لن أهدر وقتي في كتابة شيء غير مقتنعة به تماماً تشبع قلمي فيما سوف يحرره عن حال المرأة في الشعوب الإسلامية وهل هي حقاً مضطهده أم تثير الشفقة حتى يتسنّى لها نيل مطالبها التي لم تنلها بعد.. العراك بين آدم وحواء والحقوق مازال قائماً ولم ينتصر حتى الآن غير آدم والمجتمع هو من ينصره ويهتك حجج الأنثى ويضعفها بعدما تأملوا في عدة فتاوى مختلقة بأنهن ضعيفات وناقصات عقل ينبغي معاملتهن معاملة القواصر ويكون الذكور قوامون عليهن بالسلطة والمال وتطبق في بعض البيوت هذه المعاملة وينشأ ويترعرع على أن المرأة يجب أن يكون واليها رجل زمام أمورها بيده، لاضرر إن كان صالحاً ذلك الرجل لكن ماذا يا ترى لو كان ظالماً هل ستسير مركبة الحياة بسلام.؟ إن هذا الكائن الحي إنسان من حقه أن يعيش حتى لو لم يكن هناك ضرر إقامة سلطة يعكر صفو حياتها ويهدده مع مزاجية الذكور.
إن الاضطهاد لا يعمم على امرأة واحدة في مجتمع مثل المجتمع السعودي، إن نماء هذا الاضطهاد من قسوة أنظمة بعض العشائر التي تظل تحارب وتهدم هوية المرأة وفي وقت مضى كانت الدولة تتيح استخراج هوية المرأة مستقلة فهناك نساء حتى الآن لا يوجد لديهن هوية وطنية وتمنع حتى الآن من ذويها خوفاً من استقلالها فالذكور يهابون من المرأة المستقلة الواعية المثقفة ولا يفكرون في الارتباط بها لأنها تعرف حقوقها ولا ترضى أن تكون مثلما نشاهد اليوم ممن تذوق العنف بأنواعه والظلم والضرب من زوجها و تظن أن صبرها عبادة ويرضي مجتمعها؟ لا ليس الصبر عبادة وارضاء بل يدفن حياتها ويربي شاكلته ومن بعده على طريقته كي يندثر صوتها في الحياة وتصبح بلا رأي خشيه من الطلاق الذي يلاحق المرأة في مجتمع الذكور، فعار أن تطلب المتزوجة الخلع رغم أنه ليس عاراً في حكم العقل أن تكرم نفسها ولا تقبل الذل، إن هذه الحياة حياة واحدة فهل يُعقل أن يطلبوا منها العيش مع من يعنفها وينظر لها نظرة سيئة جدا لا تستحق البقاء معه دقيقة واحدة! كوني حرة عندما ترين أن متسلطا يدفن حياتك. 
المرأة كلها ومالها لأبيها إن لم يوجد لها أب فلأخيها أو زوجها..... هكذا هي السلسلة التي عقدت على رقبة المرأة باسم الدين المزيف فقد جعلوا فوقها ولي ومحرم وباسم تفسيراتهم الغير ناضجة جعلوها لا تتحرك إلا بأمر منه حتى لو لم يكن هناك أنظمة المسألة باتت بالفكر والاعتقاد أن المرأة حتى لو كبرت تبقى مقيدة لمن تُسلّم السلطة من بعده!؟ على سبيل المثال ابن عمره 18 عاماً يكون مسؤولاً ومتصرفاً بحياة اخته حتى تصل إلى 30 و عن حياة أمه التي أنجبته والولية عليه فالبلوغ فقط يحدد عند الذكور أم الإناث تعتبر فاقدة الأهلية للأبد فمتى يعترف بهذه الإنسانة التي أنجبته؟!
حرمت المرأة في الماضي من التعليم واليوم هَزمت من حاربها وكذلك حاربوها من تعلُّم الرياضة حتى سُمح هذا اليوم التعليم في المدارس واعتمد بدون موافقة ذاك الولي، منعت من قيادة السيارة وغداَ أقرب لها من بعد غد، ستنهض المرأة وتشرق حياتها كما ينبغي على المرأة أن تنهض بنفسها من هذه المجتمعات التي تضطهدها عليها أن تناضل وتأخذ حقها لتخلق حياة جديدة مشرقة لأجيالها القادمة، وتكون قدوة حسنة تبث الوعي لمن حولها، حيث أن تعليمها قوة وعملها يشكل قوة أخرى فهنا نستطيع أن نطمس ذاك المجتمع الذي يقدس الذكورية ونشرق بصبحٍ عليلٍ يكون فيه المجتمع منصفاً لها،
ولتحيا المرأة من جديد.

كاتبة سعودية