شه مال عادل سليم

 في مقالي السابق الأسبوع الماضي، الذي تطرقت فيه إلى المعركة التاريخية التي وقعت بين الدولة العثمانية وحكومة الصفويين في 23 أغسطس 1514 في (جالديران ) والتي انتهت بانتصار القوات العثمانية واحتلالها مدينة (تبريز)عاصمة الدولة الصفوية واستلائها على مناطق كثيرة اخرى منها جزء من ( ارض الكورد ـ موطن الكورد ـ كوردستان )، ونتيجة لهذه الحرب، تجزأت أرض كوردستان لأول مرة في التاريخ وقُسمت بين العثمانيين والصفويين..

عندما ضم العثمانيون معظم اراضي كوردستان بعد معركة (جالديران )، كانت هناك عدة إمارات كوردية لها جيوشها المتكونة من قبائل وعشائر مختلفة، وبسبب الاختلاف المذهبي،من جهة، و سوء تعامل الدولة الصفوية مع الامارات الكوردية من جهة ثانية، انضمت الامارات الكوردية إلى جانب الدولة العثمانية التي اعترفت بسيادة تلك الامارات وساندتها ماديا وعسكريا مقابل مشاركتها إلى جانب الجيش العثماني في معاركها ودفع الضرائب للحكومة العثمانية ...

ان الدول الكولونيالية الإقليمة حاولت منذ الازل ان تبث الفرقة وتزرع بذور الخلافات بين القبائل والعشائر الكوردية، خشية أن تتوحد إماراتهم في دولة قوية واحدة، وعليه نجحت هذه الدول في زرع بذور الخلافات والاقتتال بين ( الاخوة الاعداء ) والتي سهلت القضاء على الامارت الكوردية واحدة تلوة الاخرى منها : (إمارة أردلان )، (إمارة بادينان )،( إمارة بابان)، ( أمارة هكاري ) و ( إمارة بوتان ) والتي انتهت مع سقوطها في عام 1847 حكم أمراء الولايات الكوردية، وبدء مرحلة جديدة في تاريخ الكورد وكوردستان عرفت بـ(مرحلة نضال رجال الدين والتي برزت بثورة (الشيخ عبيد الله النهري)(1 ) عام 1878 .

قاد (الشيخ النهري) من (كوردستان الشمالية والتي اصبحت تابعة لتركيا لاحقأ )، ثورة شعبية ضد العثمانيين والإيرانيين، انتشرت شرارة الثورة في مختلف المدن والمناطق الكوردية واستطاعت قوات ( الشيخ النهري ) السيطرة على أغلب مناطق ومدن شرق كوردستان، وعندما اقتربت من مدينة( تبريز) طلبت إيران مساعدة الحكومتين (الروسية والإنكليزية)، فأرسلت (روسيا )جيشا لمساعدة القوات الإيرانية للقضاء على الثورة الكوردية، وبدعم ومساعدة (روسيا ) استطاعت الجيوش الإيرانية والتركية محاصرة القوات الكوردية من جميع الجهات، واستطاعت السلطات التركية اعتقال (الشيخ النهري) ونفيه عام 1883 إلى المدينة المنورة وتوفي فيها عام 1888.

بعد اخماد ثورة ( الشيخ النهري )، اندلعت ثورة البارزاني الاولى، بعد ان رفض (الشيخ عبد السلام البارزاني )ان يشارك مع الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى، وانتهى التمرد بأسر (الشيخ عبد السلام) واعدمه بعد محاكمته في الموصل عام 1916، وبعد اعدم (الشيخ عبد السلام )، تولى شقيقه (الشيخ احمد البارزاني )قيادة الحركة الكوردية في منطقة بارزان، وفي عام 1932 اندلعت المصادمات الدامية بين البارزانيين وقوات الشرطة والجيش العراقي، استطاعت القوات الحكومية المدعومة من (بريطانيا )بمطاردة البارزانيين وأجبروهم على التراجع والانسحاب إلى الحدود التركية،وانتهى الامر بتسليم ( الشيخ احمد )مع مقاتليه إلى قوات حرس الحدود التركية في تموز نفس العام .

وفي عام 1925 اندلعت شرارة ثورة جديدة عرفت بثورة (الشيخ سعيد بيران)(2 )، الذي قاد حركة مسلحة ضد سلطة الزعيم التركي (كمال أتاتورك)، للمطالبة بحقوق الشعب الكوردي و التي وعدهم بها (أتاتورك) ثم تراجع عنها، تمكن ( الشيخ بيران ) من تحقيق مكاسب عسكرية مهمة بفترة زمنية قصيرة، حيث امتدت المعارك إلى 14 ولاية تمثل معظم الأراضي الكوردية جنوب شرقي تركيا، كما حاصروا مدينة( ديار بكر) الإستراتيجية، لكن قوات أتاتورك فكت الحصار وتمكنت من قمع الحركة بشدة وقسوة.

