ان ما نراه اليوم في شوارع اربيل ومدن الإقليم الاخرى من مظاهرات واحتجاجات حاشدة ضد تفاقم الاوضاع الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة هو صراع بين الشعب الكوردستاني وحكومته الفاشلة التي اثبتت فشلها بجدارة خلال 26 عاما من حكمها في ادارة إقليم كوردستان. 
كما هو معروف، ان آفة الفساد المالي والإداري و تغلغلها من مكان إلى مكان آخر وبصورها المختلفة والمخيفة في الاقليم هي من اهم الاسباب الرئيسة وراء تفاقم الأزمة والمشاكل الاقتصادية (البطالة - التضخم – الإسكان التقشق الغلاء التقليص والتأخر في صرف رواتب الموظفين، قلة الخدمات الاساسية ) اضافة الى تفاقم المشاكل الاجتماعية الكثيرة والمتنوعة والتي يعاني منها المواطن الكوردستاني المغلوب على امرة، 
وسط هذه العواصف السياسية والاقتصادية التي تهب على إقليم كوردستان، يُطالب الشعب الكوردستاني المتضرر الرئيسي من سياسة (التقشف والاصلاح ) يطالب القلة القابضة على الحكم في إقليم كوردستان والتي تستأثر بخيرات الإقليم لها ولمقربيها، بإرجاع تلك الاموال المسروقة والمخزنة في بنوك الدول الاوربية وفي سراديب قصورهم وابراجهم العاجية، لانقاذ الواقع الاقتصادي المزري في الإقليم، لان الاصلاح الحقيقي يبدأ من اعلى الهرم الى اسفله وليس العكس، فاقليم كوردستان بحاجة قبل كل شيء الى حكومة كفوءة وفعالة خالية من الفساد والنهب والسرقات.
اليوم 25 اذار 2018، اكدت اربيل لحكومة الاقليم، بانها لا تحب الظالم والفاسد والسارق مهما كان هويته، فكل الدعايات التي صرفت عليها الملايين لكي تبين أن الشعب الكوردستاني واهالي اربيل تحديدا مع حكومته، فشلت امام غضب الجماهير التي طالبت اليوم في مظاهرة ووقفة احتجاجية شعبية امام (بارك شاندر) طالبت بإسقاط الحكومة لفشلها الذريع في ادارة الإقليم... 
نعم..ان المجتمع الكوردستاني بحاجه الى حكومه جيدة و جديرة وحقيقيه وقادره على التصدي بحزم لمشاكل الإقليم المستعصة، لان بكل صدق وصراحة ان رفض بغداد لدفع حصة الإقليم من الميزانية ليس السبب الرئيسي في انهيار الوضع الاقتصادي في الإقليم، بل هناك مشاكل رئيسية اخرى على سبيل المثال : الاستفراد بالثروات و استحواذ على خيرات الإقليم من قبل فئة فاسدة ( اوليغارشية ). اضيف الى ذالك، تأمر الاحزاب الكوردستانية الفاشلة ( بدون استثناء) على بعضهم، وتعميق المشاكل الداخلية العالقة بين الأحزاب المشاركة في حكومة الإقليم والتي اثبتت فشلها وبامتياز في ادارة الإقليم، كل هذه الاسباب واسباب ومشاكل كثيرة اخرى تسببت في تعميق المشاكل التي جعلت الحياة لا تطاق مع سوء الخدمات وارتفاع الأسعار والتقشف وتاخر صرف الرواتب...
لاول مرة في اربيل تُرفع شعار: ( فلتسقط حكومة الاقليم، يسقط اللصوص, تسقط الحكومة الفاسدة، نحن اهل اربيل..لانريد ان نراكم )، وهذا دليل اخر على ان الشعب وصل الى قناعة وحقيقة مفادها ان ( الحقوق تؤخذ ولا تعطى)، ولابد للفاسد ان يرحل.
فهنيئا لحكومة الإقليم الفاسدة والفاشلة والتي لا هم لها سوى تحقيق أطماعها الشخصية وعلى حساب ملايين من ابناء الشعب, هنيئأ للحكومة التي لابد ان تسقط امام غضب الجماهير الجائعة والعاطلة والفقراء والمرضى. 
اخيرا..لم يبقى لي الا ان اسأل :يا حكومة إقليم كوردستان هل وصلتك الرسالة؟