لنعترف بأن العالم الغربي كله&يواجه&مأزق &وتحديات التعامل القانوني والأمني &في عودة &مواطنية &الذين إنضموا لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية .. فتحت بند الحريات الكبيرة الممنوحة .. سافر العديد من شبان &وشابّات القارة الأوروبية من جنسيات مختلفة&العديد منهم&يحمل جنسية مزدوجة .. برغم أنهم وُلدوا في الغرب .. حافظوا على جنسيات دول آبائهم طبقا لقوانين الدول التي جاء منها الآباء ..جمعهم الإيمان بأهداف الدولة الإسلامية &وبأن &الخلافة هي الطريق الوحيد لمستقبل أفضل&وأن الموت في سبيل الله أسرع طريق للجنة بدون المرور على عذاب القبر ؟؟&مؤمنين ومعتقدين بان مواطنتهم وجنسياتهم الغربية &ستُجبر هذه الدول &على &إحتضانهم مرة أخرى .. لأنهم لم يقوموا سوى بواجبهم الديني ...&

أمر عودتهم فتح أبواب الجدل والنقاش &ولكنه وفي ذات الوقت فتح &صراع الدول في إزدواجيتها .. وفي إعلاء مصلحة مواطنيها الأصليين&في الحق في الأمن&..&

البداية كانت&بتصريح ترامب&التي طالب وحث الدول الأوروبية&، خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وبلجيكا باستقبال المقاتلين السابقين وعائلاتهم .. والذي إعتبرته الدول الأوروبية تدخلآ في أمورها الداخلية .. وردت كل منها بطريقتها في رفض الوصاية .. فرنسا أكدت عدم إستجابتها لطلبه وإستعدادها للتعامل مع كل حالة على حدة ..&

في ذات الوقت جاء إمتحان بريطانيا الأكبر .. في طلب العودة التي تقدمت به شميمة البنغالية المولد والأبوين .. والبريطانية الجنسية .. التي أسرعت بتلبية نداء داعش في الهرب من بيتها وأسرتها &قبل أربعة أعوام 2015 &. في عمر الخامسة عشرة&سرقت جواز سفر أختها الأكبر وهربت مع إثنتين&. خلال&أربع سنوات&لم تسمع منها أسرتها &.. تزوجت بعد عشرة أيام من وصولها &من هولندي إعتنق الإسلام وإنضم للتنظيم .. وتطالب الآن بحقها في العودة مع طفلها الذي ولدته قبل أيام ..&

إزدواجية الموقف الأميركي ظهرت واضحة فبينما حث ترامب &الدول الأوروبية على إستقبال العائدين .. أعلن قبل يومين رفضه المُطلق لعودة المواطنة الأميركية المولودة في نيوجيرسي .. والتي هربت في عمر التاسعة عشرة&للإنضمام للتنظيم ..بقوله أنها ليس لديها أي إرتباط قانوني او جواز سفر صالح, أو الحق في الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة .. بينما &يؤكد &محاميها أنها أمريكية ..&

ما يجمع الدول الغربية في هذا المأزق ..&

المخاوف الأمنية .. فهؤلاء العائدون تلقوا تدريبات وقُدُرات مما يجعلهم يُشكلون خطرا أمنيا عسكريا .. خاصة اؤلئك الذين لم يُبدوا ندما على إنضمامهم ..&

كيفية الموازنة ما بين القوانين وإحتمالية &غضب شعبي من السماح بعودتهم .. خاصة وأن العديد منهم لم يخضع للمحاكمة كما حصل في بريطانيا &التي سمحت بعودة 260 جهاديا . ولم يخضع للمحاكمة &سوى 40 منهم ؟؟

حدوث إنقسام مجتمعي أكبر.. حيث أن هناك شريحة تتعاطف معهم ولو ضمنيا .. مما يؤهلهم لأن يُصبحوا أيقونات في مجتمعهم &قادرين على التأثير مما سيهدد النسيج الإجتماعي الهش ؟؟&

إحتمال ومخاوف من تحول أطفال مقاتلي التنظيم إلى جيل جديد من الجهاديين .. في حالة بقاؤهم في مخيمات سورية .. وحتى في حال عودتهم ؟؟

اللافت للنظر الجدل الداخلي الذي بدأ بين نواب البرلمان &البريطاني بعد قرار الوزير ساجد جاويد إزالة الجنسية البريطانية عنها .. حيث إنقسم أعضاء من الحزب نفسة &(المحافظين) &فبينما إعتبره النائب جورج فريمان .. خطأ وسابقة خطيرة .. إعتبرة النائب &روبرت هالفون &قرارا صائبا للغاية .

الوزير إستند في قراره .. &إلى&

-&حق الحكومة البريطانية في سحب الجنسية تحت مُبرر الخيانة العظمى .. وأنه وبموجب قانون الجنسية لعام 1981 ""يُمكن سحب الجنسية من المواطن البريطاني إذا رأى وزير الداخلية أن ذلك يصب في الصالح العام " .

-&أن شميمة من&مواليد بنغلاديش لأبوين بنغاليين جاءت إلى بريطانيا في عمر الثلاث سنوات .. وتحمل جنسية بنغالية &إضافة إلى جنسيتها&البريطانية . وعليه ليس هناك من حرج على السلطات البريطانية &رفض عودتها&.. وأنها لن تكون بلا جنسية الأمر المرفوض في القانون الدولي&

-&تأكيد قانوني في كل الدول الإسلامية في حق الأبناء في الحصول على جنسية الوالدين.

أما صراع الدول بدأ بمحاولة حكومة بنغلاديش &النأي بالنفس عن أية إحتمالية لعودة شميما او غيرها من الجهاديين &حين صرَح وزير داخليتها بأن شميمة &ليست مواطنة &ولن يُسمح لها بدخول البلاد .. وأنها مسؤولية الحكومة البريطانية .. بينما &وقع زميله وزير الدولة للشئون الخارجية بخطأ كبير حين قال أنها مواطنة بريطانية بالولادة .. بينما تقارير الحكومة البريطانية تؤكد دخولها بريطانيا مع أبويها البنغاليين في عمر 3 سنوات ؟؟&

من جهتها قالت شميما&إنها إذا لم تستطع العودة إلى بريطانيا ، فإنها متزوجة من الجهادي الهولندي ياجو ريديجك وقالت: '"بما يمكنني طلب الجنسية في هولندا. إذا تم إعادته إلى السجن في هولندا، فيمكنني الانتظار فقط أثناء وجوده في السجن".&

والآن جاء الرفض المطلق من &الحكومة الهولندية &لإيوائها؟؟&تعامل بريطانيا مع شميما سيكون &الأساس الذي قد تستند عليه بقية الدول الأوروبية في تعاملها مع &مواطنيها العائدين .. وهل ستستطيع التوفيق ما بين قيمها &وحق مواطنها بالأمن ؟؟&

سيدي القارىء،&القاعدة نجحت في فتح صراع الحضارات بين الشرق والغرب .. ولكن داعش نجحت في فتح&صراع دولي أكبر وأعمق&..&وأجبر الغرب على الخوف على&الديمقراطيات .. والتساؤل حول&مدى الحقوق &المستندة إلى قيم الحضاره الغربية..&&وهل من الممكن إحداث توازن &بين الحريات الممنوحة وقيود&وإعادة صياغة &لكل القوانين&ستعمل عليها الدول؟