حاول( الشيخ بيران ) أن ينجو بمقاتليه عبر دعوته لهم للتراجع والانسحاب، لكن القوات التركية أحكمت الطوق حولهم، واعتقلت (الشيخ بيران ) وقادة الحركة أواسط نيسان 1925، وحكمت عليهم بالإعدام، الذي نفذ فيهم يوم 30 أيار عام 1925.

بعد إعدام (الشيخ سعيد بيران )، قام (إسماعيل آغا ابن محمد باشا ابن علي خان) المعروف ب( سمكو الشكاك ) والذي استلم قيادة عشيرة ( شكاك القوية والشهيرة في كوردستان إيران) بعد مقتل والده و هو لم يبلغ من العمر أربعة عشر عاما، قام ( سمكو الشكاك ) بتمرد ضد الحكومة الايرانية استمرلسنوات، وفي عام 1930 استطاعت السلطات الإيرانية في إقناع ( سمكو الشكاك ) بالقدوم إلى مدينة ( أشنوي، والتي تعتبر من أقدم مدن إيران و تقع في الطرف الجنوبي الغربي من محافظة آذربيجان الغربية ) للمفاوضات، وهناك نُصب له كمين واستشهد غدرا، كما فعلت ايران لاحقا مع ( قاسملوا وشرفكندي )(3 ) .

وبعد نكسة معاهدة سيفر الثانية( راجع الجزء الاول من المقال )، اتفق العراق وبريطانيا على اسقاط (مملكة كوردستان وعاصمتها السليمانية، والتي أسسها (الشيخ محمود الحفيد زادة البرزنجي) في كوردستان العراق ما بين تشرين الأول 1922 وحزيران 1924 )، خاض (الشيخ البرزنجي) في عام 1919 معارك كبيرة ضد القوات العراقية والبريطانية منها معركة ( دربندي بازيان ـ مضيق بازيان ـ الواقع على طريق بين كركوك ولواء السليمانية ) وبعد الاشتباكات الدامية تمكنت القوات المهاجمة من اسر ( الشيخ البرزنجي ) وهو جريح، حكم علىيه بالاعدام شنقا حتى الموت، ثم حفف الحكم الى السجن عشر سنوات والنفي الى الهند، وفي عام 1922 سمح له بالعودة الى مدينته، في تشرين الثاني عام 1922 اعلن (الشيخ البرزنجي )نفسه ملكاً على كوردستان، واستمر في كفاحه المسلح ضد الحكومة العراقية حتى تشرين الأول من عام 1926 حينما عقدت الحكومة اتفاقا مع ( الشيخ البرزنجي ) يقضي بأن يغادر هو وأسرته العراق إلى إيران وأن يمتنع عن التدخل في الشؤون السياسية مقابل رد أملاكه إليه. بقي( الشيخ البرزنجي) أربعة أعوام في إيران إلى أن حل صيف عام 1930 الذي نظمت فيه الحكومة العراقية انتخابات في المناطق الكوردية، رفضها الكورد فوقعت اشتباكات مسلحة بين المتظاهرين وقوات من الشرطة العراقية، فرأى( الشيخ البرزنجي) أن الأجواء السياسية والأمنية باتت مهيئة لعودته من إيران وقيادته للعمل المسلح من جديد .

في بداية 1931 قامت الحكومة العراقية بحملة عسكرية كبيرة للقضاء على الثورة الكوردية المسلحة واستمر القتال بينها وبين قوات (الشيخ البرزنجي)، استطاعت القوات العراقية الانتصار على قوات(الشيخ البرزنجي )فانتهت ثورته وسلم نفسه للحكومة في 13 أيار 1931 وفرضت عليه الإقامة الجبرية في المناطق الجنوبية من العراق، وظل مقيما بها حتى نشوب ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941، وفي نفس العام وبموافقة الحكومة العراقية عاد( الشيخ البرزنجي) إلى السليمانية وتوفى عام 1956 .

استمرارا لمحاولة تحقيق حلم الدولة الكوردية المستقلة وبالتزامن مع احتجاجات اندلعت في جنوب شرق تركيا في تشرين الأول 1927، انبثقت (جمهورية آرارات الكوردية المستقلة ) الا انها لم تدم طويلا، فبعد مرور 3 سنوات فقط، تم القضاء عليها .

