إيلاف من بغداد: تصاعدت حدة الرفض العراقي والغضب من قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث استدعت الخارجية العراقية السفير الاميركي وسلمته مذكرة احتجاج، فيما هددت فصائل مسلحة بضرب اميركا واسرائيل.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية اليوم انها استدعت السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان احتجاجًا على القرار الذي اتخذته إدارة بلاده امس بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل . وقال المتحدث باسم الوزارة احمد محجوب في بيان تابعته "إيلاف" إن "وزارة الخارجية استدعت السفير الاميركي دوغلاس سيليمان وسلمته مذكرة احتجاج على قرار الرئيس الاميركي بشأن القدس".

ومن جانبها، اكدت رئاسة الوزراء موقف الحكومة العراقية برفض القرار الاميركي الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية اليها. وحذرت الحكومة في بيان صحافي من التداعيات الخطيرة لهذا القرار على استقرار المنطقة والعالم وما يمثله من اجحاف بحقوق الفلسطينيين والعالم العربي والاسلامي والاديان الاخرى. وشددت على ان القدس هي عنوان للتعايش بين جميع الاديان والامم وليس من حق أي دولة مهما بلغت ان تشرعن الاحتلال وتتجاوز على القرارات الاممية وان تمس الحقوق المشروعة لفلسطين.

وطالبت الإدارة الاميركية بالتراجع "عن هذا القرار المجحف لايقاف أي تصعيد خطير يؤدي الى التطرف وخلق اجواء تساعد على الارهاب وزعزعة السلم والاستقرار في العالم". 

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان قد حذر بشدة خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي في بغداد الثلاثاء الماضي من خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية الى المدينة المقدسة، وقال إن الحكومة العراقية ترفض بشدة هذا التوجه وتعبر عن القلق منه .

السيستاني يدين وللصدر يهدد

كما دان المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل .

وقال مكتب السيد السيستاني في النجف إن "القرار الذي اتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل هو مدان ومستنكر وقد اساء الى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين". واضاف ان "القرار لن يغير من حقيقة ان القدس ارض محتلة يجب ان تعود الى سيادة اصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن ولا بد ان تتضافر جهود الامة وتتحد كلمتها في هذا السبيل".

ومن جانبه، هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إسرائيل قائلاً "نستطيع الوصول اليكم عبر سوريا".

واضاف الصدر خلال مؤتمر صحافي في النجف انه الان وحده واذا "وافقت كل الفصائل على مواجهة اسرائيل فأنا مستعد لأن أكون اول جندي وليس اول قائد". واكد انه وفصائل المقاومة "قادرون على الوصول" الى إسرائيل موضحًا انه سيبحث مع الفصائل كيفية الرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

وأضاف الصدر "ادعوا لمظاهرة موحدة في زمان محدد بجميع الدول العربية والإسلامية".. مبيناً أن "هذه خطوة أولية وليست النهاية". وقال "بالنسبة لإسرائيل أريد تذكيرها اننا نستطيع الوصول الى حدودها عن طريق سوريا لذا فلتحذر". ودعا الفصائل العراقية وفصائل المقاومة العربية، لعقد اجتماع طارئ.

وطالب الصدر الحكومة العراقية بإغلاق السفارة الاميركية في بغداد احتجاجًا على قرار الرئيس ترمب.

ودعا الصدر الفلسطينيين الى عدم الرضوخ لقرار جعل القدس عاصمة لإسرائيل بأي صورة من الصور".. مشددًا على ضرورة تفعيل الثورة من جديد في فلسطين والكف عن الصمت .

وطالب الدول الإسلامية والجامعة العربية بتفعيل دورها وعدم الاكتفاء بالاستنكار، "كما عودتنا في السابق بل يجب اتخاذ الفتاوى الجهادية".. مؤكداً بالقول "لا سلام مع دول الشر والاستعمار".

فصائل مسلحة: سنستهدف اسرائيل

هددت حركة النجباء العراقية المسلحة باستهداف القوات الأميركية، وأكد الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي في بيان أن قرار ترمب بشأن القدس مبرر شرعي لاستهداف القوات الأميركية في العراق.

