بعدما وصلت ذروة الإرهاب القاعدي لضرب برجي&التجارة العالمية في 9/11 خرجت 3 مؤسسات بحثية أمريكية اهمها راند كوربوريشن لتقول أن أمريكا فشلت في حل مشكل الإرهاب عسكريا بعد العمليات في شرق إفريقيا و في الخبر في السعودية و توجت بالهجوم علي أمريكيا نفسها.. و كانت التوصية أن الحل لابد أن يكون سياسيا و ليس عسكريا فقط.

و كثيرون يرون أن فكرة الربيع العربي&جاءت كحل الاحتواء الجماعات الإرهابية التي دعمتها امريكا في حرب أفغانستان و تركتهم في العراء بعد انتصار امريكا علي الاتحاد السوفيتي. ليس فقط انتصار بل انهيار منظومة الاتحاد السوفيتي بالكامل.. هنا تركت امريكا هولاء المقاتلين في العراء بل و أصبحت تطاردهم في العالم و أنشأت لهم سجن جوانتانامو.. كانت فكرة راند كوربوريشن هي احتواء هولاء الشباب في أوطانهم و كرد جميل من جهة و اتقاء شرهم من جهة اخري.. طرحت بريطانيا النموذج التركي علي أن تتم قيادة هذه الجماعات للأخوان المسلمين الذين تعرفهم بريطانيا منذ عقود؛ فبريطاتيا عرفت الإخوان منذ تأسيس مدرس الخط العربي حسن البنا لجماعته الإخوان و استلامه أموال من السفارة البريطانية في القاهرة رغم أنه اختلف معهم و كتب كتابه المعروف (لا إخوان و لا مسلمين) في آخر أيامه.

كان واضحا ان امريكا و بريطانيا ساعدت الإخوان المسلمين للوصول للسلطة في تونس و مصر و ليبيا و سوريا و اليمن و اصطدمت بفشل الإخوان في مصر (بلد المنشأ ) بعد خروج الملايين للشارع..

كما لفظ الشارع التونسي سلوكيات حركة النهضة في تونس و تراجع لصالح القوي الوطنية و الليبرالية.

اما في ليبيا فقد انتهي الإسلام السياسي بعد تصويت الناخب لحزب المشروع التنموي تحالف القوي الوطنية و بعد حرب دامية في إقليم برقة و اصطدامه بالتركيبة القبلية في الجبل الغربي و ما تبقي له إلا المعركة الاخيرة قريبا في طرابلس و الغرب الليبي و التي لن تتأخر.

لم ينجحوا الإخوان في سوريا و اليمن خاصة بعد استعادة النظام لحلب بدعم روسي/ إيراني. و دفع السعودية بثقلها العسكري قبل السياسي في اليمن. اصبح واضحا للعيان فشل مشروع توطين الاسلامويين في المنطقة العربية الي الأبد.

&

ماذا بعد؟

التاريخ يعيد نفسه. و ها هي الجماعات المتطرفة توجه بنادقها من جديد لأوروبا بعد فشل توطينهم عربيا.. فمن نيس الي ميونخ و حتي طوكيو للتتوالي العمليات الاإرهابية من هؤلاء المنتمين للجماعات المتطرفة بعد ظنهم انهم قد تم الضحك عليهم مرة أخري و أن مشروع توطينهم بأيدي قطرية و تركية قد فشل.. خاصة بعد زعزعة الاستقرار في تركيا في حادث الانقلاب الأخير. فتركيا اليوم نفسها أصبحت في حاجة للأمن و ليس زعزعة أمن دول مثل سوريا و ليبيا و غيرها.

ايضا الحليف و المقاول القطري في خطر فمستقبل قطر أيضا علي المحك بعد عداءه لمصر و السعودية و باقي دول العرب منها ليبيا و اذا ما تخلت عنها الحليفة الأمريكية في حالة من حالات البرجماتية الغربية.

أما الأمم المتحدة و مندوبها في ليبيا كوبلر حدث&و لا حرج.&

فحين يتقاضي موظفي الشركات الخاصة&في اوربا و امريكا اموالا طاءلة&و اضعاف ما يتقاضي موظفي القطاع العام&و المؤسسات الدولية.. لذلك تجد موظفي&القطاع العام و الدولي أقل كفاءة و ذكاء.