وفي تموز عام 1923 تم اعلان عن ولادة (جمهورية كوردستان الحمراء ـ قيزل كوردستان، والتي تاسست في (ناغورني كاراباخ )(4 ) الواقعة بين أرمينيا وأذربيجان،، بقرارودعم من رئيس الاتحاد السوفييتي السابق( فلاديمير ألييتش أوليانوف )المعروف بـ (لينين)، شكلت الجمهورية الفتية مؤسساتها الإدارية وسلطتها التشريعية، لم ينعم الكورد في منطقة الحكم الذاتي باذربيجان طويلاً بالمكاسب التي تحققت لهم في عهد( لينين)، بعد ان استغل( جوزيف ستالين ) ابتعاد (لينين )عن الحياة السياسية بسبب سوء حالته الصحية، فقرر المكتب السياسي تشكيل لجنة ترأسها (ستالين)، كانت مهمتها وضع مشروع قرار حول العلاقات بين الجمهوريات الروسية وبين الجمهوريات المستقلة الاخرى، وقد طرحت اللجنة مشروعا يدعو إلى دمج الجمهوريات التي اصبحت ( ذات حكم ذاتي )، وقد عبرت المؤسسات الادارية التابعة لجمهورية كوردستان الحمراء وسلطتها التشريعية عن معارضتها لهذا القرار الستاليني، لكن (ستالين) هددهم بان القرار سوف ينفذ وانه عليهم ان ينصاعوا وينفذوا القرار، وفعلا تم تنفيذ القرار وتمّ ترحيل الكورد إلى الجمهوريات السوفيتية، وتم القضاء على (جمهورية كوردستان الحمراء في عام 1929 ) في سبيل أرضاء تركيا بعد تحسين العلاقات بينهما .

 

و كنتيجة للأزمة الإيرانية الناشئة بين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الامريكية أعلن أكراد إيران بقيادة (القاضي محمد ابن القاضي علي ابن قاسم ابن ميرزا أحمد، المعروف بـ( بيشه وا ) زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني عن ولادة (جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية) سنة 1946 وعاصمتها (مهاباد )على ثلاثين في المئة من أراضي كوردستان الشرقية، الا ان فرحة الشعب الكوردي لم تدُم طويلا، حيث اُسقطت الجمهورية بعد استقلال دام أقل من سنة واحدة، بعد ان تراجعت الدول التي أعلنت عن مساندتها لحماية الكورد وجمهوريتهم كعادتها واصبحت الجمهورية ضحية المؤامرات الدولية و والداخلية . جرت محاكمات عسكرية لقادة الجمهورية وفي مقدتهم رئيس الجمهورية ( القاضي محمد) وشقيقيه وابن عمه،وتم اعدامهم في ساحة ( جوار جرا ـ المشاعل الاربعة ) التي اعلن فيها (القاضي محمد) ولادة الجمهورية الكوردية، سقطت (مهاباد) وتشرد الكورد وتبخر حلم الدولة من جديد .

ولنيل الحقوق القوميه لشعب كوردستان اندلعت شرارة ثورة جديدة عرفت بثورة ايلول والتي تعتبر من( أشهر وأوسع الثورات الكوردية المسلحة ضد النظام العراقي)، والتي اندلعت شرارتها في جبال المنطقة المعروفة محليا بإقليم كوردستان ـ العراق، في ايلول من عام 1961 بقيادة الزعيم الراحل ( الملا مصطفي البارزاني ) لنيل الحقوق القوميه لشعب كوردستان بعد ان قامت معاهدات دولية وقرارات التي صدرت في أروقة مراكز القرارالدولي ومعارك إقليمية ودولية بتجزئة وتقسيم كوردستان .

وعلى إثر إبرام (اتفاق الجزائر)المشؤوم في 6 اذار عام 1975 والذي عقد بين الدكتاتور (صدام حسين) والشاه الإيراني (محمد رضا بهلوي)، وبمباركة كل من الرئيس الجزائري (هواري بومدين) والملك الأردني (الحسين بن طلال)، وباشراف وزير الخارجية الأميركي (هنري كيسنجر) انتكست الثورة الكوردية، بعد ان تنازل الدكتاتور صدام حسين، مقابل هذا الاتفاق، عن عشرات الكيلومترات من أراضي كوردستان العراق الحدودية، وعن قسم كبير من (شط العرب) لإيران الشاه،لغرض القضاء على الثورة الكوردية .

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، تعرض الشعب الكوردستاني في الثمانينات من القرن الماضي الى حملات الإبادة بالاسلحة الكيمياوية في ( حلبجة والانفال )، مرورا بانتكاسة انتفاضة اذار عام 1991 و التي أدت إلى الهجرة المليونية بعد ان رفض الشعب الكوردستاني ان يعش تحت ظلم الطاغية ( صدام حسين ) وحزبه الفاشي، وانتهاءً بنكسة 16 تشرين الاول 2017 التي تعرض لها الإقليم بعد اعلان نتائج الإستفتاء الذي أجراه في يوم 25 أيلول 2017 والذي صوّت فيه نحو 92% من سكان الإقليم بنعم للانفصال بعد 26 عام من الحکم المحلي .

