الثورة السورية هي مليون معتقل ومفقود وضحية، هي 12مليون مهجر ونازح، دمرت مدنهم وقراهم 50% من مدن سورية وقراها مدمرة. الثورة السورية هي الاحتلال الروسي والإيراني والاسدي والامريكي والتركي. الثورة السورية، دخلت كل بيت. غيرت السوريين، جعلت كل سوري صوت. الثورة السورية مستمرة مادام هنالك مهجر واحد ومعتقل واحد. مادام هنالك دول تتقاسم لحم أطفالنا. 
لانها ثورة على الاسدية أراد الروسي والإيراني والامريكي والتركي احتلالها. لان الاسدية هي وجه هذا العالم، كما القاعدة ومشتقاتها قفاه.
***
وانا اكتب هذه المادة يستمر الهمجي الروسي بقصف سراقب بالنابالم، منذ أسبوعين تقريبا، والفاشي بوتين يجرب أسلحته في أطفالنا في سراقب والغوطة، والأتراك يقصفون عفرين.
انه تفلت الهمجية الدولية ضد الثورة السورية.
سراقب جزء من روح الثورة، سراقب التي خرجت عن بكرة ابيها ضد الأسد، خرجت أيضا ضد مخلفات النظام العالمي جبهة النصرة. سراقب تدفع ثمن المطالبة بحريتها. سراقب مثلها حمص ودرايا وغيرها. حماة التي أخرجت اكبر تظاهرة ضد الأسد في 1.7.2011، حماة التي تمر البارحة ذكرى مجزرة الأسد الاب فيها، بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا، وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة. 
سراقب التي تعيش اليوم ابشع عدوان مدينة صغيرة امام جحافل القتل البوتيني الاسدي.
***
تزامن هذا التصعيد ضد سراقب وادلب عموما، مع دخول" الجيش الوطني السوري" الذي شكله اردوغان لمهاجمة عفرين، المدينة الكردية السورية. التي تعتبر من اهم مقرات حزب العمال الكوردستاني التركي وفرعه السوري البي دي. مما جعل المراقبون يقولون: انها صفقة تركية روسية عفرين مقابل ادلب. هذا يحلينا للحديث عن الموقف التركي وصراعه مع البي كي كي.
اريد ان اثبت نقطة هنا بداية، لولا الوجود الأمريكي في الجزيرة السورية، وبات يغطي قوات البي كي كي هناك، التي قاتلت داعش، لما تدخل اردوغان في عفرين. 
***
البي كي كي كما قلت في اكثر من مادة، يحتاج من سورية ان تغطيه في قتاله ضد تركيا. وقلت في مواد سابقة، اما ان تكون هنالك سلطة مركزية قوية في دمشق تغطيه، او تغطيه أمريكا او روسيا في سورية. من الواضح ان روسيا انسحبت من هذه التغطية في عفرين، لانها "مو جايبه همها " بالنسبة لروسيا. والأسد هزيل لم يعد في وضع يستطيع فيها حماية ما تبقى لديه من عسكر. الان الأسد والبي كي كي موجودان في الجزيرة تحت الاشراف الأمريكي. الخوف التركي من الغطاء الأمريكي، جعله يقوم بهذه الصفقة المشينة. عفرين مقابل ادلب. للأسف استخدم فيها سوريين، وكان موقف الائتلاف السوري مشين أيضا، مع جماعة اخوان سورية. 
الخوف التركي عالجه الأمريكي بان سمح للاتراك بالقدوم الى عفرين. تبقى تركيا خيار افضل بالنسبة لامريكا، من دخول روسيا وايران على عفرين. المحصلة الان، سواء اجتاحت تركيا عفرين ام بقيت محاصرة لها، فتركيا لن تخرج من سورية، مثلها مثل روسيا وايران وامريكا. الأسد باع كل هؤلاء ما ورثة عن ابيه!!!
***
هنالك مسألة كردية في تركيا لم تحل بشكل جذري وعادل، رغم كل الاجراءات التي قام بها حزب التنمية والعدالة التركي في هذا السياق. حيث بات الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني ممثلا في البرلمان التركي. بات هنالك قنوات كردية تركية، وتعليم باللغة الكردية. والاهم تنمية بعض المناطق الكردية التي كانت مهملة كليا من قبل الحكومات التركية السابقة. بمحصلة القول الصراع بين حكومة انقرة والبي كي كي يجب ان يحل في تركيا لا في سورية. 
***
مشروع اردوغان الرئاسي كان له دورا في تغيير السياسة التركية في التعامل مع الملف السوري. التي ساهمت على مستوى الحكومة، في تشتيت المستوى السياسي والعسكري للثورة السورية، من خلال خياراتها الخاطئة. على الرغم ان ما قدمته تركيا وشعبها للشعب السوري المهجر، إنسانيا موقف لم تقدمه اية دولة أخرى في العالم. اندراج اردوغان في الملف السوري الان، من خلال الحلف الإيراني الروسي من جهة، والتوافق مع الامريكان من جهة أخرى، رغم ما يبدو ان هنالك صراعا أمريكيا تركيا على المستوى الإعلامي. هذا ما أكده التصريح الأخير للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي حمل ملف ادانة تركيا لهجومها على عفرين لمجلس الامن وباء بالفشل، بأن قال لاردوغان في هذا التصريح: لا يجب ان يكون الهجوم على عفرين مدخلا لاحتلال حلب!! جعل المشروع التركي بعيدا عن دعم حلم السوريين بالحرية.
ثلاثة ملايين من المهجرين السوريين على يد الأسد وايران وروسيا تحتضنهم تركيا، وتقدم لهم كل الإمكانيات المتاحة. مع ذلك ما كان لاردوغان ان يزج السوريين في معركته، ضد عفرين. مما زاد في الشرخ في سورية بين الكرد خاصة المؤيدين للبي كي كي وفرعه السوري وبين بعض العربالسوريين. 
***
هذا الشرخ وصل الى حد مهول من تفعيل الكراهية، خاصة بعد حادثة مقتل الفتاة الكردية، والتعرض لجثتها من قبل مقاتلين في صفوف اردوغان. هذا الكراهية تصب في مصلحة البي كي كي واردوغان والأسد. هل فعلا لم يكن امام اردوغان حلا آخر مع البي كي كي في عفرين، غير فتح هذه الجبهة وزج السوريين فيها؟ ام ان الأهم انه صار محتلا مثله مثل بقية الدول المحتلة للثورة السورية، بعقود من الأمم المتحدة بوصفها ممثلة الأسد، او بوصف الأسد البياع ممثلا فيها؟ 
***
لو ان قيادة قنديل فعلا تملك قرارها، لكانت وجدت في الشعب السوري، حاضنة حقيقية. لكنها منذ اول يوم في الثورة وقفت ضد طموحات الشعب السوري في الحرية. واختارت الأسد حليفا. وهاهو يبيعها في عفرين. رغم كل هذا لايجب ابدا التخلي عن وقوف شعبنا الحر مع آمال الشعب الكردي في الحرية مثله مثل بقية شعوب المنطقة. من يطالب بالحرية لا يتحول الى قوة احتلال، وهذا الكلام موجه للبي كي كي و" للجيش السوري الاردوغاني"
ستكون لنا عودة لهذا الموضوع.