و هذا هو الشعور الذي انتابني&عند لقائي بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة&السيد كوبلر للمرة الثانية في القاهرة.&لقد بدأ حديثه بمستقبل ليبيا بعد عشر سنوات&و ثروات ليبيا الهائلة من نفط و غاز.. متجنبا&اي وعود في الظرف الحالي لحل الأزمة.

و عندما قلت له انا اوربا و امريكا التي أسقطت الدولة في ليبيا لم تهتم بمئات آلاف من المهجرين خاصة العائلات و النساء و كل همهم هو توطين الإسلام السياسي في ليببيا بغض النظر عن نتائج الانتخابات.

أجاب كوبلر: نعم اتفق معك و لعل كلام الرئيس أوباما كان واضحا حين قال اننا تركنا ليبيا دون خطة لما بعد القذافي اما بالنسبة لدعم الإخوان و الإسلام السياسي هل تستطيع ان تقل لي من غير الإسلام السياسي قادر علي التفاوض مع المليشيات التي تحكم طرابلس الآن؟!

أجبت: اذا تريد لنا أن ننتظر عشر سنوات حتي تأكل المليشيات المسلحة الأخضر و اليابس&و ننتظر حتي ينقلب السحر علي الساحر.

اخيرا اقول ؛ ما لم تغير دول أوربا و أمريكا و ساستها دعمها للإسلام السياسي و المتطرف و هذا ما سيظهر اذا ما وصل المرشح دولاند ترامب الي الييت الابيض.. و الا سيحدث ما نخشاه و هو أن سلسة العمليات الارهابية لن تتوقف خاصة و أن حالة الفوضي المسلحة في ليبيا مستمرة و سيأتي المزيد من السلاح لدول الجوار و الإرهاب الجديد الي أوربا من ليبيا حيث ستتحالف عمليات الإرهاب مع الهجرة الغير شرعية&و ستشكل شكل جديد من الإرهاب و الهجرة.

&ما يمكن أن نطلق عليه (هجرة الإرهاب الي أوربا ).

و لا امل لنا في ليبيا في الخروج من المازق الذي وضع العالم فيه نفسه و وضعنا فيه بقصد أو عن غير قصد الا بعزم جدي حقيقي ناجز للمجتمع الدولي و الليبين خاصة و ذلك بعدة أجرأت قد يكون منها:

منح فرصة لروسيا و الصين للقيام بدور في حل المشكل الليبي وقد يكون بالتفاهم على غرار سوريا وهذا أن حدث سيظهر لنا ان القوى العظمى حسمت امرها بشأن مكافحة الارهاب بشكل جدي و ليس التأرجح بتقديم خطوة و تراجع خطوات.

و علي العالم الانتباه لكذبة الاسلام السياسي و المنظمات التابعة له بختلف المسميات فهي خطر على العالم كله و ليس علي ليبيا فقط.

&كما ان العامل الحاكم و المهم هو المال الارهابي&والدول الداعمة والممولة و الصانعة والحاضنة للارهاب هي الخطر الاكبر على العالم و على الغرب اولا ثم العالم محاصرتها و تجفيف منابع الدعم للإرهاب المالي و الإعلامي.

&الدعوة لتحالف عالمي للتنمية و مكافحة الفقر و الارهاب يجمع دول الشمال مع الجنوب و الاسلام و باقي الديانات.

&مراقبة اعلام و الابتعاد عن التحريض و منع رموز&الفتنة والكذب من الظهور و تسميم عقول الشباب&و منع قنوات الخداع من البث و تجفيف هذه المنابع&الفاسدة و بناء ثقافة أعلام الاخاء والسلم العالمي الحقيقي.

حل المشكل الليبي هو جزء من حل مشكل الإرهاب العالمي و إلا فإن كما قال الإغريق أن من ليبيا سياتي الجديد. سيكون هذه المرة (من ليبيا سياتي الارهاب الجديد).

ليبيا و هي خاصرة أوربا الرخوة كما قيل قديما.