*( اتطرق باختصار في الجزء القادم، إلى إستفتاء إقليم كوردستان وتبعاته ) .

يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الشيخ (عبيد الله بن الشيخ طه النهري) والمعروف بـ(عبيد الله الشمزيني) او (عبيدلله النهري او النيري، نسبة إلى منطقة( نهري) التي ينتسب إليها والتي تقع في (شمزينان ) في حدود( امارة هكاري)، وهو عالم ديني ومرشد للطريقة النقشبندية،ولد في قرية (نهرى ) عام 1247 هجري قمري ) كتب عنه المؤرخ والمستشرق الروسي البروفيسور (ميخائيل سيميونوفيج لازاريف) (مؤرخ التاريخ الكوردي، والعربي) في كتابه (تاريخ كوردستان ) ( لم يكن عبيد الله النيري يتمتع بنفوذ ديني لكونه رئيس الطريقة النقشبندية وحسب، بل كان واحدا من اثرياء الملاكين في كوردستان، فقد كان يمتلك 200 قرية في تركيا وايران على السواء، وكان في ذلك الوقت قائدا دون منازع للكورد في تركيا وايران ايضا )، وتشير المصادر والوثائق البريطانية إلى ان اغلب محصول التبغ في منطقة إمارة (هكاري) كان يعود للشيخ (عبيد الله النهري) وكان يصدر الكثير منها الى اوروبا .

2 ـ الشيخ (سعيد بن محمود بن علي) المعروف بـ( الشيخ سعيد البيران ) مواليد قرية بالو عام 1865م، وهو سليل أسرة دينية نقشبندية، درس الفقه والشريعة الإسلامية، وأصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو عقب وفاة والده وانتقال الزعامة الدينية إليه، هو أبرز زعماء الكورد في تركيا، قبل اعدامه وقف الشيخ سعيد أمام جلاديه و قال : ( إن حياتي تقترب من نهايتها، ولست آسفاً قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي، إننا مسرورون لأن أحفادنا لن يخجلوا منا أمام الأعداء) .

3ـ اغتالت الجمهورية الاسلامية الايرانية الدکتور(عبدالرحمن قاسملو )الزعيم السابق للحزب الديموقراطي الكوردستاني الايراني في 13 يناير 1989 في (فيينا )مع اثنين من رفاقه، كما قامت باغتيال الدكتور( صادق شرفكندي) خَلَف (د. قاسملو) في زعامة الحزب في 17/9/1992 في (برلين) في (مطعم ميكونوس). 

4 ـ كلمة (ناغورني) تعني (جبال أو مرتفعات) أما( قرة باغ) فتعني( الحديقة السوداء )باللغة التركية .

المصادر :

1 ـ A HISTORY OF IRAQ – Charles Tripp

2 ـ كورد وكوردستان ـ للعلامة محمد امين زكي ـ المجلد (الاول والثاني والثالث ) مطبعة دار السلام ( بغداد ) 1350 هـ 1931 م

3 ـ م . س لآزاريف ـ تاريخ كوردستان .

4 ـ الكورد والمسألة الكوردية ـ الدكتور شاكر خصباك ـ منشورات الثقافة الجديدة .

5 ـ منذر الموصلي، الحياة الحزبية في كوردستان .

6ـ فلاديمير ايليتش أوليانوف ـ لينين، مسائل بناء الاشتراكية والشيوعية في الاتحاد السوفيتي موسكو دار التقدم .

7 ـ كردستان ودوامة الحرب ـ الدكتور محمد احسان .

8 ـ سنوات المحنة في كردستان ـ اهم الحوادث السياسية والعسكرية في كردستان والعراق من 1958 الى 1980 ـ المحامي شكيب عقراوي

9 ـ حنا بطاطو ـ العراق، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية، الكتاب الاول .

10 ـ لازاريف، المسألة الكردية (1917-1923). .

11 ـ لقاء الكاتب مع سكرتير الحزب الشيوعي العراقي السابق الراحل ( عزيز محمد ) ـ 2016 .

12 ـ ملحق مذكراتي (الشاعر الوطني الكوردي الكبير احمد دلزار ـ الجزء الاول ـ والثاني ) .

13 ـ خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان للمؤرخ محمد أمين زكي (1880 – 1948)

14 ـ البارزاني والحركة التحررية الكردية ـ الجزء الاول ـ مسعود البارزني