كيف يمكن ان تقع عليك كلمة يقذف بها غربي في برنامج وثائقي يبث في قناة اجنبية يقول فيها:" بالتأكيد ليس كل مسلم إرهابي، لكن حتى الآن يبدو كل ارهابي مسلماً"؟
أي تشويه يحمله ارهابيونا لأمتنا؟!
لعل رأس الرهينة الأميركي بول جونسون الذي حفظه ارهابيو الرياض عيسى العوشن وجماعته في ثلاجتهم التي كان اطفال صالح العوفي يسرحون حولها ويترددون عليها، ابرز دليل على التشويه الذي يحمله هؤلاء لحضارتنا وقيمنا، ان كانوا حريصين عليها!
ان جماعات الخطف في العراق هي دليل آخر يجسد هذا التشويه. وبهذه المناسبة فأعود الى مقالي السابق "خاطف خطيفة"، فأقول أن بعض الأصدقاء العراقيين ظنوا أني أسيء الى العراق باتهام ابناءه بأعمال الاختطاف التي تتزايد يوماً بعد آخر على المسرح السياسي والامني في ارض الرافدين، وأقول أني تحدثت عن ما يحدث في العراق وانا اعلم يقيناً انه اصبح مسرحاً لفاعلين غير عراقيين في مقدمهم ابو مصعب الزرقاوي، وهو من كنيته منتسب الى الزرقاء في الاردن، دون ان الغي فاعلية المتطوعين العرب وبخاصة السعوديين منهم، للقتال هنا وهناك في اصقاع المعمورة، وبينها العراق. بل ان الصحف الكويتية تغص هذه الأيام بالحديث عن كويتيين متطوعين للقتال في العراق.
المتطوعين العرب يقاتلون مرة مع الزرقاوي، وأخرى مع الخضراوي، وكل هذه الألوان تقود الى الموت الأسود، هذا الذي يطغى فيعم أجواء المختطِف (بكسر الطاء تكسيراً)، والمختطَف (بفتح الطاء تكسيراً ايضاً)، وأقاربهما وجيرانهما، خلافاً لأجواء العراق كلها وأهلها التي تتلغم بسواد لا علاقة له بعاشوراء ولا بمقتل أبي عبدالله الحسين، لكن له صلة أصيلة وأصلية بأبي عبدالله أسامة بن لادن!
كما أن الملغب العراقي بات مرتعاً خصباً للاعب الايراني والسوري طبقاً لتصريحات رئيس الوزراء العراقي الدكتور اياد علاوي.
والخلاصة ان طعم الموت واحد لدى كل الجنسيات ولا ينسب الخوف والهلع الى جغرافية أبداً، وكذلك فالإرهاب حتى هذه اللحظة ليس له جنسية، بل تطغى عليه الأممية بتميز، لكن انطباعات الافراد والشعوب أفراد لا يمكن ان تخضع للمنطق، واعود لأذكر بأننا كلنا مسؤولين عن تلك الجملة التي لا تزال ترن في أذني"بالتأكيد ليس كل مسلم إرهابي، لكن حتى الآن يبدو كل ارهابي مسلماً"، ويا ساتر سترك!

[email protected]