&
في مقالتي (إيران وإقليم كوردستان الاخوة الأعداء ـ ايلاف الغراء 26/4/2016) اشرت الى ان العلاقات شبه المتوترة بينهما تتجه نحو التصعيد وان على الإقليم ان يتوقع صيفا ساخنا لوضع حد للتوجهات الكوردية لإجراء الاستفتاء حول تقرير المصير وبالتالي افشال المشروع الكوردي في إقليم كوردستان نظرا لتداعياته المتوقعة على نظامها الذي لا يعترف باي حقوق قومية ديموقراطية لا للشعب الكوردي ولا لأي من مكونات إيران المتعددة
التصعيد هذا يبدو أكثر وضوحا في المحاولات المستمرة لتحريك بعض القوى السياسية الكوردية المرتبطة بهذا الشكل او ذاك بإيران الإسلامية لخلق المزيد من المشاكل الداخلية في إقليم كوردستان ومن المؤكد ان الزيارة التي قام بها السيد المالكي امين عام حزب الدعوة للسليمانية دون اربيل يصب في هذا الاتجاه، اتجاه توسيع الخلافات وتعميق الانقسامات في المجتمع الكوردستاني وربما بهدف احياء نظام الادارتين المقبور
إضافة لما سبق تأتي تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين واخرها تصريحات السيد محسن رضائي، امين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام المعروف بمركزه القوى ودوره الكبير في صنع القرار وعلاقاته التاريخية مع العديد من الأطراف الكوردستانية والذي يهدد فيها بتدمير إقليم كوردستان لتكتمل صورة التصعيد الإيراني غير المبرر ضد شعب كوردستان وحكومته التي لا تزال متمسكة بعلاقات الصداقة وحسن الجوار وحل الخلافات ان وجدت بالحوار والطرق الدبلوماسية والعلاقات الودية
التصعيد الإيراني يتجه بسرعة نحو توريط إيران في صدام جديد يضاف الى قائمة التدخلات الإيرانية المعروفة والتي كلفت الشعب الإيراني الكثير من الأرواح والأموال دون مبرر يذكر اللهم الا أطماع بعض مراكز القرار التي تحلم ببناء امبراطورية خيالية تمتد من نهر السند الى نهر النيل
ليس من باب المبالغة ولا الغرور القول ان اية محاولة إيرانية لتدمير إقليم كوردستان كما يصرح بها بعض اقطاب النظام سيلحق ابلغ الاضرار بإيران نفسها وسيكلفها ثمنا فادحا ابتداء من اشتعال نيران الثورات والتمردات داخل ايران نفسها وانتهاء بالموقف والرد الدولي والعالمي، خاصة وإقليم كوردستان يشكل القوة الرئيسة الضاربة للتحالف الدولي المتصدي للإرهاب العالمي ويملك علاقات وثيقة بالعالم الخارجي والقوى الدولية الرئيسة هذا بالإضافة الى ان إقليم كوردستان ليس جمهورية مهاباد المعزولة والتأريخ لن يكرر نفسه وأي اعتداء إيراني على الإقليم سيكون اكبر خطأ استراتيجي تقترفه حكومة طهران ومن المؤكد انه لن يمر بسلام دون نتائج خطيرة خاصة وحبر مذكرة التفاهم العسكري مع الولايات المتحدة الامريكية لم يجف بعد
لقد ان الأوان ان تستوعب مراكز القرار في الجارة إيران ان لا مصلحة لا لإيران ولا للعراق ولا لإقليم كوردستان في هذا التوجه الخطير والسياسة الاستعلائية المغامرة والمدمرة التي تسرع من غرق إيران في الرمال الشرق أوسطية المتحركة ومن الأفضل والأكثر تجاوبا مع مصالح الشعوب الإيرانية ان تحل مشاكلها الداخلية بالاعتراف بحق شعوب ايران في الحرية والديموقراطية واحترام حقوق الانسان وحل المسألة الوطنية الكوردية بالطرق السلمية و ان تستوعب اخيرا الجار الكوردستاني الجديد، إقليم كوردستان، بدلا من الرفض والتنكر غير المجدي &والذي لا ولن يلغي الحقائق على الأرض.
&