أتوقف حائرة أمام من قال أن الدين الإسلامي واحد. ولا يوجد فيه اعتدال . 

الرسول عليه الصلاة والسلام قد نهى عن الغلو في الدين فهنا دليل قاطع أنه كان فيه غلو المنتهي بالتشدد الذي يقتل صاحبه ونستخرج منه أن وجوب الاعتدال حتى يموت التطرّف الديني وتندثر ويحل السلام في البلدان . 

إن المتشددين قتلوا حياتنا ببطء بعد تحريم أمور لم تكن موجودة في مواقيت الرسول عليه الصلاة والسلام حتى تصدر فتوى شرعية وليس لذلك سوى تفسير واحدٍ أنَّ ثورة الغلو في عقل المسلم قد فاضت في تكميم كل شيء إلا ما هو حسب الضوابط الشرعية المشددة فقد حرمت أمورا منها خلوة الاب بابنته والسفر إلى دولة و و و ... إلخ". إنه لمفهوم يعجز المسلم أن يتقبله. والنفور من قالب التشدد أمر لابد له. فكيف يكون ذلك؟!

‏إن المتشددين يحاولون أن يتبوؤا المنابر ولو كشفنا عن بعضهم لوجدنا أن تاريخه جداً فاسد إلا إنه تاب والتحق بأحد دور حلقات تحفيظ القرآن وأصبح داعية شيئاً فشيئًا فيتحول شيخًا ومن ثم يلبسه طلابه بشت مشيخة الإفتاء ثم يتأهل ليصبح فضيلة الشيخ المتشدد جداً. وأعيد وأسْتفتي قلمي كيف لهذا الطالب غير المتعلم أن يكون شيخاً يفتي للناس بقلب كل شيء إلى محرم ولا يجوز ؟!

أنا لا أسخر من ديني ولكن أودُّ أن أطهر ديننا من تلك الفئة التي شوهت تصرفات المسلمين فقد كانت مقاعدهم في المقدمة وتحديدًا في الصف الأول حقاً إنه لأمر مخجل عندما يأتي واحد منهم باكتشافٍ أو فتوى!! وتفكر في كيفية اعتقال المسلم بضوابطهم ويدور في فلكهم الممتلئ بالجهل وشح العلم، فقد حرموا على المرأة اشياء كثيرة كقيادة السيارة في هذه البقعة والسبب اكتشاف غير مبني على أدلة علمية بل هو من باب التضيق على المرأة وجعل الحبل الذي في يد الرجل معلقا في رقبتها، فهل المرأة حيوان لتكون عربة الناقلة أو حسب ما وصفوها بأنها وعاء للذكر ولتربية أبنائها؟ فالذكر كالأنثى والله لم يورث السلطة إلى الذكر لكي يتحكم فيها بصكوك كما يفتي بها المتشددون أنها من الشرع، وإنما هي بدعة اختلقها قراصنة الدين الذين أرعبوا الناس وشرنقوا المرأة بالسواد لعدم الإعلان عن هزيمة شهواتهم وعدم استطاعتهم التعامل مع المرأة لشدة شهوتهم فهذه المقولة تصف ما وددت ذكره "التدين القوي نوع من الشهوة الافتراسية. إن المتدينين جداً شهوانيون جداً. وإن من يفقدون الشهوة، لو كان هذا يحدث، سيفقدون الرغبة في التدين" ! 

‏من صور التشدد إن التبرعات الناجمة عن بعض حلقات التحفيظ التي ينادي بها الدعاة لم تسلك مسارها الصحيح فلم تذهب لإطعام مسكين أو لقمة في فم فقير وإنما ذهبت إلى جيب البعض كربح من هذه التبرعات بحجة العاملين عليها فأصبحوا أغنياء من هذه الحصص التي يتقاسمونها فيما بينهم وربما تذهب إلى عمليات مشبوهة منتمية مع الجماعات المغضوب عليها من الإسلام والمسلمين كجماعة الإخوان الإرهابية. والحمد لله تم تنظيم هذه الدوائر وحصرت التبرعات تحت انظار الحكومة لردم مستنقعات الإرهاب، ولكن بقي الأهم وهو التطرف الفكري الذي يفرق في عقول طلبة هذه الحلقات وكأنه يدخل سليمًا بنية سليمة لحفظ كتاب الله ويخرج متطرفًا مع تأثير الملقنين بالتحريض ممن لا يحملون الكفء والشهادة بتعليم القرآن لأن أهدافهم غير نبيلة كالتحريض على الغرب ومخالفة اتجاه الدولة التي تنادي بالتعايش مع الأديان و الاعتدال في الدين. 

 والحل مع هذه الدوائر المغلقة أن تُغلق وتُضم إلى مدارس وزارة التعليم لتكون هي المسؤولة عن تعليم القران ونشأة الطلبة.

‏هيا بنا للعودة إلى الحياة الطبيعية التي كنا نعيش فيها في السابق ضمن مفهوم الدين المعتدل دون أن تسجن حرية أحد وليسوا أوصياء على الخلق والله خالقهم وهو فقط من يحسابهم ولم يجعل الله من البشر أوصياء على بشر .

كاتبة سعودية