جرت العادة في مناسبة عيد الميلاد تقديم التهاني وكلمات المجاملة، وبمناسبة عيد ميلاد إيلاف التي أتمنى لها الخير والنجاح الدائم... قيل لي ان إيلاف ترحب بالملاحظات والنقد... هل هو استدراج للتعرف على النوايا وكشف المخبوء اكثر منه الاطلاع على رؤية الأخرين وملاحظاتهم لتدارك السلبيات؟

حسب خبرتي بالمجتمعات الشرقية لايوجد فيها من يتقبل النقد مطلقا بما فيها أنا شخصيا فلو أستطعت التخلص من طيبة قلبي والقيم الانسانية التي احملها، و امتلكت القسوة الكافية لحطمت رأس كل شخص يوجه لي النقد حتى لوكان صحيحاً.. لذا أنصح من يتعامل مع الاشخاص العرب وعموم الشرقيين من غير العرب بألا يرتكب خطأ المصارحة والنقد لأنه سيجلب على نفسه مشاعر الغضب والأنتقام... وبناءً على هذه القناعة سوف لن أفصح عن ملاحظاتي النقدية عن إيلاف، واكتفي بالكلام البسيط الخفيف حفاظا على علاقتي بها فأنا بحاجة اليها لنشر كتاباتي وإيصالها للناس من خلالها.

بفضل إيلاف حققت شهرتي الواسعة فقد بدأت علاقتي بها بتاريخ 28 -9 - 2003 نشرت اول مقالة لي فيها، وبعد مضي سبع سنوات مازلت أكتب مجانا من دون مقابل مالي ومصنفا لديها في خانة كتاب الدرجة الثانية، وهي بدعة غريبة جدا ان تجد في عالم الثقافة والاعلام تصنيفات (عنصرية ) تضع الكتاب في خانة الدرجات الاولى والثانية، وليس كما هو متعارف عليه بأن يكون المقياس صلاحية المادة للنشر !

وأعتذر جدا لأنني سأتحدث عن نفسي بهذه المناسبة، فأنا بحسب كافة المعطيات الكاتب الأهم والأبرز في إيلاف من حيث: نوعية المواضيع ذات الطابع العام التي لديها رسالة معرفية تنويرية صادقة قد يكون ثمنها حياتي، وايضا من حيث الاسلوب الذي يعتمد على التكثيف والأختصار والتبسيط والوضوح، و مسارعة المواقع العربية والأجنبية الى نقل كتاباتي نظرا لأهميتها، واخيرا العدد الهائل من القراء والتعليقات وما تثيره من نقاشات واسعة بينهم علما وفق النظام الجديد لزاوية التعليقات فأن العشرات من الردود لايتم احتسابها ضمن الاحصائيات، فمثلا احيانا يكون عدد التعليقات 50 تعليقا حسب الاحصائيات، ولكن ماينشر فعليا من تعليقات ومناقشات بين القراء قد يصل الى 100 او اكثر.

وبهذه المناسبة اود تذكير من يتهمني بأنني اتعمد الاستفزاز من اجل الحصول على اكبر عدد من التعليقات.. اقول: أنني سبق وان طالبت علنا بغلق زاوية التعليقات على كتاباتي، فما يدفعني للكتابة ليس اعداد المعلقيين، بل حاجتي للتعبير عن قناعاتي وافكاري بشكل حر مستقل كجزء من بحثي الدائم عن المعنى للحياة سواء عن طريق الكتابة أو غيرها.

نعود الى قضية ( عنصرية ) إيلاف في تصنيف الكتاب، وتجاهلها لأهمية كتاباتي بأعتبارها أحد عناصر الجذب للقراء وبالتالي اصبح وجودي احد أسباب نجاح إيلاف بناءا على الاحصائيات، والسؤال المنطقي هو: لو كانت إيلاف تثمن وتقدر عمل الكتاب البارزين لديها أليس من المفروض الأهتمام بهم وتكريمهم وابراز كتاباتهم في المكان المناسب الذي تستحقه؟

أرجو بعد نشر هذه الملاحظة.. ان تظل الأمور كما هي: فانا سعيد بأن أظل أكتب بشكل مجاني من دون الحصول على المقابل المالي، وكذلك انا مرتاح في مكاني الحالي الذي أنشر فيه، وأي تغيير سيطرأ على وضعي في إيلاف سوف لن يكون عفوياً صادرا عن مبادرة ذاتية منها نحوي، وسوف لن أكون سعيداً به بعد فوات الآوان، وكل عام وإيلاف والقراء بألف خير.


[email protected]