حق الاقوى في الحكم والقرار ( المرادف لترسيخ قانون شريعة الغاب , وهو مايتم تطبيقة اليوم على شعب إقليم كوردستان ) : ـ 

ان واقع منطقة الشرق الاوسط بدلالاته العميقة ظل يتحكم بالدور الأمريكي بصفته الابرز والاهم دوليأ , فبرغم التظاهر بمساعدة الشعوب في المنطقة , ادت التدخلات الامريكية عسكريا وسياسيا الى ايذاء الشعوب العربية خاصة واضعاف دورها في اسقاط الانظمة الشمولية في الشرق الاوسط , لانها كانت تنظلق ولاتزال من تقدير يقول : ( ان حاكما عربيا ضعيفا ومعزولا ومطيعا يخدم المصالح الأمريكية خير من بديل غير معروف وغير مسيطر عليه ) ولا ترضى عنه امريكا , هذا فضلا عمَا يتيحه بقاء حاكم مطيع لامريكا في السلطة من امكانيات لاستخدام نزعاته العدوانية وطيشه وغروره الاعمى , لتعزيز الوجود الامريكي في الشرق الاوسط , واستنزاف دول المنطقة بتحميلها نفقات هذا الوجود ,وتسديد الاثمان الباهضة بمليارات الدولارات للاسلحة الامريكية التي تفرض عليها , كما فعل صدام حسين وحسني مبارك وعلي عبدلله صالح و الاسد واخرين ) .

وهنا سؤال مهم وجوهري لابد من طرحه وهو : هل يستيطع احد ان ينكر دور زمرة )احمد حسن البكر ـ صدام حسين (, في التعامل مع المخابرات البريطانية والامريكية في قمع الشعب العراقي وقواه المناضلة , وهل لنا ان ننكر دور الدول العربية وحكامها في خدمة مصالح الغرب وفي مقدمتها مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الاوسط ؟ اترك الجواب والحكم لقرائي الاكارم .

تركيا وايران أكثر حرصا من العراق نفسه على وحدة أراضيه : 

سعت تركيا منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي بكل الطرق والوسائل إلى إدامة حالة الصراع الداخلي في كوردستان , وعملت بلا كلل من اجل عرقلة تحقيق المصالحة الكوردستانية الحقيقية بين( الاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة جلال طالباني والديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني ), واعدت الطبخات المتنوعة لهذا الغرض الخبيث , وان تقسيم الإقليم الى ادارتين (واحدة في هه ولير وأخرى في السليمانية ), وفرت ارضية خصبة للتدخلات الإقليمية , لاسيما العسكرية التركية التي استغلت حالة عدم الإستقراروالإقتتال المدمر بين ( الاخوة الاعداء ) , لابراز دورها التخريبي ومواصلة تواجدها العسكري شبه الدائم منذ بداية التسعينات الى يومنا هذا , بغية تحقيق توجهاتها واهدافها التوسعية وفرض هيمنتها وعدائها للحقوق القومية للشعب الكوردي داخل وخارج حدودها . 

كما سعت تركيا لافشال التجربة الكوردستانية بمختلف السبل , اضافة الى عدوانها المستمر على القرى الكوردستانية المسالمة في (إقليم كوردستان ـ جنوب كوردستان )وقصفها الوحشي المستمر لتك القرى وحرق بساتينها ومزاعها وتشريد سكانها بحجج واهية , وتدخلاتها العسكرية السافرة في سوريا , فهي التي ساعدت ولا تزال تساعد المجموعات الإرهابية وتعالج الإرهابيين في مستشفياتها وتدعمهم مادياً ومعنوياً ( راجع التقارير الدولية الموثوقة حول تورط تركيا في دعم داعش والارهاب في المنطقة ) , وذلك في سبيل إضعاف الكيان المتشكّل في (روج أفا)، غرب كوردستان، والقضاء عليه لأسباب يعرفها الجميع , مستغلة الظروف التي تقف خلالها (الادارة الامريكية) , بكل ثقلها , وراء الدعم اللامحدود لجرائم حكام تركيا بحق شعبه وشعوب المنطقة .كما نجد هنا انه من المهم أيضاً أن نُذكّر القارئ الكريم بما جاء في تقرير الباحث (مايكل روبين) حول (الوهم القائل، بأن أردوغان يريد أن يحارب الإرهاب) حيث جاء في التقرير المذكور : (أنه أصبح هناك اجماع دولي واسع على أن تركيا تعرقل الحرب على الإرهاب في المنطقة ، وأن الأمر لا يتعلق فقط بأن تركيا تسمح بعبور مقاتلين من أكثر من 100 دولة عبر أراضيها إلى سوريا والعراق، فإلقاء اللوم على ضعف الأمن على الحدود لم يمنع تصوير الصحفيين لأجهزة المخابرات التركية وهى تدعم داعش وتقدم له الإمدادا) .

