بعيداً عن الدخول في متاهات مُعتنقي الأديان السماوية المتشددين وقريباً من الطرح الموضوعي لمعالجة العوائق المرتبطة بالحالة شكلاً ومضموناً، فقد&حارب اليهود&الديانة المسيحية لِأعتقادهم بأن ظهور السيد المسيح هو&لِالغائهم&، ربما محاولة المسيح هدم الأساس الغير&متين هو ما أدى الى اعتقادهم ذاك دون التمعن ان اعادة بناء الهيكل بِأسس سليمة هو الاصح للبقاء والاستمرار،&ولم يكن&مجيئهُ&لالغاء الانسان اليهودي او وجودهِ&مطلقاً ، وبمجيء الأسلام توارثت تلك الثقافة اليهودية ورسخت نفسها في المسيحية بأن&مجيء&الاسلام هو لالغاء المسيحية ، وهو ايضا خطأ ، فمن غير المنطق أن يخلق الله ديناً وبعد عقود من الزمن يلغيه ويأتي بدين أخر ،&وعلى الأرجح خروج وكلاء للدين الأسلامي وأستغلالهم لأسم الله ربما كان العامل الاساسي لترسيخ مفهوم الالغاء لدى المسيحيين&،وكان للأمر &واقع مرير للحالة العامة&في&المجتمع الكردي&والعربي&،&بمجرد&ظهور&جيل&واعً&ينظر للامور&باستقلالية&ويحرر&العبيد&من&الانظمة&المتسلطة لبناء&دولة&متينة&وقوية&مبنية&على&احترام&الانسانية وخدمة&البشرية&يتم&محاربتهم&من&قِبل&مُغتصبي الحُكم&والإدارة&وتدمير&افكارهم&النيرة&لاعتقادهم&انصعودهم&على&السلم&هو&لالغائهم&.والاصح وفق الرؤية بالعين المجردة القول بأن&الاديان&كانت&سلسلة مترابطة ببعضها البعض لشرح القوانين وبمفاهيم أوضح ومنح الانسان الحرية والحقوق والمساواة من قِبل أخيه الانسان الاكثر قوة او سلطة او نفوذ ، جميع الأنبياء كانو بشر ومعظم الكُتب السماوية كانت لخدمة الأنسان فقط&.

النظام الرأسمالي والشيوعية كانت الغاية من مؤسسيهما&الغاء&تَبعية&المسيحية والاسلام معاً&وتفتيت جميع أجناس الشعوب وبعثَرتِها الى اشلاء مُهاجِرة&حتى يأتي اليوم الذي يبحث فيه المهاجرون عمن يحتضنهم والبدء بتقديم&الولاء لانتمائهم الجديد&وهو رأس االمال&,&فالأثنان رغم تناقضهم الا ان المال كان في نهاية المطاف يوَحد نضالهم العميق للوصول إليه ، وأستمرار وجود وكلاء الفرس والعثمانيين&ما هي الا جذور مُحجبة بالدين لكنها عارية&في الداخل&تماماً لتظهر بوضوح ارتباطها الوثيق بالرأسمالية والشيوعية ، وتبقى&سياسة ممنهجة ممن وضع قواعد تأسيسهم لتدمير الشرق وكأن شيئاً لم يكن ،&نظام الملالي وميليشياته المتعددةَ&الأسماء&ونظام الحُكم العثماني&وتنظيماتهِ&المتطرفة&من&الأخوان المسلمين ومشتقاتهِ&من&القاعدة&والنصرة&وصولا لداعش&وغيرها ليس لهم سوى هدف واحد :&هدم بِناء الانتماء القومي للكرد والعرب&وهو&ما نتج عنه حرمان الاعتراف بدولة&كوردستان&وفلسطين اللتين اصبحتا في مصير مشترك وهو التلاشي مع مرور الزمن&أن لم تعد القيادة الى رُشدها والخروج من قاع انا السلطان&.

ان نظرية الالغاء هي في الحقيقة وِراثة خُلقت بداخل الانسان منذ نزول آدم وحتى تاريخنا هذا&،&قَتل قابيل لاخيه هابيل كان خير دليل على وجود هذه الثقافة الموروثة&التي يستطيع الانسان بسهولة ان يتخلى عنها بمجرد ان يفتح عقله للفكر السليم والمحبة والأخلاق بعيدا عن تقييدها بالدين ، فالاديان هيه للايمان بخالق الكون&والاقتداء&بالخير داخلياً&ليظهر تلقائياً الى الخارج ويكون قدوة للأخر ، ولم تكن ابداً&وسيلة للسلطة والحكم والقوة , بالمحبة والثقافة والفكر المتفتح يُمكن للانسان ان يمتلك القوة التي تجعله يبني الأمل للمستقبل ويكون نوراً للاجيال القادمة.