تزامنت قمة ثلاثية في القدس بين اسرائيل&والولايات المتحدة&وروسيا لبحث&مسائل&امنية تتعلق بسوريا وايران وحزب الله وقضايا اخرى، مع ورشة اقتصادية نظمها مستشار الرئيس الاميركي وصهره جيراد كوشنير وذلك ايذانا بالبدء في اعلان صفقة القرن للحل في الشرق الاوسط.
نتانياهو وصف القمة بالتاريخية ودأب على نقل وقائع الاستقبال والكلمات مباشرة على الهواء وذلك في اطار استغلال القمة&لأغراضهالانتخابية الضيقة جدا مقارنة بعناوين القمة.
القمة لم تسفر عن اي نجاح او اختراق في موضوع تواجد ايران في سوريا بل العكس صحيح فان روسيا اوضحت بشكل لا يقبل الجدل ان ايران حليفة لها في سوريا وهي تحارب الى جانبها ما سماه مستشار الامن القومي الروسي&بالإرهاب. بالمقابل تحدث نتانياهو وبولتون مستشار الولايات المتحدة القومي بعنتريات وبطولات فهذا اكد ان اسرائيل تحركت مئات المرات في سوريا لمنع ايران من التموضع عسكريا فيها وذاك هدد ايران ووصفها بانها تعمل على زعزعة الاستقرار، عنتريات وتهديدات لدواع انتخابية واعلامية لا اكثر اما الجانب الروسي فكان اكثر رصانة وصمتا بما يتعلق&بالأمن&والعمل العسكري واوضح بشكل دقيق مصالح بلده في المنطقة وحدد مواقف بلاده من القضايا المختلفة.
قمة القدس اخفقت واصبح عنوانها كما قمم مماثلة، اهميتها في مجرد انعقادها، لكن ليس هكذا تبنى استراتيجيات الدول ولا الدول العظمى كالولايات المتحدة الاميركية، والمؤكد ان اهداف نتانياهو من انعقاد هذه القمة غير ما اعلن عنه وهي مصالح شخصية ضيقة ومن اجل ابعاد شبح سجن (معسياهو) عنه، وسجن (معسياهو) قرب تل ابيب هو السجن الذي يتم ايداع المسؤولين واصحاب الشأن والوزراء وغيرهم فيه عندما يدانون بالسجن الفعلي وقد استضاف لسنة ونيف رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت.
وفي المنامة على الخليج العربي عقدت ورشة اقتصادية لدعم&الفلسطينيين&تغيب عنها المعنيون بها بل ورفضوها رفضا قاطعا ولن اتطرق هنا الى جدوى الرفض والمقاطعة واكتفي بان استذكر معكم ان ما يقدم دوليا للفلسطينيين على مر الزمن يتقلص اكثر فاكثر.
ورشة المنامة انعقدت مع وفود عربية مختلفة من الخليج والشرق الاوسط وبمشاركة وفد اسرائيلي وضيع وصف بانه لرجال اعمال&ترأسه&جنرال سابق ومستشار خاص لنتنياهو لشؤون الفلسطينيين وكان عمل سابقا في الاستخبارات العسكرية وجند عملاء&لإسرائيلفي مناطق مختلفة.&
هذه الورشة فشلت قبل ان تبدأ لجهة الاتفاق&المبدئي&على الاقل على ضرورة الحل السياسي للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وذلك بحسب القرارات الدولية والثوابت المعروفة وبموجب المبادرة العربية، مبادرة السعودية التي بدأها في حينه الملك فهد ابن عبد العزيز.
ورشة المنامة بمبادرة مستشار وصهر الرئيس الاميركي جيراد كوشنير وقد تم الاعلان عنها كقمة بداية ثم تم تخفيض العنوان الى مؤتمر بعدها الى ورشة ولو طال الامر&لأصبحت&لقاءا على فنجان قهوة سادة.
جيراد كوشنير اطلق خطة الصفقة الاقتصادية وتحدث عن ارقام واموال ومشاريع ناسيا او متناسيا او لا يعلم ان هناك شقا سياسيا واخلاقيا في مسألة حل القضية الفلسطينية، وبلغت السذاجة او قل الوقاحة بكوشنير الصهر ان اعلن بان المبادرة العربية ليست الاساس للحل مع الفلسطينيين والحل موجود هناك بين المبادرة العربية وبين الموقف الاسرائيلي. هنا اريد ان اتوقف على الموقف الاسرائيلي، هل يعلم احد ما هو الموقف الاسرائيلي؟ واي موقف، موقف اليسار الداعي لدولتين لشعبين دون تحديد او وضوح في مسألة الحدود والقدس واللاجئين، ام موقف نتانياهو الداعي لضم الضفة الغربية&لإسرائيلوالاحتفاظ بغور الاردن ام موقف اليمين القاضي بنقل الفلسطينيين&للأردن؟ جيراد كوشنير فشل بسبب مراهقته السياسية وتجربته الضئيلة جدا في الحياة وفي السياسة والاقتصاد اذ لا يكفي ان تكون صهر الرئيس لتحل القضايا الشائكة والصعبة وركاكة الطرح في المنامة وما يرشح عن صفقة القرن تثبت ان الغباء هو سيد الموقف لدى هؤلاء فكم من صهر ورط عمه الرئيس والامثلة كثيرة جديدة وقديمة.
تزامن عقد قمة القدس وورشة المنامة لم يكن صدفة بل بتخطيط وترتيب من نتانياهو وكوشنير وذلك لربط الامور كلها ببعضها واعطاء الانطباع العام ان العالم كله الى جانب امن اسرائيل وحقها في الوجود وهنا لا بد من الاشارة الى ان موقف&الفلسطينيين&الرافض للصفقة المرتقبة قبل معرفة تفاصيلها يساعد الموقف الاسرائيلي كثيرا.
نتانياهو فشل في ضم روسيا الى حملته الانتخابية هو والرئيس دونالد ترمب الذي سيخوض انتخابات رئاسية بعد اقل من سنتين. ومحاولات طرح الاموال والمبالغ في المنامة فشلت في بيع او شراء الهوية الفلسطينية والانتماء ويبدو ان&"العتمة ما اجت على قد ايد الحرامي"&لا في القدس ولا في البحرين، وهذا لا يعني ان لا يجري الفلسطينيون تقييما جديا وواضحا وصريحا لوضعهم الدولي فان دعم تشيلي ونيكاراغوا وكوبا لهم وحده لا يكفي.