزب الله، النجباء، الأبدال، السلام، الوعد الصادق، سرايا طليعة الخراساني، لواء عمار بن ياسر، لواء أسد الله الغالب، لواء اليوم الموعود، سرايا الزهراء، لواء ذو الفقار، لواء كفيل زينب، سرايا أنصار العقيدة، لواء المنتظر، لواء أبو الفضل العباس و اخرين . وترتيب المليشيات الشيعية من حيث القوة على الارض في العراق :-عصائب الحق ، ثم كتائب حزب الله ثم قوات بدر التي يقودها هادي العامري. و هذه المليشيات استمر نشاطها على الشقين السياسي والأمني بشكل واسع، و بدعم كامل ماديا و معنويا من قبل ايران وتورّطت بعمليات اغتيال وتفجير واسعة في البلاد، فضلاً عن جرائم التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي ومصادرة ممتلكات طوائف وألوان دينية عراقية مختلفة كالمسيحيين والصابئة والعرب السنّة. و بالمقابل عرب السنة ايضا لهم ميليشيات مسلحة وهذه المنظمات مسؤولة عن الكثير من عمليات العنف الطائفي في العراق والتفجيرات الانتحارية في مختلف المدن العراقية وتتلقى دعما ماليا وبشريا من الأردن والسعودية ودول الخليج.و ابرز ميليشيات السنية هى: &دولة العراق الإسلامية &وجيش أنصار السنة و &أنصار الإسلام و &جيش المجاهدين و & الجيش الإسلامي في العراق و & جيش الطائفة المنصورة و سعد بن أبي وقاص و فصائل المقاومة الجهادية و جيش محمد و &الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية - كتائب صلاح الدين و كتائب ثورة العشرين.
واضافة لكل هذه المليشيات، اليوم يوجد حشدان مسلحان السنية و الشيعية تحت اسم الدفاع عن العراق ضد العصابات الداعش فى منطقتى السنة و الشيعة هما (( الحشد الشعبى الشيعى و الحشد الوطنى السنى))،و لكن بالمقابل القوات المسلحة و الجيش النظامى ليس له دور كبير مع تاريخه المشرف فى الدفاع عن سيادة وارض العراق منذ تاسيسه عام 1921.وهكذا اصبحت عراق اليوم دولة ميلشيات و عصابات و ليست دولة نظام و جيش مسلح مدرب.
&أذن عراق اليوم ليس دولة ذات سيادة حقيقية بسبب التناحرات السياسية الداخلية من جانب و من جانب اخر بسبب الحرب مع عصابات داعش المجرمة و الارهابية و من جانب اخر بسبب تدخل الدول الاقليمية و دول اخرى فى شؤون الداخلية العراقية &والكل حسب مصالحها و على حساب الشعوب و الاراضى العراقية.
عراق اليوم ليس &قويا من &حيث النظام و السيادة و الجيش و الادراة و الاقتصاد بل اصبح دولة ضعيفة &و مريضة وعلى حافة &الانهيار و التفكك و الانقسام و الانفصال. وكل يوم العراق يبعد &اكثر و اكثر من &دولة علمانية ديمقراطية و صاحبة سيادة و قانون و مواطنة و يقترب من نهايتها المفجوعة. العراق ليس دولة قانون و حقوق الانسان و العدالة الاجتماعية و المواطنة الحقيقية لان &الحريات و الحقوق المجتمع و الفرد ضائع و مدوس تحت الاقدام القادة و الاحزاب السياسية. وبهذه الحالة العراق كدولة موحدة ليست باستطاعتها الاستمرار فى الحياة و العيش كعضو فاعل و فعال فى وسطها العربى و الاسلامى و كل هذه بسبب النزاعات و اختلافات السياسية و الحزبية و المذهبية.
واخيرا اذا لم يتم التراجع عن هذه المعتقدات السائدة حاليا من قبل &كل القادة و الاحزاب السياسية و النخب المثقفة &والجلوس على طاولة الحوار المتمدن و الحضارى و المفتوح واللجوء الى &النقاشات السياسية الحقيقية وصادقة فى نيات و العمل والرجوع الى مباديء الديمقراطية و الحريات و العمل المشترك و الى القيم الاجتماعية و الى سيادة القانون و الدستور و احترام حقوق الغير و الفرد على اساس المواطنة &الحقيقية و الصادقة ، فبالتاكيد العراق لن يتحمل العبىء الثقيل على كاهله و لايستطيع الاستمرار فى الوجود و الدفاع عن سيادته و ووحدته.
ومع الاسف الشديد اذا لم يستطيع قادة الاحزاب السياسية بشكل ديمقراطى فى ايجاد الحلول لكل مشاكل العراق، فاذا يجب ان نختار دكتاتورا عادلا لقيادة العراق على نموذج &الرومانيين القدماء حين اختاروا ديكتاتورا عادلا لقيادة الدولة و الشرط الوحيد لاختياره هو ان يكون عادلا لكل الافراد الشعب و يحكم بالقوة و قبضة من حديد.ارى من المفيد ان نعود و لو لفترة قصيرة لحكم الديكتاتورية حتى تضمن سيادة العراق على اراضيها و شعوبها و اخراجها من الوضع الراهن واذا فشلنا فى هذا الامر فليكن الكل احرارا فى اختيار طريقهم لتحديد مصيرهم فى الانفصال او الاستقلال او الوحدة مع الدول المجاورة للعراق. مثلما يقولون &اذا &لم نستطيع ان نعيش معا فى اطار دولة واحدة فلنكونوا دولا صديقة و جارين تسود بينهما الاحترم المتبادل ، أملي ان نكون اصدقاء خيرين مع البعض مستقبلا &و ليست اعداء جددا فى المنطقة.