أحلام أكرم 

ما سأكتبه اليوم هو رأيي الخاص, والقائم على تحليل موضوعي عن خطوات المملكة السعودية, المفاجئة والجديدة على الإنسان العربي . ولا أتوخى سوى التحليل الدي يهدف لمصلحة الإنسان العربي, لمساعدته على شيء من التفاؤل . أعلم مسبقا بأن هناك الكثير من المعارضين . ولكن دعنا نكسر الجمود الدي غلف عقولنا وأغلق قلوبنا .. 

الحقيقة الأولى .. كلنا يعرف خطر الأفكار السلفية على جميع المجتمعات العربية. وكلنا يعرف بأن الكثير من أموال النفط العربي مولت مدارسها بقصد أو بدون . وإستفاقت على خطورة هدا الفكر عليها في الداخل وعلى العالم اجمع ..

الحقيقة الثانية .. نعرف أن الفساد موجود في كل الأنظمة العربية . وفي السعودية أيضا . ولكن أليس القيام بعمل ما لوقفه, مهما كان أفضل من عمل لا شيء ؟؟ ومن يدري فربما تكون خطوة المملكة بداية لخطوات مماثلة في دول عربية أخرى ؟؟ لمادا لا ننظر إلى الجزء الإيجابي من هده الخطوة ونشجعه بالعقل والمنطق فربما تتبعها خطوات أخرى لما نأمل فيه؟؟؟ 

الحقيقة الثالثة .. صداقة ملوك وأمراء الخليج مع صناع القرار السياسي في الدول الغربية جعلتهم يتفهموا أولولية ترابط المصالح في هدا العالم .. وأيضا بأن مسؤوليتهم عن دول الجوار, في حدود معونات إنسانية ولم ’يقصروا فيها !!!! أما المسؤولية السياسية فالجميع أصبح ينأى بنفسة عن مشاكل الاخر .. و’يعطي الأولوية لمصالحه ... 

سيدي القارىء ..

لنكن صادقين مع انفسنا .. هل الوضع في لبنان مع سيطرة حزب الله الدي أكد مرارا على تبعيته المطلقة لإيران .. وضع حكومي طبيعي يخدم مصلحة المواطن اللبناني ؟؟؟ هل وجود حكومة موازية (في الظل ) تمتلك ( على دمة أحد الصحفيين ) ""25 ألف مُقاتل من الأشداء، و150 ألف صاروخ، ويَنتمي إلى منَظومةٍ سياسيّةٍ وعَسكريّةٍ إقليميّةٍ قويّة؟"" بمعني جيش موازي لجيش الدولة بل ويتفوق عليه. هل الإحتلال الإسرائيلي وحده المسؤول عن توفير الحاضنة للحزب ؟؟؟؟ بموضوعية وصدق , الإحتلال الإسرائيلي هو أحد الأسباب التي وفرت الشعبية للحزب . ولكن الحزب نفسة مسؤول أيضا عن دخول القوات الإسرائيلية للجنوب .. الحقيقة التي أؤمن بها . أن السبب الرئيسي لوجود حزب الله, أن هناك 40% من اللبنانيون الشيعة حرموا من حقوقهم المتكافئة مع الأقليات الأخرى. إنعدام العدالة والمساوة بين المواطنين أنفسهم ما بين سني وشيعي ومسيحي ودرزي وعدم وجود قانون واحد يعلو على المداهب أدى لإنعدام المواطنة. ويبقى السؤال .. كم كانت كلف التخلص من الإحتلال ؟؟ وهل ’يعتبر نصرا موت أي طفل .. وتدمير البنية التحتية ؟؟؟ والأهم أليس هناك الآن , أصوات لبنانية من معتنقي المدهب الشيعي, رفضت علنا جعل الطائفة الشيعية رهينة خيارات حزب الله, ومشروعة الإقليمي لخدمة أطماع إيران في الهيمنة على المنطقة ؟؟؟ حزب الله عمل على إضعاف الدولة اللبنانية بإستراتيجية مؤكدة ومعروفة .. فتحت المجال لإيران لتواجد فعلي على أرض عربية ووسط المنطقة العربية. ألم يتهم زعيم تيار المستقبل سعد الحريري في بيانه الصادر عن مكتبه , الحزب بتوريط لبنان في الحرب السورية ؟؟؟ خاصة وأن الحزب أنشأ مكاتب له في اللادقية ؟؟

خبر إحتجاز الرئيس سعد الحريري لم يتاكد بعد ؟؟ وقد يكون الإحتجاز خوفا على سلامته من الأعاصير المتوقعة على لبنان. خاصة وبعد إتهامه المباشر للحزب بتهديدة بالإغتيال . وربما سبب إحتجازه تهمه تتعلق بالفساد ؟؟؟ فهو مواطن سعودي أيضا . وحسب ما قرأته مؤخرا فإن ولي العهد السعودي لن يستثني أحدا !!!! أما إدا تأكد خبر الإحتجاز القسري لأي من السببين .. فإن الدول الغربية ملت مما يحدث في المنطقة . ولن تتحرك لتفعيل إتفاقيات فينا إلا بالإثباتات الفعلية, وقد تموهها حفاظا على مصالحها؟؟ أما إدا ثبت تورط أي من شركاته بعلاقات مالية فاسدة . فلن ’تحرك ساكنا لأنه مواطن سعودي ويخضع للأحكام السعودية !! وأتمنى أن تتعامل معه السلطات كضيف لفترة مؤقته لحين إتضاح الأمور مع إيران ..

