ستُباع بالمزاد هذا الخريف نُسخة من كتاب "عشيق الليدي تشاترلي" استخدمها القاضي الذي حاكم الرواية بتهمة الفحش والاباحية ، بما في ذلك تأشيرات زوجة القاضي للمقاطع التي تتضمن وصف مشاهد جنسية.

وجرت المحاكمة في عام 1960 لمقاضاة دار بنغوين على نشرها النص الكامل لرواية دي. أتش. لورنس. وكانت المحاكمة اختباراً لقانون المطبوعات الفاحشة الصادر عام 5919 ببنوده التي تنص على ان العمل يكون فاحشاً إذا كان في مجمل تأثيره يؤدي الى انحراف أشخاص وفسادهم الأخلاقي.

وسأل المدعي العام في مرافعته اعضاء هيئة المحلفين إن كان بينهم من يسمح لإبنه أو ابنته بقراءة كتاب كهذا أو يضعه في بيته أو يجيز قراءته حتى لزوجته أو خادمه. ورد محامي الدفاع بدعوة 35 شخصية أدبية مرموقة الى ابداء آرائها بمعالجة لورنس لموضوع الجنس في الرواية ومقاصده منها.

ليدي دوروثي بيرن زوجة رئيس هيئة المحكمة القاضي السير لورنس بيرن قرأت الرواية لزوجها وأشَّرت المقاطع والصفحات التي تتحدث بلغة جنسية مكشوفة. ويُقال ايضاً انها أغلقت الكيس المصنوع من قماش الدمسق الذي حُفظت فيه النسخة التي قرأتها بخياطة فتحته بإحكام. وأعلنت دار سوذبي التي ستبيع الكتاب وملاحظات زوجة القاضي وكيس الدمسق في مزاد يُقام في 30 اكتوبر/تشرين

الأول بسعر تتوقع ان يبلغ 10 الى 15 الف جنيه استرليني ان الكيس الأزرق ـ الرمادي كان لمنع المصورين الصحافيين من التقاط صورة للقاضي وهو يحمل نسخة من الرواية.

ونقلت صحيفة الغارديان عن متحدث باسم دار سوذبي ان هذه النسخة ليست الوحيدة التي قُرأت بإهتمام خاص بالمشاهد الجنسية ولكنها كوثيقة في القضية أهم نسخة ما زالت باقية حتى اليوم واصفة المحاكمة بأنها أشهر محاكمة في التاريخ الأدبي البريطاني.

وكانت هذه النسخة بيعت في اواخر 1993 بسعر 4370 جنيهاً استرلينياً كان وقتذاك سعراً قياسياً لكتاب ذي غلاف ورقي يُباع في مزاد. وكان المشتري كريستوفر كون الذي اشترى النسخة ليهديها الى صديقه الراحل ستانلي سيغر.

بعد ثلاثة ساعات فقط من التداول اصدرت هيئة المحلفين في محاكمة كتاب الليدي تشاترلي قراراً ببراءة الرواية من تهمة الفحش. وقالت دار سوذبي ان كلمة القاضي بيرن في ختام المحاكمة كانت منصفة ولكنه كشف عن موقفه الشخصي ضد الرواية حين رفض تعويض المتهم وهو دار بنغوين للنشر عن التكاليف التي تحملتها لإثبات براءتها وتعين عليها ان تدفع فاتورة باهظة للمحامين.

بعد انتهاء المحاكمة باعت بنغوين 200 الف نسخة من الرواية في يوم واحد وبلغت مبيعات الرواية مليوني نسخة خلال عامين.