في كل عام منذ سبع سنوات على انطلاق الثورة السورية، تثار أسئلة، تعد قوائم جديدة للضحايا من الشعب السوري. مسيرة انطلقت من حق الحرية المهدور اسديا منذ خمسين عاما. في كل سنة يضاف قاتلا جديدا والوف الضحاياومئات الوف المهجرين والنازحين.
***
هنالك تعاريف نمطية للثورة. مخططات يرسمها مثقفون ومعارضون عن تجارب شعوب أخرى لم يعيشوها. لم يتورطوا في معرفة شعبهم قبل الثورة. فهل سيعرفونه اثناء الثورة؟ من لم يعرف شعبه قبل ثورته لن يعرفه اثناء ثورته،الاصح انه لن يعرفه مطلقا. 
مخططات يرسمونها وفقا لثقافتهم كما يحاول مشهدهم ان يظهر ذلك. الحقيقة هم يرسمونها وفقا لموقفهم السياسي في هذه اللحظة بالذات. للثقافة دور قبل الثورة. لكن خلال الثورة هنالك موقف سياسي. هنالك عمل سياسي بالدرجة الأولى. الثورة لا تحتمل تلاوين سياسية. لانها ببساطة تريد هدم الظلم السياسي الذي على شكل نظام حكم فاسد وقاتل. 
***
الشعب الذي انطلق في شوارع سورية من أقصاها لاقصاها، انطلق ضد القهر والجريمة. لاجل ان يتحرر من هذا القاتل الاسدي العام والمزمن. انطلق من شعب له مشارب ثقافية مختلفة. لم يسالوا المتظاهرين وهم يتلقون الرصاص الاسدي، انت ماهي ثقافتك؟ مثقفون ومعارضون كانوا قد تخلوا عن شعبهم قبل الثورة. ويريدون من هذا الشعب تبني ترسيماتهم!! التي هي أصلا نابعة من موقف سياسي. منه من هو مشتبك مع السلطة، بنضالية لم تسعفه ان يلتفت لشعبه والتغيرات التي تجري عليه، ومنه من يريد موقعا في السلطة، ومنهم من يلغو مزهوا بثقافته، كي يتبحبح بالعيش فلا يعنيه أناس الحارات والازقة والارياف.
لهذا المثقف قبل المعارض، تفاجأ بتظاهرة الحريقة وثم تفاجأ بتظاهرات درعا، وبقية المدن.
عندما تتفاجا الثقافة بالثورة فاية ثقافة هذه؟ عندما تتفاجاالمعارضة بالثورة فأية معارضة هذه؟
هذا تاريخ.
***
الثورة هي تاريخ السوريين. الان كلما تقدم الاحتلال الدولي للثورة خطوة في دم شعبنا، كلما نبحث أصوات جديدة لتعفيش الثورة. الاسدية لا تسميها ثورة، اسمتها حركة جراثيم، هؤلاء الآن يتقدمون الان بلا روية نحو هذا الموقع. آخرها هذا التقدم كان في الغوطة. جحافلل الروس والإيرانيين وميليشيات الأسد تضرب الغوطة باعتى الأسلحة، والغرب الأمريكي ينادي، عبر الأمم المتحدة بإخراج المدنيين 400الف مدني من ارضهم وبيوتهم ومزارعهم. لاينادي بوقف القتل ولا يريد إيقافه. بل يريد البحث عن انجع خطاب اعلامي لتغطية موقفه، ولتغطية الجريمة.
الغرب الأمريكي المتدخل في سورية قبل الثورة بعقود مزمنة. الغرب الذي رعى حفلة التوريث الدستورية المهزلة التي جرت للوريث المجرم.
