لا تزال قضية الاستشراق و المستشرقين تمثل قضية من القضايا الهامة و المحورية و التي لا نستطيع أن نغض الطرف عنها، أو نتجاهلها. و مازال تختلف حولها الرؤى و التصورات الفكرية بين مؤيد للاستشراق و معارض له. و يجب أن نشير إلي شي مهم أنه لا يختلف اثنان علي أهمية القضايا التي طرحها المستشرقون. و نحن هنا لا نريد عرض سردي تاريخي للاستشراف و نشأتها لأنه موضوع تعرض له الكثير من الباحثين، لكن نريد التركيز علي عرض الجانب الخفي من أفكار و أراء المستشرقين في عدد من القضايا التي تظهر القناع الزائف و الخداع الذي يقوم به هولاء. فهم من خلال عرضهم لتلك القضايا يريدون الطعن في الإسلام و هدم أصوله ووضع الشكوك التي تزعزع العقيدة، و تجعل المسلمون يشكون في دينهم. مما يسبب بلبلة في الآراء و الرؤى تجاه الإسلام و أصوله. ورغم التسليم بحقيقة لا مراء فيها و هي أن الاستشراق لعب دورًا هامًا و حيويًا في تشكيل فكر الغرب عن الإسلام باعتباره المصدر و الينبوع الأساسي الذي استقي منه الغرب معلوماته عن الإسلام و المسلمين. و لذلك لا نجانب الصواب إذا قلنا أن الاستشراق مازال يمثل جزء هام و حيوي من قضية الصراع الحضاري بين العالم الإسلامي و العالم الغربي. و للاستشراق مواقف ايجابية و آخري سلبية. من المواقف الايجابية تحقيق المخطوطات الإسلامية و الحفاظ عليها. لكن من جانبنا نري أن له وجوه قبيحة و سلبيات كثيرة منها الطعن في أصول العقيدة الإسلامية، التشكيك و القدح في القران الكريم، كذلك الطعن في السيرة النبوية و السنة النبوية المطهرة. و لقد انبري معظم المستشرقين للقدح في هذه العناصر من أجل هدم الإسلام و أصوله وزعزعة أصول العقيدة عند المسلمين. من الوجوه القبيحة للاستشراق ارتباطه بالحروب الصليبية، فكثير من الباحثين المهتمين بالدراسات الاستشراقية يربطون بين نشأة الاستشراق و الحروب الصليبية بسبب الإخفاق في تحقيق أهداف هذه الحروب و الفشل في السيطرة علي الشرق و ثرواته، لذا كان من المفيد البحث عن بديل و هذا البديل تمثل في الاستشراق من اجل السيطرة علي عقول الشرق بدلا من الاستعمار العسكري.أيضا من الوجوه القبيحة و الأقنعة الزائفة للاستشراق هو الطعن في القران باعتباره المصدر الأول للتشريع عند المسلمين. و تركزت طعونهم في القران من مختلف جوانبه في لفظه و أحكامه و تلاوته و طريقة تنزيله. و اغلب طعنهم يدور حول أن القران من نسج سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام و هو عبارة عن أحلام ورؤى و أوهام اختلقها سيدنا محمد من خياله. و أنه عكف علي دراسة الشعر لنظم القران، كذلك أنه تعلم هذا من بحيرى الراهب وورقة بن نوفل.كل هذه السموم من أجل التشكيك في القران الذي هو المصدر الأساسي للتشريع عن المسلمين، ولو نجحوا في ذلك تحقق هدفهم في التشكيك في أصل العقيدة. من القضايا التي شكك و طعن فيها أيضا المستشرقين قضية السنة النبوية المطهرة، و من أشهر الشبهات التي أثيرت حول السنة ما أورده المستشرق(جولدتسيهر) حيث زعم هذا المستشرق أن السنة النبوية هي جوهر العادات و أنها تفكير الأمة الإسلامية قديما ووصفها بأنها (العادة المقدسة).كما أن بعض المستشرقين بأن بني أمية أدخلوا في السنة النبوية ماليس منها. و لقد قدح المستشرقون في العقيدة الإسلامية ورأي هولاء و أنها ليست بذاتها بل تأثرت بالمعتقدات الاخري مثل اليهودية و النصرانية.لذا يقول (مونتجمري واط) أن الإسلام بعقيدته عبارة عن إبداع إنساني و نتاج بيئته من حيث الزمان و المكان. كما قالوا أن محمد تأثر بالتقاليد الشركية في الجاهلية. تلك بعض مزاعم المستشرقين و التي تمثل الوجه القبيح لأفكارهم و تمثل أيضا القناع الزائف لتصوراتهم الفكرية و النوايا السيئة التي تريد أن تهدم العقيدة و تزعزعها في نفوس المسلمين.&