&حزب العدالة والتنمية وشعبية أردوغان بين طبقات الشعب التركي تميزت بالثوابت التالية:&

1 أنا لا أسرق&

2 تركيا العلمانية أزالت بكرامة إنسانية همجية إستعلائها على القوميات الأخرى وخنق حرياتها ، والى حد كبير ، واكبت مسألة تصحيح تصرفات وغطرسة قادة الدولة العثمانية وإرتكابهم جرائم وحشية بحق الشعب الأرمني والكردي والعربي والأقليات.

3 أزالت، وبدقة متناهية، الحصارالأسلامي الفكري المتطرف وناقشت الحريات الشخصية وحقوق المرأة وأغنت بيئة الجهل بالعلم والتعليم والثقافة المتنورة وحرية الأنتخابات.

4 إستطاعت تركيا منذ إنتخاب وأستلام رجب طيب أردغان زمام الأمور عام 2002 &" رغم حدة الأنتقادات " التقرب والتعاون في حقول العلوم والتجارة مع دول الشرق والغرب ، الأسلامية منها والمسيحية وتطبيع العلاقات مع اسرائيل ، وحققت نهظة عمرانية باهرة وأصلاحات ميدانية وفازت بإعجاب العالم وجعلت من مدنها وسواحلها مراكز سياحية ساحرة لاتتجرأ أي فئة أرهابية النيل منها.&

5 ولعل الأهم ، ومنذ وصول حزب أردغان للسلطة السياسية ، قلة ديون تركيا للبنوك الدولية و تحسن حالة الدخل الفردي من 3.300 دولار الى 11.000. وعندما سُئل أردوغان عن سبب النهظة وتحسن الحالة المعيشية في عهده أجاب: أنا لاأسرق.&

إنتصرت تركيا على فئة العسكر الأنقلابيين خلال ساعات بوعي شعبي ثقافي بعض أسبابه أعلاه. وستبدأ المحاكم التركية بمحاسبة من خان الأمانة ووضع تركيا على حافة الفوضى والخطر. وأنتصرت تركيا بشخصية أردغان القوية المتأثرة جداً بالحفاظ على التراث والحضارة العثمانية ، إنتصرت على أعدائها في الداخل وبالأخص فئة عسكرية معارضة لاتتمتع بأي شعبية وقام أردوغان بتطهير وطرد قياداتها وبالأخص الجنرال اكين اوزتورك قائد سلاح الطيران التركي السابق. كما أن الرئيس التركي أردوغان أبعد تركيا عن الخصومات الأقليمية بذكاء وحكمة بالرغم من الضغوطات الأمريكية.ولم ينجر الى كتل الصراع الكردية في سوريا والعراق ولا كتل المعارضة السورية المسلحة أردوغان يتمسك بجبروت وقوة دولة أتاتورك العلمانية والتمسك بالتعاليم الأسلامية وحرية الأديان البعيدة عن التطرف. وعلى الأكثر ، ستعترض على هذه الثوابت المميزة ، بعض المجموعات الفكرية الكردية والعربية والإيرانية ذات الخط المتزمت الواحد ، ودولة داعش وخلفاءها المعارضون للحلول العلمانية الوضعية الكافرة للدولة التركية الحديثة. وسيستمر الأنقلابيون في محاولات الاطاحة بحكومة أردوغان وحزبه ، لأنها لاتريد أن ترى الأمور كما هي ، لأسبابها وغاياتها المعهودة ، ولأفتقار معرفتها الى حقيقة المنطقة جيوبوليتكياً.

وقد تصور الكثير من الكُتاب والنُقاد ان مصير أردوغان سيكون على غرار مصير الرئيس حسني مبارك ومحمد مرسي بوصول وتقلد شخصية عسكرية إنقلابية كالفريق عبد الفتاح السيسي في مصر. ولكن هذا التصور لم يحدث. تركيا وأهلُ العلم أحياء وشعلة البريق الذي بدأه حزب العدالة لن ينتهي بمخططات دولية او الدول الأقليمية المجاورة.

وستكشف الايام القادمة ، سرعة عودة الحياة الطبيعية، وسعي زعماء وشيوخ وقادة المنطقة العربية والكردية للقيام بزياراتهم الشخصية وإرسال مبعوثيهم للتهنئة وإبداء مشاعرهم بإحترام الحياة الديمقراطية الدستورية التركية.&


باحث وكاتب سياسي&