بات الطفل بيتر مهددًا بالسجن وبخسارة مستقبله بعد شكوى تقدم بها ضده أحد فنيي&الحواسيب الذي اكتشف في جهاز الطفل لدى إيداعه إياه لإصلاحه صورًا خاصة لاعتداءات على أطفال.

إيلاف: يبدو أن هناك سلسلة من الوقائع التاريخية التي تحثنا على التعامل مع تعقيدات القانون التي تستكشف من خلاله الكاتبة سارة لانغفورد القضايا الاجتماعية التي يفضل الناس تجاهلها، كما تحثنا بمهارة على فعل الاختيارات نفسها التي يتعيّن على المحامين، القضاة، ضباط الشرطة والعمال الاجتماعيين أن يفعلوها من منظور روتيني.

هل يستحق السجن؟
تتحدث لانغفورد في كتاب جديد لها بعنوان "في دفاعك: قصص من الحياة والقانون" عن صبي ملائكي الوجه يُدعى بيتر، عمره 18 عامًا، معتز بعمله التطوعي مع إحدى المنظمات الشبابية المحلية، وعلى وشك دخول الجامعة، وهو يمثل الآن أمام القضاء بعدما أبلغ عنه أحد فنيي إصلاح أجهزة الحاسوب بسبب اشتباهه فيه، حيث اكتشف أثناء قيامه بإصلاح حاسوب بيتر المحمول وجود عدد كبير من الصور الخاصة بالاعتداء على الأطفال.&

لفتت في هذا الصدد صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن السؤال الذي يواجه القاضي الذي يحاكم بيتر، وكذلك قراء كتاب لانغفورد، هو "من يدافع عن بيتر، وهل يستحق أن يودع بالسجن أم لا؟".

أضافت الصحيفة أن هذا الكتاب الجديد تناول القصة من منظور يتشح أكثر بالطابع الإنساني وأقل على المستوى الانفعالي، وتناول الكتاب في مجمله 11 حالة، سعت من خلالها لانغفورد إلى استكشاف القضايا الاجتماعية التي يتجاهلها الناس.

تحديد مصير
بالعودة إلى قصة بيتر، قالت لانغفورد "هل هو خطر على الأطفال؟". إذا كانت الإجابة لا، فيمكننا القول (هل من الصواب إرساله إلى السجن وإدانته بعقوبة أخرى على يد زملائه من النزلاء؟).&

من ناحية أخرى، فإن المحتوى الموجود على حاسوبه يضم 15 فيلمًا مصنفين عند المستوى الرابع (من خمسة) في تصنيف القانون الخاص بالانحراف: التعدي على طفل من قبل طفل أو التعدي على طفل من قبل فرد بالغ.

هذا وقد حرصت لانغفورد على عدم مشاهدة تلك الصور التي كانت موجودة على حاسوب بيتر، لكن القاضي سبق له مشاهدة مثل هذه الفيديوهات، ويعرف طبيعة الاعتداء الجنسي على الأطفال. وهنا عاودت لانغفورد لتتساءل: "أي من تلك الفيديوهات يمكن أن تحدد مصير بيتر، وتحسم بالفعل ما ينتظره في المستقبل من عقاب".

أخيرًا، لفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن لانغفورد تتسم بتنوع كبير في ممارستها لفن الكتابة، ولهذا تتفاوت كتبها تفاوتًا كبيرًا، وهي تحرص على فهم متطلبات قرائها، لهذا نجدها تتبع نهجًا أدبيًا في الكتابة، وهو نهج يشتت الانتباه في بعض الأحيان.

أعدت "إيلاف" التقرير نقلًا عن صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. المادة الأصل منشورة على الرابط
https://www.ft.com/content/5d6f8f70-a09e-11e8-85da-eeb7a9ce36e4