***
الغرب الأمريكي بزعامة أوباما عند انطلاق الثورة، كان يمارس تذاكيه المتدخل بشدة لحماية الاسدية بوصفها أداة لتأهيل الجريمة الدولية المزمنة، على شعب مذبوح منذ خمسن عاما. نحن معكم ونترك الأسد وايران يقتلكم برعاية روسية. مفترضا انه بهذا التذاكي المتبجح، اننا كسوريين لا نعرف، وعندما قلنا له اننا نعرف، قام بتشكيل الائتلاف. ربما هذا لغز ستكشفه الوثائق لاحقا. ليس وقتها الان. قبل ذلك أوباما ومعه بعض أصدقاء سورية، هم من ادخلوا الراية السوداء الى سورية. بتوافق اسدي صنعت الخامنئية جزء منه. باعتبارها الحاضن الأساسي لقاعدة ايمن الظواهري. لان السوريين في شوارع سورية رفضوا العودة لمشاركة القاتل في الحكم او بالاصح للعودة لما قبل الثورة. تحت شعار" لن نسمح بابادة العلويين". ما قله السفير الأمريكي للمعارضة في الأشهر الأولى للثورة، قبل تصريح لافروفالشهير. الروس تلقوا هذه الرسالة واعادوا انتاجها، بأن"الأقلية العلوية" اقلية محبوبة لدينا، ولا يجب ان نسمح بحكم السنة. ثم يقولون ان الثورة طائفية. 
***
الغرب والسوفييت ولاحقا روسيا هي من كانت تتعامل مع الأسد بوصفه نظام طائفي. لكن كان لابد من اتهام الثورة من قبل بعض من ذكرتهم من المثقفين والاسديين. عندما يوافق أوباما بارسال جحافل الأممية الشيعية الخامنئيةلذبح شعبنا، باتفاق واضح مع ايران، انما كان يدرك بمجلس مستشاريه ان هذا سيولد عنفا طائفيا إضافيا، على ما مارسته الاسدية خلال خمسين عاما. ثم يأتي من يقول:ان الثورة هزمت لاسباب جوانية تتعلق بثقافة المجتمع. ليس لان الاحتلالات الدولية هي من دخلت لتحتلها. من اجل تأبيدالجريمة. لان لا علاقة لهم بالثورة، لن يرونها بوصفها في النهاية حدث تاريخي مشروط لقواه الموجودة. كانت أمريكا أوباما موجودة على راس هذه القوى. أي انها ببساطة ميزان قوى. رغم ذلك هذه الثورة هزمت الأسد. كل الاحتلالاتالدولية تحدثت على انه بسببها لم يسقط الأسد، الا بعض هذا الرهط من المتثاقفين. 
***
التهجير العام للسوريين تم ويتم باشراف الأمم المتحدة،ورعاية كل دول الاحتلال. هذا ليس تحليل بل وثائق ومفاوضات وديمستورا وهيئة التفاوض واستانة وجنيف ولوزان وفيينا. عندما تقوم الأمم المتحدة بهذا الدور، وتهجير مدن الثورة ويتبرع الأوروبي والخليجي باموال لاتمام عملية التهجير. ثم يتبجح الجميع ان الثورة هزمت لاسبابداخلية!!
***
الان البلد محتلة من خمس احتلالات رسمية: أمريكا وايرانوروسيا وتركيا والاسدية. الاسدية التي باعت البلد للروس والإيرانيين منذ لحظة الثورة الأولى. معتقدين ان أمريكا لديها جمعية خيرية. بضمانة النخب الإسرائيلية. حتى احتلت أمريكا الجزيرة السورية، المنطقة الاغنى سوريا،وأعلنت انها لن تخرج حتى ترى حلا سياسيا يتوافق معها. وحتى احتلت تركيا شمال سورية. كل ما جرى بسبب بسيط جدا وواضح: انهم لايريدون لشعبنا ان يتحرر. لا من الأسد ولا من الإسلاميين. ثنائية الفساد السياسي الأمريكي في المنطقة ومنتجه.
***
المعارضة السورية هزمت منذ دخول الراية السوداء منتصف 2012، وغطى دخولها الاخوان المسلمين. وتوجت هزيمتها بتشكيل الائتلاف، اما هيئة التفاوض فهي لملمة هؤلاء فقط.
اما الثورة وشعب وسورية فقد انجز ما عليه، وترك الأمور للنخب والمعارضات، لتكمل ما بدأه. وحقق ما خرج من اجله. والدليل ان الاحتلالات موجودة ولن تخرج.. ومن يعتقد ان عشرة مليون سوري، سيعودون والأسد موجود هو واهم. ومن يعتقد ان أمريكا وتركيا وايران وروسيا ستخرج من سورية والأسد موجود أيضا واهم. لهذا الثورة حققت ما قامت من اجله... حتى لو طال الزمن في البناء على ما تحقق من دولة علمانية وقانون وحريات. الزمن الاسدي انتهى في سورية. نحن نعيش الزمن الدولي.