* من الأخبار والتقارير اللافتة، التي تابعتها خلال شهر رمضان المبارك، أن عدد محلات بيع الأسلحة الشخصية في الولايات المتحدة الأمريكية يفوق عدد البقالات ومحلات الهامبرجر الشهيرة في البلاد (!) حيث بلغ عدد محلات الأسلحة الشخصية نحو 65 ألف محل بينما تجاوزت أعداد البقالات رقم 38 ألفاً بقليل، الأمر الذي فرض على السلطات الأمريكية تحدياً داخلياً كبيراً، لا يقل على تحدي مواجهة الارهاب في الخارج، لاسيما في ظل اعتماد تنظيم "داعش" الارهابي على ما يعرف بالذئاب المنفردة في تنفيذ عملياته في مختلف دول العالم، وهذه "الذئاب" لا تحتاج سوى لإشارة كتلك التي وجهها التنظيم مؤخراً، وبعدها يصبح الجميع في مواجهة سباق الكشف عن المتعاطفين و "النائمين" من الخلايا والعناصر التابعة للتنظيم!

* قلق عارم يجتاح الأسواق المالية والاقتصادية الأوروبية بانتظار الاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتحذيرات تنهال من المسؤولين والخبراء والمتخصصين حول عواقب هذه الخطوة المحتملة، لدرجة أن البعض يتحدث عن "تسونامي" قادم في أسواق المال العالمية، بل إن رئيس البرلمان الأوروبي حذر من "نهاية الحضارة الغربية" في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي كل الأحوال فإن يوم 24 يونيو الحالي (يوم الاستفتاء)، لن يكون يوماً عادياً للأوساط السياسية والاقتصادية الأوروبية، فهناك موجة قلق عارمة سواء على مصير الاتحاد الأوروبي أو خشية وقوع خسائر اقتصادية ضخمة للاقتصاد البريطاني جراء موافقة الناخبين على الخروج من عباءة الاتحاد، ناهيك عن المعركة الحاسمة التي تنتظر "المركزي الأوروبي" للحفاظ على العملة الأوروبية الموحدة في مواجهة ضغوط المضاربين. وبشكل عام فإن هذا الاستفتاء سيوجه بوصلة السياسة والاقتصاد في العالم أجمع خلال السنوات والعقود المقبلة، إما باتجاه التكتلات والاندماجات أو الدفع باتجاه مغاير، أي انفراط عقد الموجة الاندماجية التي سادت في العقدين الأخيرين.

* هناك تقريباً تعثر كامل في جميع مسارات التسوية السياسية للأزمات في منطقة الشرق الأوسط، هذه حقيقة تستحق الدراسة والتأمل للبحث في أسبابها ودوافعها وصولاً إلى فهم ما وراء الظاهرة لأن هذا التعثر يمثل أحد مداخل استمرار الفوضى والاضطراب في كثير من دول المنطقة. فالقاسم المشترك بين أطراف المفاوضات جميعها هو غياب السياسة وأدواتها، ولذلك علاقة مؤكدة بأن معظم أطراف التفاوض ليسوا سوى ممثلين لقوى خارجية لها مصالح استراتيجية في مناطق الأزمات، وأن هذه الأطراف لا تمثل في أغلبها الشعوب التي تعاني وتئن وتدفع ثمن المغامرات غير المحسوبة.

* يشهد الملف السوري مفارقات متسارعة، فقد انتقل الرئيس بشار الأسد من دائرة القلق على مستقبل وجوده في السلطة إلى الاحساس بالأمن المتزايد في ظل دعم الغارات الجوية الروسية والميلشيات الايرانية، ومن ثم فقد انسدت نسبياً آفاق التسوية السياسية، لأن السياسة تعمل حين يقر الطرفان بصعوبة الحل العسكري، ولكن ما يحدث الآن أن هناك اعتقاد لدى النظام السوري بأرجحية ميزان القوة العسكرية لمصلحته، ومن ثم فلا حاجة للتفاوض الجاد مع جماعات المعارضة، وإذا كانت الأخيرة قد ذهبت إلى جنيف تحت وطأة الضربات الجوية الروسية وعقب تعديل موازين القوى على الأرض، فإن الوضع قد تبدل الآن، ولم يعد لدى الطرف الآخر الوازع القوى لتقديم تنازلات تفاوضية، الأمر الذي ينذر باستمرار الصراع في سوريا، وليس أمامنا سوى الدعاء لسوريا وشعبها.

* عاد الحديث عن تقسيم العراق يتردد بقوة في الشرق الأوسط، حيث أثارت تصريحات أدلى بها مؤخراً مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان بشأن ضرورة تقسيم البلاد إلى ثلاث دول، سنية وشيعية وكردية، جدلاً كبيراً بين العراقيين، في حين كرر ما يكل هايدن مدير المخابرات الأمريكية السابق تصريحاته التي تؤكد اختفاء عدّة دول عربية عن خارطة الشرق الأوسط قريبًا! ولم يكتف بذلك هذه المرة بل أكد إن دولتان عربيتان على الأقل ستختفيان، وأشار إلى دولتي سوريا والعراق باعتبارهما دولتان "سابقتان"، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن حالة عدم الاستقرار الاقليمي ستستمر على حالها خلالها السنوات القادمة، واللهم لا حول ولا قوة إلا بالله.

* أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز" عقب مذبحة اورلاندو أن تقدم مرشحة الحزب الديمقراطي الأمريكي لانتخابات الرئاسة المقبلة، هيلاري كلينتون، قد تراجع في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب عقب المذبحة وتصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن سياسات الديمقراطيين مسؤولة عن أعنف حادث إطلاق نار في التاريخ الأمريكي الحديث.و أظهرت نتائج الاستطلاع الذي انتهى في الرابع عشر من يونيو الجاري، تقدم كلينتون على ترامب بفارق 11.6 نقطة مقارنة بالفارق السابق البالغ 13 نقطة في الأيام التي سبقت تلك الجريمة الارهابية. ما يعني أن المهرولين إلى التبشير بفوز ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل بحاجة إلى فهم ديناميات هذه العملية وفحص أرقامها بدقة قبل اللهاث وراء التحليل بالتمني.

* لا أملك سوى الشعور بالتعاطف مع من لا يزالون ينظرون بايجابية إلى الصحافة التقليدية في منطقتنا العربية، فقد كشف تقرير صدر مؤخراً عن مؤسسة "رويترز" أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت المصدر الأول للأخبار لدى الشباب بحسب ما ورد في صحيفة "الجارديان" البريطانية مؤخراً. حيث خلصت دراسة شملت 26 دولة إلى أن 50% من مستخدمي الانترنت يحصلون على الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أي مصدر آخر، فيما قال آخرون أن هذه المواقع مصدرهم الرئيسي، كما قفزت الهواتف الذكية كمصدر للاخبار من نسبة 37% إلى نحو 53% في غضون عامين فقط، لكن الخبر الجيد بالنسبة لمحبي القراءة أن

24% فقط من عينة الدراسة الاستطلاعية رأت انها تحبذ الحصول على الأخبار عبر الفيديو، فيما رأت النسبة الأكبر أن القراءة لا تزال الوسيلة الأسرع للحصول على الخبر.