وأضاف أن القرار الأحمق لترمب لجعل القدس عاصمة للصهاينة سيكون شرارة انتفاضة كبرى لإزالة هذا الكيان من جسد الأمةِ الإسلامية". وتأسست حركة النجباء في عام 2013 وتتلقى دعمًا عسكريًا من إيران ويضم هذا الفصيل المنضوي ضمن قوات الحشد الشعبي حوالي 1500 مقاتل.

ومن جهتها، هددت "سرايا السلام" المسلحة التابعة للتيار الصدري اميركا واسرائيل قائلة ""نيران المقتدى التي أذلتكم بالعراق جاهزة لإلتهامكم".

وقالت السرايا في بيان "لا نريد أن نستنكر ونشجب وندين ما تقوم به عدوة الشعوب أميركا وإسرائيل فحسب، بل نريد أن نوجه سهم الحق ليوقظ كل من غرق بغفلته وركن إلى الظالمين بقول او عمل لاسيما حكام العرب وبعض الشعوب العربية والإسلامية التي فرقها الثالوث المشؤوم بأساليبه الملتوية حتى تُركت القدس الحبيبة في مهب رياح الظلام".

وقالت "ها نحن اليوم من ارض علي (ع) الذي قلع حصون خيبرهم بالأمس نعلن بأن نيران المقتدى التي أذلتكم على ارض العراق جاهزة لإلتهامكم في أي شبر من مقدساتنا ونمد أيدينا بأيادي إخوتنا العرب لنكون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص لنحيا أحراراً او نموت ثواراً وستبقى القدس لنا".

ويوجد في العراق حاليا حوالي ستة آلاف جندي أميركي، نشروا في البلاد بعد احتلال تنظيم داعش لثلث مساحة البلاد في عام 2014.

رئيس البرلمان: قرار ترمب يعرقل تحقيق امن واستقرار المنطقة

اما رئيس مجلس النواب اسليم الجبوري فقد اشار الى أن قرار الادارة الاميركية حول القدس يعرقل الجهود الدبلوماسية اتجاه امن واستقرار المنطقة

واضاف في بيان اليوم ان قرار الادارة الاميركية في نقل السفارة الأميركية الى القدس يقوض جهود حل الدولتين .. ودعا الدول العربية والاسلامية الى عقد اجتماع عاجل من اجل اتخاذ موقف موحد اتجاه هذه الأزمة الخطيرة.

واشار الجبوري الى ان المنطقة ليست بحاجة الى ازمة جديدة وعلى الادارة الاميركية اعادة النظر في هذا القرار بما يخدم مصلحة السلم العالمي. 

تحذير للاميركيين في العراق

ومن جهتها، دعت السفارة الاميركية في العراق المواطنين الاميركيين الى توخي الحذر والوعي بالامن الشخصي بعد قرار ترمب .. وقالت في "رسالة أمنية لمواطني الولايات المتحدة" اطلعت "إيلاف" على نصها، "إن الإعلان الأخير بإعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل والخطط الرامية إلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قد يثير احتجاجات بعضها لديها القدرة على ان تصبح على درجة من العنف".

وقالت: "نذكر المواطنين الاميركيين بضرورة الحذر والتوعية بالامن الشخصي ومراجعة خطط الامن الخاصة بهم والبقاء على علم بما يحيط بهم بما في ذلك الاحداث المحلية". وطالبتهم "بالحفاظ على درجة عالية من اليقظة واتخاذ الخطوات المناسبة لتعزيز امنهم الشخصي ومتابعة تعليمات السلطات المحلية".. مشددة عليهم بضرورة تجنب مناطق المظاهرات وممارسة الحذر اذا ما كانوا بالقرب من أي تجمعات كبيرة او احتجاجات او مظاهرات". واشارت الى انه لا يزال هناك خطر كبير من الاختطاف والعنف الارهابي في العراق.

وساد غضب رسمي وشعبي عراقي واسع لقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، حيث انطلقت مسيرات غضب اليوم في وقت اعتبرت الرئاسة والقوى العراقية الاعتراف عاملا سيفاقم التطرف والارهاب. وفي كلمات وبيانات ورسائل رسمية للحكومة العراقية وكبار المسؤولين وقادة القوى السياسية، فقد حذرت من العواقب الوخيمة التي ستشهدها المنطقة والعالم من حروب ونزاعات مسلحة وتفاقم للتطرّف بعد قرار ترمب.