ما فعلته السعودية , إندار الحكومة اللبنانية, بأن عليها الخيار ما بين حزب الله الموالي لإيران. ومعوناتها التي تسند الإقتصاد اللبناني . والخيار للأولوية متروكه للحزب . إن تغلبت مصلحة لبنان كدولة وشعب.. بما يعني التنازل عن السلطة, وعن المعدات الحربية التي يمتلكها للجيش اللبناني. فوحده المنوط بحماية الشعب والدولة ؟؟؟ أم سي’غلب ولائة لإيران على مصالح كل اللبنانيين ؟؟؟ وفي هده الحالة سي’عرض كل المنطقة العربية للخطر. الأمر الدي ستستغله إسرائيل في ضربة عسكرية قوية على لبنان وربما غزة إن لم يتم الإتفاق الفلسطيني بالكامل ؟؟؟؟؟

نعم هناك فراغا سياسيا في المنطقة ..فمصر قلب المنطقة النابض . ’مثقله بأعباء إقتصادية داخلية . تحارب على ثلاث جبهات للبقاء كدولة على الخريطة الدولية.. الأمر الدي قد ’يشجع السعودية على ملىء هدا الفراغ .. وإن كنت أؤمن بأنه لا يمكن للمنطقة العربية الحياة بدون الثقل المصري . و قد تكون الإصلاحات بداية جيدة لتعاون أوثق بين الدولتين ؟؟؟ بتنمية خلاقة ومستدامة تضمن للإنسان العربي الحياة الكريمة, تعمل على إحياء الإنسان العربي, وفق معايير جديدة تنتمي للقرن الحادي والعشرون .. بأيدلوجية بديلة غير متشددة, تعي العالم من حولها وتتفهم المتغيرات الدولية التي لم يعد فيها مكان للدولة الدينية ....

التهديدات الإيرانية واقع. يؤكدها وجود ميليشياتها في أكثر من موقع سواء في العراق – سورية ثم اليمن . التهديد الصاروخي من الحوثيين بإيعاز من إيران , ليس إلا إستعراض عضلات بأن إيران موجودة وقادرة على ضربها .. علينا أن لا ننسى بأن هناك ثأرين للدولة الإيرانية .. الأول إنتصار العرب, ومن السعودية بالتحديد على الإمبراطورية الفارسية في معركة دي قار. التي لم ولن ينساها النظام , لأنها ضربت عزتهم وإعتقادهم بتفوقهم الحضاري .. ثم الضربة الثانية في حرب الثماني سنوات التي شنها صدام حسين, وإستنزف قدراتها العسكرية والإقتصادية ؟؟؟؟؟ ومن يدري . فربما تدخلاتها العسكرية في المنطقة العربية والتي أصبحت عبء على مواطنها, تحيي المعارضة المكتومة ضد النظام .. وهو ما نجحت الحكومة على إخراسها في السابق ؟؟؟

أؤكد وأتمنى أن ’تحل كل المشاكل بين الدولتين , بدون الدخول الفعلي في حرب لن يكون فيها أي منتصر. وسيدفع ثمنها الشعب الإيراني والسعودي .. والمنطقة العربية بأسرها .

وسيكون المستفيد الأول والوحيد إسرائيل .. وأميركا التي تعمل على إستنزاف موارد المنطقة العربية من اجل رخاء مواطنها ؟؟؟

أنا واثقة بأن السعودية لا تريد خوض معركة عسكرية. ولكنها تسعى لتحجيم النظام الإيراني . الضربة الوحيدة التي قد تؤتي ثمارها بتحجيم إيران. مساعدات من الدول النفطية لتنمية إقتصاد المنطقة. لي’سقط الإنسان العربي خيار الإنضمام إلى ميليشيات إيران أو ميليشيات داعش ؟؟؟ . ومساعدة المسلم والمسيحي والسني والشيعي والبهائي بالقبول بالإختلاف وبالمواطنة . وأن العدالة والمساواة هما القيمتان الأساسيتان لحفظ كرامته ..

الوجود الداعشي ليس على الأرض فقط . بل بالفكر المتشدد .. والدي تغديه إيران من خلال الفقه الديني والدولة الدينية . الإصلاح الأول الدي عمل ولي العهد السعودي على نزع جدورة.

سيدي القارىء .. ستقول بأنني سادجة . وأنا أفضل أن أبقى سادجة .. وأبني احلامي على الإيجابيات مهما كانت صغيرة .. لأن السلبيات شلتنا لعقود توالت فقدنا فيها الإنسان والأرض والإحترام الدولي .