(المتسلطن أردوغان ) يشكل خطرا على العراق وإقليم كوردستان والمنطقة :

ان شبح إستفتاء أنفصال كوردستان بدأ يطارد تركيا التي تخشى انبثاق دولة كوردية على حدودها, ( وان تاكيدات القيادة السياسية الكوردية المتمثلة بالسيد مسعود البارزاني ) بان (إجراء الإستفتاء لن يكون بمثابة التهديد لتركيا , اضافة الى ان الإقليم اظهر حسن النية خلال 26 عاماً من الحكم الكوردي شبه المستقل تجاه الدول الإقليمية وخاصة تركيا , كما اثبت الإقليم فعليا بانه لا يساعد ولايساند الحركة الكوردية المعارضة في تركيا , ولا يرغب في وجود قواعد للاحزاب المعارضة لتركيا وايران في الإقليم ) , والنقطة الاهم : ان الإقليم ليس فقط لم يمانع في قيام تركيا بعمليات عسكرية منتظمة داخل كوردستان ضد قوات الحزب العمال الكوردستاني , وانما تعاون مع تركيا على ضبظ الحدود لاحتواء النشاط الحزب العمال الكوردستاني , بالضبط كما كانت الحكومتان العراقية والتركية تتعاونان على ضبط الحدود في الثمانينات من القرن الماضي ), اضافة الى (الوجود والتغلغل العسكري والاستخباراتي التركي في إقليم كوردستان منذ عام 1991 )( 1) ولحد كتابة هذه الكلمات , بالرغم من المطالبة بإنهاء الوجود التركي على أراضي الاقليم والمتمثل ب(20 قاعدة عسكرية ومقر أمني استخباراتي تركي) من قبل برلمان العراق وبرلمان الإقليم اللتان قدمتا في وقت سابق مذكرة رسمية مطالبة بإغلاق القواعد التركية في العراق والإقليم , ولكن دون جدوى , ان كل هذه التطمينات الكوردية لم تؤثر اطلاقأ باتجاه تهدئة تركيا وازالة مخاوفها الجدية لإقامة دولة كوردية على حدودها كامر واقع ( De Facto ) , وعليه حصل تقارب وتعاون عسكري اقليمي بين ( ايران و تركيا و العراق والذي حظى بدعم اوروبي وأمريكي كبير وواضحلمواجهة (خطر الإستفتاء الكوردستاني وتبعاته قولا وفعلا ) , باعتبار ان المسألة الكوردية في الإقليم تتجاوز حدود العراق , وتؤثر في أوضاع عدد من الدول الجوار منها (ايران وتركيا وسوريا ),و تحسبا لوقوع ما لا يحمد عقباه ,انطلقت مناورات عسكرية (عراقية ـ تركية ) من جهة و(عراقية ـ ايرانية) من جهة ثانية في 18 أيلول 2017 ، على حدود إقليم كوردستان ضمن الاجراءت العقابيةالمفروضة على إقليم كوردستان لاأتخاذ موقف ( عراقي ـ إقليمي ) صارم وموحد لغرض درء الخطر الكوردي المتمثل بالإستفتاء واعلان الانفصال عن العراق.

*( اتطرق باختصار في الجزء القادم ,إلى تكملة موقف تركيا من الإستفتاء, و اسباب تهديدات طهران لإقليم كوردستان, والعوامل الدولية وتاثيراتها السلبية على إستفتاء إقليم كوردستان) .

يتبع

—-

 

1 ـ ان لتركيا اكثر من( 20) قاعدة عسكرية واستخبارتية في اقليم كوردسان منها : قاعدة بامرني ,والتي تعتبر من أكبر القواعد التركية في الإقليم ، وهي قاعدة لوجستية عسكرية ضخمة تحمل مهبط طيران وعشرات الدبابات والمدرعات الحربية الثقيلة, 2 ـ قاعدة بعشيقة والتي تقع في منطقة ( زيلكا ) قرب جبل مقلوب في قضاء بعشيقة , تعتبر ثاني أكبر قاعدة عسكرية تركية ,أنشأت في 1995، تم تعزيزها بالجنود والعتاد العسكري الكامل والطائرات والمدافع في عام 2015 بحجة محاربة داعش , 3 ـ قاعدة (بيروخي) الواقعة في ناحية كاني ماسي , 4 ـ قاعدة (كري بي) الواقعة في ناحية (باطوفة )بقضاء زاخو , 5 ـ قاعدة (سنكي)، 6 ـ قاعدة (مجمع بيكوفا)، 7 ـ قاعدة( وادي زاخو) ، 8 ـ قاعدة (سيري)، 9 ـ قاعدة (سيري في شيلادزي)، 10 ـ قاعدة( كويكي)، 11 ـ قاعدة (قمري برواري)، 12 ـ قاعدة (كوخي سبي)، 13 ـ قاعدة (دريي دواتيا)، 14 ـ قاعدة (جبل سرزيري)، 15 ـ قاعدة( بابشتيان )، 16 ـ قاعدة( قلاجولان ), 17ـ مقر الأمن و الاستخبارات التركية ( ميت) في مركز قضاء العمادية, 18 ـ مقر الأمن والاستخبارات في مركز مدينة( باطوفان) , 19 ـ مقر الأمن في مركز مدينة (زاخو) , 20 ـ مقر الأمن والاستخبارات التركية (ميت) في مركز مدينة (دهوك في حي كري باسي ) , اضافة الى مكاتب وملاحق استخباراتية سرية كثيرة اخرى , و حسب تصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية العراقية النيابية السيد (عبد الباري زيباري) ان هذه القواعد التركية التي وجدت لمطاردة عناصر حزب العمال الكوردستاني (كان ضمن اتفاق شفهي مع النظام العراقي البائد) ، بينما يقول الأتراك إن الاتفاق كان ضمن اتفاق مكتوب، و(بعد المتابعة والتدقيق والبحث) لم تعثر اللجنة المذكورة على أي وثيقة في الخارجية العراقية وفي غيرها من المؤسسات المعنية تشير إلى وجود مثل هذا الاتفاق الخطي ، وبالتالي فإن وجود القوات التركية وقواعدها في إقليم كردستان ليس شرعيأ وتعتبر بقاءها خرق وانتهاك لسيادة العراق .